زهير سالم
في منتصف القرن السابع الهجري. كانت مصر محكومة بالملك الصالح ايوب، وكانت دمشق محكومة بالملك الصالح اسماعيل. كلاهما من الأسرة الأيوبية.
كان الصالح ايوب يطمع في دمشق، ويكيد لابن عمه الصالح إسماعيل، ويعمل على الإيقاع به، وضم دمشق إلى سلطانه..
أنا أقول للناس دائما ادرسوا التاريخ الدبلوماسي، عاما وخاصا، تعجبوا معي كيف أن الناصر صلاح الدين رحمه الله تعالى، بعد أن بذل جهدا لتوحيد الممالك الإسلامية، عاد في وصيته فبعثرها!! لأخيه العادل ولبنيه!!
ويبلغ الخوف بالملك الصالح اسماعيل مبلغه، ويقرر حسب مقتضى السياسة “الرصينة” أن يتحالف مع الصليبيين، فيسلمهم بعض المدن المهمة، من إقطاعيته، ويعقد صلحا معهم، يسمح لهم أن يدخلوا دمشق، ليس ليمتاروا فقط، يشتروا الميرة، بل ليحدوا سيوفهم، ويجددوا أسلحتهم، التي كانوا يعدونها لذبح المسلمين في مصر..!!
كل مشايخ دمشق الذين كانوا حول الصالح أيوب، أفتوا بالمضاء في السياسة الرصينة للملك اسماعيل، إلا عالما واحدا فقط، اسمه العز بن عبد السلام.
اقرؤوا التاريخ الدبلوماسي لتعرفوا كيف كان؟؟ لا تقرؤوا فقط حكاية الشيخ الذي باع السلاطين، واقرؤوا تفاصيل الكيد الذي كان يكيده له، الكباش التي كانت تجتر البرسيم في حظيرة ” ولي الأمر”
وأصبح الجندي الفرنجي الصليبي المحارب يدخل دمشق فينال منها كل مايريد، ولم يعترض على ذلك فيما قرأنا من سطور التاريخ غير عالم وحيد أوحد، كان لفقره يأوي إلى الكلاسة فيبيت فيها..
مشكلته الوحيدة أن ذهنه كان كليلا عن إدراك أسرار؛ السياسات الرصينة في مثل دعاء بعضهم: “طوبى لمن قتلهم وقتلوه” يقصد الخنزير طوبى لمن قتل مسلما أو قتله مسلم!! أو أن ينادي على الجندي المسلم، في قلب الفتنة: اضرب بالمليان.. لأناس من أول أحكام المدونات فيهم
” ولا يزفف على جريحهم ولا يتابع مدبرهم”
في فقه السياسات الرصينة في الحقبة الرشيدة نفسها!! من تاريخ الإسلام والمسلمين، يوم كانت الممالك الإسلامية في الأندلس تتهاوى، كان دائما يكون في جيش الاسبان وملكهم “الأذفونش” المحاصِر لممالك المسلمين، ملوك وأمراء مسلمون ملهمون، يدركون سر الرصانة في صناعة السياسة، التي هي وهي وهي..
ولو أصغينا إلى أسرار الخطابة الشيشرونية من لدن السادات إلى سياسة آخر مطبع من سلسلة البهتان، لسمعنا حديثا أوفى عن أسرار السياسات الرصينة.
قيل لبشار الأسد- فيما روى عنه كبيرهم وليس أكبرهم، حرك المحراك من قبلك، كما نفعل في لبنان وفي العراق وفي اليمن فقال: تستفيد حما.. والإخوان المسلمون..
شوكة في حلقه وحلق أبيه من قبل..
في حرب ذبح السوريين كان هناك آلاف الأصلاء من الاخوة الفلسطينين المذبوحين، كانوا يعرفون مصافهم، ولم يكن علمهم غير رصين. حتى كان مخيم اليرموك شقيق داريا والقلمون وحمص وحلب.
كما كانت كل هذه في هذه الأيام شقيقة لغزة بثراها الطهور.. الذي يأبى أن يدنسه رافضي!!
لقد سمع العالم كله كلمة الإثم على شفا حفرة التضامن: من حما… يا عرص، ولكن يبدو أن أصحاب السياسات الرصينة لا يسمعون..
وكان هناك فصيل فلسطيني رصين خاص أمعن حتى سبق نتنياهو في ذبح من استطاع من أطفال ونساء تحت إمرة الحليف الأشد الرصانة..
ولاؤنا لديننا لعقيدتنا لنقائنا لأمتنا لشامنا ولفلسطين وغزة دين..
ندين الله به، ونلقاه عليه. وبراءُنا من كل القتلة والمجرمين والمتآمرين هو الوجه الآخر لهذا الولاء..
ساعدونا فقط لكي نغضي على الشجا..
اللهم انصر أهلنا في فلسطين، وانتصر لأطفالنا وأخواتنا وبناتنا فيها..
وقنا مكر صهيوني وصفوي..
كفوا عنا غرب ألسنتكم أيها الرصينون..
مدير مركز الشرق العربي