نبيل عبد الفتاح
مشكلة المعنى، تُعد واحدة من أهم مشكلات الوجود الإنسانى كله، فى كل مراحل تطور المعرفة والوعي، والإبداعات فى الفلسفة، والشعر والموسيقى، والأغانى، والنحت، والرسوم ومقاومة الطبيعة والغزاة لدى كل جماعة بشرية، أيا كانت فى مراحل التطور التاريخى، من الجماعة، للقبيلة، للعشيرة إلى المجتمعات الحديثة.
مشكلة معنى الوجود الإنسانى وإشكالياتها فى الحياة شكلت أسئلة متشابكة، تداخل فيها البحث عن هذا المعنى فى الأديان، والأساطير، والماورائيات منذ الوجود البشرى على خريطة عالمنا المتغيرة، وإلى الآن!
من الجماعات الأولى، وعقائدها وأساطيرها، كان معنى الوجود أساس فى نظرة الجماعة لذاتها، وعلاقتها بالمكان الثابت، والمتغير وإلى الطبيعة المحيطة، ونظام الزراعة، أو الرعى. بعضها وجد فى الطبيعة وتحولاتها بعضا من الإجابات، وبعضها الآخر فى عبادة الإسلاف، أو تماثيل للآلة، أو بناء عقيدة حول العرق وأصوله، وإلى الأديان الوضعية -أيا كانت مفاهيمها وطقوسها وتراثاتها وتفسيراتها-، وبعض الجماعات اصطنعت أساطيرها حول الطبيعة، والماورائيات تفسيراً لمعنى وجودها، ومألاته، وخاصة بعد الموت فى كل الحضارات القديمة، وأديان العصر الوسيط، وكانت الأديان السماوية الثلاث ومذاهبها وتأويلاتها تشكل مرحلة أكثر تطوراً، وعمقا فى الإجابة عن سؤال الوجود، ومعناه، ومآلاته ومعنى مقاومة من يغايرها؛ كل ديانة كانت لديها إجابات عن هذا السؤال المحورى.
فى العصور الوسطى، تداخلت الأديان فى السياسة والحكم مع أنماط الدولة الثيوقراطية، ووظائف الدين فى الهيمنة والضبط، وبناء الأشكال الرمزية لتوحيد الجماعات المتعددة، الأعراق، والثقافات، والمناطق، تحت سيطرة الحكم ذو السند الآلهى، أو شبه الآلهى، بكل انعكاساته ذلك على تبرير السيطرة والتحكم على المحكومين، وتسويغ القهر والاستغلال الاجتماعى.
مع الدولة الحديثة، وتطور حركة القوميات والرأسمالية الأوروبية وتوحيد الأسواق، ومعها المجتمعات والدول، وتطور الفكر السياسى حول النظم الديمقراطية التمثيلية والدولة الأمة، وميلاد الفرد والفردانية، حدث التمايز، بين الوضعى السياسى والاجتماعى والثقافى، وما بين الماورائيات الدينية، والأسطورية أيا كانت. هذا الانفصال بين الدين -أيا كان- وبين الحياة السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية، أدى إلى تطور الفكر الفلسفى، والاجتماعى، والسياسى. من هنا كانت الإجابات حول مشكلة وأسئلة المعنى متعددة، وتتناسل من قلب أنسجة الفلسفات على تعددها، ومرجعياتها، وأسئلتها. بعض الفلسفات العدمية، كان اللا معنى للحياة والوجود هو إجاباتها الحاسمة، وأن عبثية الحياة محلقة فوق الوجود كله، وكائناته بما فيها الإنسان. بعض هذه العدمية ذات تأصيل فلسفى إلحادى، لا يؤمن بالأديان كافة.
بعض الإجابات جاءت من الفلسفة الوجودية، وأن المعنى فى الحياة، هو مشكلة لكنها ترتبط بالعقل والفعل والنشاط الإنسانى، الذى يتمركز حول المعنى أو المعانى التى يطرحها الإنسان على الحياة.
ثمة وجودية ملحدة، وأيضا بعض الوجوديين مؤمنين، لكن المعنى ذاته هى مشكلة إنسانية بامتياز.
الماركسية كفلسفة، وأيديولوجيا، وتجسد سياسى، وديالكتيك تاريخى، وفلسفى، واقتصادى، أضفت معانى متعددة على الوجود من خلال المادية التاريخية، والمادية الجدلية، وأيضا من خلال الصراع الطبقى والسياسى. فى غالب إجابات الماركسية على مشكلة المعنى كانت ذات طابع الحادى، بينما بعض الماركسيين كانوا مؤمنين، وخاصة فى بعض المجتمعات العربية، والإسلامية.
تعقدت مشكلة المعنى، مع مراحل التحول نحو الإناسة الروبوتية والذكاء الإصطناعى، وذلك تمهيداً لما بعد الإنسانية، وأيضا مع هجمة الفيروسات المتحورة، وتمرد الطبيعة على أنماط الاستغلال الإنسانى، والرأسمالى لها، فى حالة من التوحش، التى أدت إلى اختلالات جسيمة، فى علاقة الإنسان بالكائنات الأخرى، ومكونات الطبيعة، وهو ما ظهر فى الاحتباس الحرارى، والفيضانات والسيول، وارتفاع درجات الحراة..الخ! حتى هذه اللحظة لا تزال إجابات مشكلة المعنى قديمة، والتباسية، ومفارقة للواقع، وتحولت بمضى الزمن إلى إجابات عقائدية مشوشة أقرب إلى الاعتقادات الدينية.
فى المراحل الكولونيالية الغربية للمجتمعات المستعمرة، والمستغلة تمثلت فى وحشيةإزاء الإنسان المستعمر
، ونهب موارده وثرواته الطبيعية، وجهده الإنساني. من ثم كانت مقاومة المستعمر، جزءاً من تبلور وعى بعض جماعات المقاومة بذاتها، وخصوصياتها الدينية، والثقافية، والعرقية، وتاريخها الشفاهى، أو المكتوب، ومن ثم كانت المقاومة فى ذاتها، هى تطور فى الوعى الاجتماعى، والسياسى، والثقافى لهذه المجتمعات بمسألة الحرية، وطرد المستعمر، والاستقلال الوطنى.
من هنا تطورت ثقافة المقاومة وإيديولوجيات مواجهة الاستعمار الغربى أيا كان ومعها معانى الحرية والاستقلال. من هنا كان “الفكر المقاوم”، “والفعل المقاوم” ينطوى على بعض الإجابات عن معنى الحياة الحرة، والمستقلة وإقامة الدولة الوطنية. كان المعنى هنا سياسى بامتياز، لكن عقيدة المقاومة -أيا كانت مرجعياتها- ترفد إيديولوجيا المقاومة بمعان أخرى، تؤدى إلى تماسكها، وأيضا إلى جذب العنصر البشرى المقاوم إلى تنظيماتها.
كان المصدر الدينى، يلعب دوراً هاماً، فى بعض مكونات إيديولوجيا المقاومة أيا كان الدين أو المذهب السائد، دينا وضعيا، أو سماويا كالإسلام أو المسيحية، ومعه تأويلات هذا المصدر الموروثة او الحديثة او المعاصرة ان وجدت تجديدا أو تفسيرا يوظف المصدر الديني كي يواكب شرعنة وتبرير أفعال المقاومة ضد المستعمر أيا كان .
كان الإسلام السنى فى مصر علي سبيل المثال ، يشكل أحد أبرز مصادر الشرعية التى ارتكزت عليها مقاومة المصريين للحملة الفرنسية، ودور الأزهر التاريخى فى مواجهة الاستعمار الفرنسى، والبريطانى. كان معنى المقاومة والوجود متناسلاً من المصدر المرجعى الدينى، وكانت المقاومة ضد الغازى والمحتل عملاً شرعيا من المنظور الدينى والفقهى، ومعه بدأت بعض بدايات جنينية وغائمة حول مفهوم المصرية، ومن ثم أدت بعد تطورها إلى تشكل الوطنية المصرية الذى بدأت علاماتها من مقاومة، الحملة إلى بناء دولة محمد على، وإسماعيل باشا، وبدأ فى الظهور مع الحركة العرابية، والانتفاضة الوطنية الكبرى 1919 والنظام شبه الليبرالى، ومعها تكون مفهوم القومية والأمة المصرية الواحدة. كان الإسلام فى الجزائر هو السند الأساس فى مقاومة الاستعمار الفرنسى الشرس من خلال حركة التحررالوطني.
بعض ثقافة المقاومة، ومسألة المعنى التي تنطوي عليها ومنها الخصوصية الثقافية والدينية وهوية الوطن وتمايزهم عن ثقافة المستعمر، ارتبط بإطلاع المتعلمين من أبناء المجتمعات المستعمرة على الفكر الغربى من خلال التعليم، ومعها مفاهيم الحرية، والاستقلال، والدولة الوطنية والمساواة والإيديولوجيات التحريرية -أيا كانت مرجعياتها الماركسية أو الليبرالية، أو القومية العربية..الخ-، ومن ثم اكتسبت المقاومة قدرتها على تقديم إجابات على مشكلة المعنى سواء من الفكر المقاوم، أو الفعل المقاوم، حول الحرية، والاستقلال ومفهوم الوطن والوطنية.
من هنا وجدت فصائل المقاومة الفلسطينية، في تكوينها المتعدد ، وتطورها وصراعاتها في إطار الصراع العربي الإسرائيلي إجابات إيديولوجية على معنى المقاومة، من المصادر الإيديولوجية والسياسية والفلسفية، التى صاغها قادتها، سواء المصادر الماركسية اللينينية، أو الماركسية الماوية، أو المصادر القومية العربية، منذ نشأة منظمة التحرير الفلسطينية، بل وصراعات قادتها، وفصائلها على تعددهم وتناقضاتهم، وتبعيتهم لمصادر تمويلهم، وتسليحهم فى مرحلة الحرب الباردة، أو مع حركات التحرر الوطنى لاسيما مصر الناصرية، أو الدائرة البعثية في المشرق العربي..الخ!
كانت معانى المقاومة، وحياة الإنسان الفلسطينى تتداخل مع بعض هذه الإيديولوجيات، لاسيما بين الأجيال المتعلمة، كان المصدر الدينى لمعنى الحياة والمقاومة والاستقلال والحرية ، وكان التمسك بالعقيدة والإيمان الديني الإسلامي والمسيحي ، هو الأساس في ميلاد المعني من خلال التمسك بالأرض وحق العودة ومحمولات الذاكرة الجماعية والشخصية حول البيت والأرض والزراعة والزيتون والبرتقال والزعتر ومفاتيح المنازل التي غادروها، وتفاصيل حياتهم فيها ومرابع طفولتهم وصباهم وشبابهم قبل تهجيرهم قسريا منها . منذ نشأة الدولة الإسرائيلية، والأساطير الدينية والتوراتية المهيمنة على بعض من فكر قادة الحركة الصهيونية -العلمانية- والصهيونية التوارتية الدينية المتطرفة حول أسطورة ووهم أرض الميعاد!
من هنا كان الإسلام هو مصدر المعنى فى الحياة والمقاومة والاستقلال -ومعه المكون المسيحى للشعب الفلسطينى- مع حركات الاستقلال الوطنى ما بعد الاستقلال، وحركة عدم الانحياز، تغيرت معانى الوجود والأرض والمقاومة والحرية والاستقلال لكن المصدر الدينى للمقاومة والاستقلال ظل هو المهيمن فى الوعى الجمعى للشعب الفلسطينى فى داخل أراضى 1948، وفى الضفة وقطاع غزة، وفى الشتات الفلسطينى. لاشك أن ثقافة الكراهية والتعصب ذو السند الديني والسياسي الإسرائيلي المتطرف أدت إلي دعم وسطوة خطاب الهوية الديني لدي كلا الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي ، وتمركز المعني حول الدين كوحدة جامعة وهوياتية لغالبية أبناء الشعبين، ومن ثم أحد مولدات المعني جماعيا وفرديا في سياقات الصراع التاريخي ، ولدي الإسرائيليين في شرعنة أسطورة أرض الميعاد التوراتية ،في التعليم والتنشئة الدينية والاجتماعية وبعض السياسية، ومعها اسطورة التفوق والإستعلاء الديني والتفوق الأخلاقي علي الشعب الفلسطيني وغيره من الشعوب العربية . ارتبط الأحتلال الإستيطاني بالمفهوم التوراتي، ومعه التفوق العلمي والتكنولوجي والعسكري والأمن المفرط والأمان إزاء المقاومة الفلسطينية وتجاه الجيوش العربية ! أدت هذه الادراكات الجماعية والوعي الجمعي بها إلي رفض النخبة السياسية الحاكمة لمفهومي الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة علي الأراضي التي احتلت بعد عدوان 5 يونيو 1967 ، وأفشال اتفاقية أوسلو ومعها المرحلة الانتقالية للحكم الذاتي الفلسطيني .
من هنا وجدت حركة حماس -وأساس مصدرها الإيديولوجى جماعة الإخوان المسلمين مع بعض التغيرات- معناها كمقاومة، وإيديولوجية، وفعل، ونظام تجنيد فى الإيديولوجيا الدينية مؤلا ، وأداة للتعبئة والحشد، والمعنى فى حياة المقاومين، والفعل المقاوم . كانت حرية فلسطين واستقلالها ذات أولوية على حرية الإنسان الفلسطينى فى الضفة والقطاع، وهو التناقض الذى جعل بعض معارضى حماس، يخلطون بين مقاومة الاحتلال الاستيطانى، والإبادة الجماعية، وبين السلطة الحمساوية ذات الهيمنة الدينية السياسية فى الحكم! أيا كان الأمر المقاومة الوطنية للاحتلال الاستيطانى، حملت معنى وجودى للمقاومة، والشعب الفلسطينى فى سعيه نحو الحرية، والاستقلال الوطنى، وتحول فكر المقاومة وفعل المقاومة إلى إجابة على معنى وجودها التحريرى الجماعى من الكولونيالية الاستيطانية، وأساطيرها التوراتية والصهيونية واستعلاءها على الفلسطينيين والمقاومة والعالم العربى. من هنا تمركز المعني في بعض المصادر الدينية الإسلامية واليهودية وتأويلاتهما الوضعية كسند للعداء المتبادل ، وأيضا كسياح هوياتي يمثل حدًا فاصلا ومائزًا تجاه بعضهما بعضًا مع بعض مصادر آخري لتوليد المعني لكليهما في الصراع . كان ولايزال التفوق والإستعلاء الإسرائيلي، والحريات العامة والفردية والليبرالية الإسرائيلية ، والتطور العلمي والمعرفي والتعليمي والثقافي مقارنة بالدول العربية والفلسطينيين . والإسلام والعروبة والمقاومة والتمسك بالأرض والتوق لحرية الوطن والأستقلال والتفوق الأخلاقي للمستضعفين كقيم في مواجهة المحتل الإستطاني الغاصب . من هنا حاول بعض الباحثين ومراكز البحث والإدارات السياسية الإسرائيلية والأمريكية أن يذهبوا إلي أن سبب إستمرارية الصراع العربي الإسرائيلي والفلسطيني الإسرائيلي يكمن في الفجوات النفسية التي تشكلت بين الأطراف المتصارعة، والحل يكمن بعضه في إزابة هذه الفجوات عبر اشكال الحوار وتطبيع العلاقات مع بعض من المثقفين والنخب السياسية . تشكلت مجموعات بحثية بعد اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية في كامب ديفيد وتمحور حولها بعضهم في مصر وإسرائيل وأمريكا ، ولكنها فشلت ، ومعها مجموعة كوبنهاجن . تناسي بعضهم جوهر الصراع ومعانيه وخاصة لدي إسرائيل وغالب النخبة والشعب ، متمثلا في الحق التوراتي المزعوم حول أرض الميعاد! التي لايوجد ما يسوغه تاريخيا وسياسيا واخلاقيا وقانونيا ، ومعه مفهوم الإسعلاء والتفوق الديني والعرقي والعلمي والعسكري ! من هنا كان الإسلام مصدرا للمعني في فعل المقاومة وثقافتها، وإيديولوجيتها لدي حماس والجهاد الإسلامي ، والأهم لدي غالب الفلسطينيين في قطاع غزة وبعض الضفة الغربية ، وذلك بقطع النظر عن مألات ونتائج الحرب علي قطاع غزة ، والأسئلة المعلقة فوق طرفي الصراع . من المحتمل أن تثار أسئلة وشكوك وجودية في إسرائيل حول الصهيونية وما بعدها مجددًا ، والأمن المفرط في التصور النخبوي السياسي والعسكري ، وأيضا حول الدولة ووجودها ، بعض الأسئلة والإجابات ستؤدي احتمالا نحو اليمين المتطرف والديني ، في التأكيد علي بعض ثوابته التوراتية الأسطورية ، وذلك للتماسك الاجتماعي بعد صدمة طوفان الأقصى !
ستطرح علي حماس أسئلة عديدة حول خياراتها وإيديولوجيتها ونتائج عمليات المقاومة علي قطاع غزة في ظل تدمير المباني الخاصة والعامة والاعداد الضخمة من القتلى والجرحى ونقص الغذاء والدواء والماء والطاقة ، ومشكلات إعادة الإعمار ، ومشاكل الأمن والحكم العسكري الإسرائيلي الإنتقالي للقطاع ، والمنطقة العازلة ، وإعادة تشكيل سلطة مابعد إعادة التخطيط السياسي لمستقبل الأوضاع في الضفة والقطاع وعمليات الإستيطان ! المرجح ان بعض من التغيرات العديدة والتناقضات الداخلية والبينية ستحدث في داخل حماس والسلطة الفلسطينية وبين بعض مكونات الشعب الفلسطيني ، لكن ثقافة المقاومة وسندها الديني ستظل مهيمنة ومنها معني الوطن والعقيدة والحرية- للشعب والفرد الفلسطيني -والاستقلال والدولة المتغياه علي الأراضي المحتلة بعد 5 يونيو1967 وعاصمتها القدس، ومجمل المشاكل والمراوغات التي ستثار في العقل السياسي الإسرائيلي والأمريكي والأوروبي حول الدولة وحدودها والأمن ، ومعهم بعض الحكام العرب في إقليم النفط وبعض دول الدائرتين البؤرية والطوق في الصراع العربي الإسرائيلي ! من هنا ستكون المقاومة والمعاني المستولدة من رحمها الديني والسياسي مهيمنة نسبيا في مرحلة مابعد الحرب، وعمليات التفاوض بين كافة الأطراف.
المصدر: الأهرام
Your point of view caught my eye and was very interesting. Thanks. I have a question for you.
I don’t think the title of your article matches the content lol. Just kidding, mainly because I had some doubts after reading the article.