إبراهيم درويش
في حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، لا تزال النخب السياسية في الغرب بعيدة عن تطلعات ومواقف الناخبين. فلم تحرك هذه النخب ساكنا أمام مواصلة إسرائيل انتهاك كل الأعراف الدولية وقوانين الحرب التي تحمي المؤسسات الطبية من المساس، حيث إسرائيل استهدفت ومنذ بداية حملتها العسكرية، المستشفيات والطواقم الطبية وسيارات الإسعاف التي تنقل الجرحى باعتبارهم «أهدافا شرعية» زاعمة أن حماس تستخدم سيارات الإسعاف لنقل الأسلحة. وقد بدأت الحرب الإسرائيلية على المستشفيات والطواقم الطبية بالتشكيك بالأرقام التي تقدمها وزارة الصحة الفلسطينية لأنها تابعة لحكومة حماس التي تسيطر على غزة، وتزامن التشكيك مع تفجير المستشفى الأهلي العربي المعمداني وقتل فيه مئات الضحايا الذين لجأوا إلى ساحاته، وقد صور الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي زار إسرائيل بعد يوم من التفجير الأمر بأنه لعبة كرة قدم «يبدو أن الفريق الآخر» هو المسؤول وليس «أنتم» هكذا خاطب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ثم بدأ مع فريقه بعد عودته إلى بلاده بالتشكيك بأرقام الفلسطينيين مع أن وزارة خارجيته تعتمدها في تقاريرها السنوية.
ومع احتدام المعارك وتهجير سكان شمال غزة نحو الجنوب، باتت المعركة على المستشفيات أولوية لإسرائيل في محاولاتها لتحرير الأسرى لدى حماس، وكأن الأخيرة خبأتهم في عنابر المرضى أو تحت الأنفاق التي زعمت إسرائيل بخرائط وأشرطة فيديو أن حماس أقامتها تحت المستشفيات وبالتحديد مستشفى الشفاء، وكان على العالم أن يراقب الأطفال ومرضى العناية المركزة يموتون بسبب القصف الإسرائيلي ثم انقطاع الكهرباء عن المصحة نظرا لعدم توقف الوقود ونقل الأطفال الخدج من حواضنهم بسبب عدم توفر الظروف المناسبة لبقائهم فيها.
وكان المتحدث باسم مستشار الأمن القومي جون كيربي واضحا من أن الولايات المتحدة زودت معلومات لإسرائيل حول ما زعم أنها أنفاق، مبررا قوله بأن هذا لا يعني أن واشنطن دعمت الهجوم على المستشفى.
لا أدلة
ومنذ البداية التزمت إدارة بايدن بخطاب مزدوج، من أجل منح إسرائيل الغطاء حتى تكمل مهمة تدمير وتهجير سكان غزة. ورغم مرور ثلاثة أيام على اقتحام الشفاء، إلا أن إسرائيل لم تعثر على الأدلة بشأن الأنفاق، رغم الأسلحة التي قالت إنها وجدتها في العنابر وسيارة ادعت أنها لحماس. وحسب صحيفة «وول ستريت جورنال» (16/11/2023) حتى «الآن مخيبة للآمال» وأن القوات الإسرائيلية تحتاج لمزيد من الوقت لتصفية غير المقاتلين من مقاتلي حماس الذين تزعم اندمجوا مع المدنيين. وقالت الصحيفة إن إسرائيل تحتاج للعثور على أدلة تبرر هجومها على المستشفى، ولو تبين أن الأدلة التي قدمها خطأ، فسيزيد الضغط الدولي عليها بشأن الحملة العسكرية. وزعم وزير الدفاع الإسرائيلي، يواف غالانت أن الجيش استطاع تنظيف غرب غزة من مقاتلي حماس وأنه بدأ «مرحلة جديدة». وسجلت منظمة الصحة العالمية 137 هجوما على مؤسسات طبية وأن تسعة مستشفيات من 35 مستشفى في القطاع تعمل بشكل متقطع أما البقية فقد توقفت عن العمل. ولم تقدم إسرائيل أي دليل على استخدام حماس للمستشفيات كـ «مراكز قيادة وتحكم» ودعت الأخيرة منظمات دولية للتفتيش والتأكد من كلامها، وإلا فإن هذا يعتبر جريمة حرب. وحسب هيو لوفات، من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية فإن «الولايات المتحدة والأوروبيين تجمعوا لدعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وبالمرحلة الأولى بعد هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر، وكانت هناك رغبة لمنح إسرائيل وقتا ومساحة لملاحقة عمليتها العسكرية» و«لكن ما حدث منذ ذلك الوقت هو أن الاستخدام الإسرائيلي للقوة العسكرية غير المتناسبة، أثر على المدنيين في غزة، بقصد أو بدون قصد».
وينص ميثاق جنيف على حماية المستشفيات إلا في حالة استخدامها «للتسبب بالأذى للعدو» ويقول عادل حق، أستاذ القانون بجامعة رتغرز الأمريكية إن استخدام المستشفى يجب أن يكون في الحاضر لا في الماضي. والملاحظ أن معظم الصحافة الغربية، بريطانية وأمريكية قبلت التبرير الإسرائيلي لدخول الشفاء. وقالت مجلة «إيكونوميست»( 15/11/2023) التي رافق مراسلها قافلة إسرائيلية في جباليا ولم يزر أو يقترب من الشفاء. إن الاهتمام تركز في الأيام الأخيرة، على مستشفى الشفاء، وهو الأكبر في غزة، وغيرها من المرافق المماثلة. وتقول إسرائيل إن حماس لديها مقر تحت الأرض تحت منطقة الشفاء. وتعتقد أيضا أن بعض رهائنها البالغ عددهم 239 كانوا مختبئين هناك، على الأقل مؤقتا. وفي 15 تشرين الثاني/نوفمبر، وبعد تطويقه لمدة ستة أيام، دخلت القوات الإسرائيلية مجمع المستشفى. و«التقارير الأولية تشير إلى أن الجيش الإسرائيلي لم يعثر على قيادة حماس ولا على أي من الرهائن. كما اختفى أيضا معظم الفلسطينيين البالغ عددهم 60 ألفا أو نحو ذلك الذين كانوا يحتمون بالمستشفى في الأيام الأولى للحرب. وعندما دخلت القوات الإسرائيلية، لم يبق سوى 1500 شخص أو نحو ذلك، وهم مزيج من الطاقم الطبي والمرضى والنازحين». مشيرة أن إسرائيل التي تقول إنها ستوسع عملياتها للجنوب، لن تستطيع التصرف بنفس الشراسة كما فعلت في الشمال.
وكانت تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دليلا على الضغوط التي يشعر القادة الغربيون بها مع استمرار الحرب، وهذا لا يعني تغيرا في المواقف الرسمية.
نواب يتمردون
ففي بريطانيا، اقتضى التصويت على وقف إطلاق النار تمرد نواب العمال على زعيمهم، وهو تمرد مهم في موضوع كبير كما قالت «الغارديان» (16/11/2023) وأن على زعيم الحزب كير ستارمر، التعامل مع الخلاف في خيمة العمال بطريقة غير انتقامية، وهو الذي ظل حتى الآن يقلد الموقف الأمريكي، لاعتقاده أنه رئيس الوزراء المقبل ويحتاج لرضا واشنطن عليه.
ففي يوم الأربعاء قرر 56 نائبا عدد منهم في المقاعد الأمامية، وصوتوا لصالح قرار تقدم به الحزب الأسكتلندي لوقف إطلاق النار، وأسقطه المحافظون الذين يحتفظون بأغلبية في مجلس العموم. ورفضت الحكومة البريطانية التحرك بعيدا عن طلب التوقف الإنساني، وهو محاولة من بايدن وإدارته شراء الوقت لإسرائيل. ولاحظت كاتبة بريطانية بمقال نشرته صحيفة «نيويورك تايمز»(16/2023) وقالت فيه إن التباين يتوسع بين الناخبين الذين يطالبون بوقف إطلاق النار ويتعاطفون مع المدنيين الفلسطينيين والساسة الذين يتعللون بوقفات إنسانية. وأصبحت هذه العبارة التي لم تكن موجودة في الخطاب السياسي البريطاني مبتذلة ويلوح بها من هم في البرلمان كدرع ويتمسك بها ريتشي سوناك، رئيس الوزراء وستارمر. ويأمل هؤلاء أن يؤدي دعمهم للتوقف الإنساني الذي يتظاهر بدعم المدنيين والكارثة التي حلت بهم، منع النقد لهم برفضهم الدعوة لوقف إطلاق النار وإصرارهم على أن عملية إسرائيل في غزة هي دفاع عن النفس. وقالت إن مشهد الرعب بمستشفى الشفاء وصور الأطفال الخدج فيه ومحاولة الأطباء، غطى عليه التعديل الوزاري وطرد وزيرة الداخلية التي وصفت أنصار فلسطين بدعاة الكراهية وشهد عودة صادمة لرئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون المسؤول عن كارثة ليبيا والبريكسيت، كوزير للخارجية، ووسط كل هذا حرف ساسة بريطانيا النظر عن الجريمة في الشفاء ووقف الرأي العام الرافض للحرب شاهدا شاهدا على فسادهم الأخلاقي.
الخداع الأمريكي
ولعل الفساد الأكبر هو الذي يعبر عن بايدن الذي يرى جوناثان كوك في «ميدل إيست آي» (15/11/2023) أنه وقع على إبادة غزة. وعلينا ألا ننخدع بكلامه، فقد دافع الرئيس الأمريكي عن رفضه وقف إطلاق النار في لقائه مع الرئيس الصيني شي جينبينغ في يوم الثلاثاء. وفي بحثه عن ستار لتواطئه على إبادة غزة وجد البيت الأبيض حل الدولتين الذي عفا عليه الزمن.
وقال كوك إن البيت الأبيض لديه القدرة على وقف الموت والدمار في غزة وفي الوقت الذي يريده ولكنه اختار غير هذا. فالولايات المتحدة مصممة على دعم الدولة الوكيلة لها لكي تعمل ما تريد في قطاع غزة، مهما كانت الضحايا بين المدنيين. ولم تعد الصحافة الغربية قادرة على التغطية على الكم الهائل من الأجساد المسحوقة النازفة في غزة، وزادت الأعداد عن 13.000 قتيل والناجون يواجهون منظور الجوع والتشرد. وأضاف أن إسرائيل حولت حربها التي أعلنتها على غزة إلى حرب مفتوحة ضد المستشفيات، مثل الشفاء والرنتيسي والمستشفى الأندونيسي.
ووسط الصور القادمة من المستشفيات، زاد غضب الرأي العام ولم يعد الحلفاء قادرين على تبرير تواطئهم مع جرائم حرب لا لبس فيها. إلا أن بايدن لم يستجب حتى للقلق داخل حزبه، ولا حتى في الكونغرس حيث سجلت صحيفة «نيويورك تايمز»(13/11/2-23) في تقرير لها مواقف مساعدين للنواب الديمقراطيين في الكونغرس وغضب الناخبين من مواقف الممثلين لهم الداعم بدون شرط للمذابح الإسرائيلية.
وفي ظل المذابح برز اسم توني بلير، المسؤول عن كارثة العراق غير المبررة ليلعب دور منسق الشؤون الإنسانية. ولكن إدارة بايدن كانت بحاجة إلى «غطاء» لمواصلة الدعم الدبلوماسي والعسكري لإسرائيل، ومنها أخرجت من الرف حل الدولتين الذي بشر به أنطوني بلينكن، وزير الخارجية في جولاته المكوكية. فبريطانيا وأمريكا تريدان منا التصديق أنه في الوقت الذي يذبح فيه الفلسطينيون يوما بعد يوم، فإنهما جادتان في متابعة حل الدولتين، الذي تخلت عنه واشنطن رسميا قبل عام، لمعرفتها أن إسرائيل لن تسمح بدولة فلسطينية قابلة للحياة. وقبل هجمات حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر أخبر بنيامين نتنياهو مجموعة من النواب بأنه يجب «القضاء على فكرة الدولة الفلسطينية».
لقد قامت واشنطن بنسج عدة طبقات من الخداع والأكاذيب وساهم في تطبيقها بلينكن، قامت على بناء صورة حول نفوذ أمريكي على إسرائيل وأن هناك إمكانية لمحو حماس وكأن هذه الحركة مجموعة خارجية غزت القطاع وسيطرت عليه.
يوم الحساب
كان شعار تظاهرة 18 تشرين الثاني/نوفمبر في لندن «لا تصويت بدون وقف إطلاق النار» وبات موضوع وقف إطلاق النار ملحا لدرجة أنه سيطغى على لقاء الديمقراطيين في كاليفورنيا، حسبما أوردت مجلة «بوليتكو» (16/11/2023) وقالت فيه إن هناك مخاوف من مواجهات بسبب حرب غزة وموقف الرئيس الرافض لوقف إطلاق النار، مضيفة أن التصدعات بين الديمقراطيين العاديين أقل وضوحا بين معظم المسؤولين المنتخبين في كاليفورنيا، الذين يتحالفون مع إسرائيل ويتماهون مع الدعم الصريح لإدارة بايدن لحق البلاد في الدفاع عن نفسها. وقد رفض الرئيس الدعوة إلى وقف إطلاق النار، وهو ما يقول المؤيدون إنه ضروري لمنع المزيد من القتل، على الرغم من أنه مارس ضغوطا على إسرائيل من أجل وقف قصير للعمليات العسكرية لأغراض إنسانية. وحتى بدون إشارات بايدن، أعرب بعض المشرعين عن دعمهم لإسرائيل بعبارات شخصية للغاية وباتت معروفة على غرار الخطاب الناري المتحمس لإسرائيل البارز من الجمهوريين.
لكن جوش بول، الذي استقال من منصبه في الخارجية احتجاجا على حرب غزة، نشر مقالا في صحيفة «نيويورك تايمز» (17/11/2023) وقال: «عرفت أن الدعم العسكري الأمريكي سيقتل المدنيين ويقوض أمن إسرائيل ولهذا استقلت». وأضاف «في 18 تشرين الأول/أكتوبر استقلت من وزارة الخارجية لأنني لم أعد قادرا على توفير الأسلحة الأمريكية التي يمكن أن تستخدم في غزة، حيث علمت أنها ستقتل آلاف المدنيين، ولم أر استعدادا لإعادة النظر في السياسة طويلة الأمد التي لم تقد إلى السلام وقوضت في الحقيقة الاستقرار الإقليمي وأمن إسرائيل». وحسب رأيه فإن الضمانات الأمنية العمياء لإسرائيل لم تقدم أي طريق للسلام، بل قدمت لها تطمينات بأنها تستطيع الاستمرار بجهودها التدميرية في التوسع الاستيطاني غير الشرعي وبدون تداعيات. وفي الوقت نفسه تحولت إسرائيل لمصدر دولي للسلاح، وهو ما أعطى قادتها حسا بأنهم يستطيعون احتواء القضية الفلسطينية وللأبد. ومنحت إدارة دونالد ترامب المبرر لها من خلال تسويق التطبيع مع دول عربية وهي سياسة تبنتها وبحماس إدارة بايدن. و«قد استقلت من وظيفتي لاعتقادي أن السلاح الأمريكي يجب ألا يقدم في وضع نعرف بأنه سيقود على الأرجح، وبعبارات بايدن في السياسة، إلى مفاقمة مخاطر خرق حقوق الإنسان بما في ذلك الإضرار بالمدنيين والموت» و«هذه هي الحالة في سياق الذخيرة-الكثير منها أمريكية- وتمطر على غزة».
إن حالة وقف إطلاق النار أصبحت واضحة وضوح الشمس، وهو ما باتت بعض الصحف والمسؤولين يطالبون به، مع أن زعماء الدول العربية ظلوا يناشدون الرئيس الأمريكي المتماهي مع الموقف الإسرائيلي. وإن صدقنا مجلة «إيكونوميست» ( 16/11/2023) فالزعماء العرب خائفون من تداعيات الحرب عليهم، لكنهم لا يمانعون من تدمير إسرائيل لحماس، وهم يحاولون الحفاظ على مصالحهم والاكتفاء بالتصريحات الشديدة بدون اتخاذ خطوات ويتصرفون وكأن الأمور عادية. ورفعت صحيفة «لوس أنجليس تايمز» (16/11/2023) صوتها مطالبة بوقف إطلاق النار، وقالت في افتتاحية لها: «صار من المستحيل التفريق بين العمليات الإسرائيلية غير الدقيقة ضد مقاتلي حماس في غزة والقتل الذي لا يميز للمدنيين الفلسطينيين. وعندما تكون ما يطلق عليها الوقفات الإنسانية قصيرة جدا لكي تسمح للأبرياء الفرار أو لا مكان لغير المقاتلين للذهاب إليه وليس بعيدا عن خط النار، فوقفات كهذه معيبة ولا معنى لها». و«قد حان الوقت لوقف إطلاق النار، وحان الوقت لكي تضغط إدارة بايدن بقوة وبتصميم على حكومة بنيامين نتنياهو لوقف الهجمات التي قتلت حتى الآن أكثر من 11.000 غزي، ولا يمكن للعالم الوقوف والتفرج على مزيد من ذبح المدنيين».
وتضيف أن أحدا يجب ألا يكون لديه وهم بشأن حماس التي بدأت الأعمال العدوانية الأخيرة ضد إسرائيل. وقالت إن جرائم حماس لا تبرر جرائم أخرى، فالرد الانتقامي الإسرائيلي دمر البيوت وقطع الكهرباء والمياه عن السكان. وقالت إن إشارة إسرائيل إلى أنها ستمد عملياتها في الجنوب حيث تجمع معظم سكان القطاع، تعني وضعهم في مصيدة بين القصف الإسرائيلي وحدود مصر المغلقة. ونوهت إلى من مات من الأطفال الفلسطينيين في الشهر الماضي كان أكثر من أي نزاع في العالم وبهذا العام، حسب سيف ذا تشيلدرن. و«هذه الحقيقة القاسية هي التي جعلت الرأي العام العالمي يرتد ضد إسرائيل والولايات المتحدة التي تقدم معظم الأسلحة لها. وستترك سياسة البلدين تداعياتها على أجيال. والصدمة التي حلت بالناجين الفلسطينيين ستزيد من عمليات التجنيد لأعداء إسرائيل، سواء كانت حماس وحزب الله أو أي جماعة أخرى مصممة على تدمير إسرائيل». وفي الحقيقة لن يفلت منها بايدن ولا «ميراثه» فدعمه الأعمى لإبادة الفلسطينيين سيظل لاصقا به وللأبد، فهذا الرئيس الذي جاء بشعارات لدعم حقوق الإنسان ودعم الديمقراطية ضد الاستبداد، تخلى عنها كلها وتجاهل أطفال غزة الذين سيرتبط اسم كل طفل قتله الإسرائيليون به. وفي الوقت الذي تباكى بلينكن على القتلى من الفلسطينيين وأن العدد ربما كان أكبر من المعلن عنه، فإن دموعه الكاذبة تذوب في بحر الدماء بغزة. وسيكتب التاريخ كما جاء في تقرير مطول بموقع «ذي انترسيبت» (14/11/2023) أن الفظائع التي دعمتها الولايات المتحدة في الأسابيع الستة الماضية ستظل وصمة عار في مسيرة بايدن، لكن النخب السياسية التي تعامت على ألم الفلسطينيين ستقول «كان يقوم بوظيفته».
المصدر: القدس العربي