تقارير
الأمم المتحدة تريد خطا ساخنا مباشرا مع الجيش الإسرائيلي وإيرلندا وإسبانيا والنروج مستعدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية.
اشتبكت قوات إسرائيلية مع مسلحين فلسطينيين في شمال ووسط قطاع غزة فيما أعلنت إيرلندا وإسبانيا والنروج استعدادها للاعتراف بدولة فلسطينية، بالاشتراك مع دول أخرى.
فيما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه ينفذ “عملية دقيقة تعتمد على معلومات استخباراتية” ضد مسلحين وبنية تحتية تابعة لهم في وسط غزة، شدد منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المنتهية ولايته جيمي ماكغولدريك على أن المنظمة بحاجة لخط ساخن مباشر مع القوات الإسرائيلية التي تقاتل في غزة لمعالجة انعدام الثقة وتوصيل المساعدات بشكل آمن وفاعل.
وقال ماكغولدريك في مؤتمر صحافي في جنيف إنه بدلاً من المرور عبر هيئات اتصال، يتعين على الأمم المتحدة وغيرها من الجهات الإنسانية أن “تتحدث إلى أولئك الذين يطلقون النار”.
وشدد على وجوب التوصل إلى تفاهم متبادل أكبر بين القوات الإسرائيلية والمنظمات الإنسانية، وذلك في ختام فترة الأشهر الثلاثة التي كلف فيها تولي المنصب بصفة موقتة.
وقال في مداخلة عبر الفيديو من القدس “إذا حصلت واقعة خطيرة ليس لدينا خط ساخن”. وتابع “لم يسبق أن عمل جيش الدفاع الإسرائيلي مع منظمين إنسانيين في بيئة من هذا النوع. هم لا يفهمون كيف نعمل. لا يفهمون لغتنا وماهية هدفنا. ونحن لا نفهم توقعاتهم”. وأشار إلى وجود “انعدام للثقة وسوء فهم يتعين علينا معالجتهما”، وقال “نريد العمل معهم على نحو مختلف”.
ولفت إلى أن وكالات سبق أن نبهت إسرائيل إلى شوائب تعتري نظام الإخطار قبل الضربة التي أوقعت سبعة قتلى في صفوف عمال منظمة “وورلد سنترال كيتشن” الخيرية في الأول من أبريل (نيسان). وقال “هناك أمور نطالب بها منذ اليوم الأول”.
وأضاف “لا نتعامل بشكل مباشر مع جيش الدفاع الإسرائيلي. نحن بحاجة للتحدث إلى الذين يطلقون النار ويتحكمون بالأسلحة وعلينا أن نبني تفاهماً”. ولفت إلى أن نظام الإخطار والتنسيق الذي يشارك في إطاره العاملون في المجال الإنساني إحداثياتهم مع الأطراف المتحاربة “لا يخدم الغرض منه”، وفق ما نقل عنه الموقع الإلكتروني للأمم المتحدة.
مقتل العشرات في غزة
وأمس الجمعة، اشتبكت قوات إسرائيلية مع مسلحين فلسطينيين في شمال ووسط قطاع غزة. وانسحبت معظم القوات الإسرائيلية من مواقع في قطاع غزة استعداداً للهجوم على مدينة رفح الواقعة في جنوب القطاع حيث يعيش أكثر من مليون فلسطيني لكن القتال مستمر في مناطق مختلفة.
وقال سكان في مخيم النصيرات بوسط غزة إن العشرات سقطوا بين قتيل وجريح بعد القصف الإسرائيلي من الجو والبر والبحر الذي أعقب هجوماً برياً مفاجئاً الخميس وإنه جرى تدمير منازل ومسجدين.
وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أنه ينفذ “عملية دقيقة تعتمد على معلومات استخباراتية” ضد مسلحين وبنية تحتية تابعة لهم في وسط غزة.
وجاء في البيان “خلال اليوم الماضي، قصفت طائرات مقاتلة تابعة للجيش الإسرائيلي أكثر من 60 هدفاً إرهابياً في قطاع غزة، منها منصات إطلاق تحت الأرض وبنية تحتية عسكرية ومواقع يعمل فيها الإرهابيون المسلحون… بالتوازي، قصفت مدفعية الجيش الإسرائيلي بنية تحتية إرهابية في وسط قطاع غزة”.
وقالت “حماس” في بيان إن القصف الإسرائيلي على مخيم النصيرات استهدف منازل لمدنيين وممتلكاتهم “بعد أن عجز عن تحقيق أي إنجاز عسكري على الأرض”. وتنفي إسرائيل استهداف المدنيين عمداً، وتتهم “حماس” باستخدام المباني السكنية للاحتماء فيها وهو ما تنفيه الحركة الفلسطينية.
إسقاط منشورات على رفح
وفي أحدث علامة على أن هجوماً إسرائيلياً على رفح قد يكون وشيكاً، أسقطت طائرات حربية منشورات على أحد الأحياء الغربية طلبت فيها إسرائيل معلومات عن الرهائن.
وجاء في المنشورات “إلى سكان تل السلطان، انظروا جيداً حولكم قد يكون المخطوفون بالقرب منكم. إذا أردتم الحفاظ على عائلاتكم وضمان مستقبلكم لا تتردوا زودونا بأي معلومة تخص المخطوفين أو من يحتجزونهم”.
ولم يرد الجيش الإسرائيلي بعد على طلب للتعليق.
الاعتراف بالدولة الفلسطينية
من جانبها، أعلنت إيرلندا وإسبانيا والنروج استعدادها للاعتراف بدولة فلسطينية، بالاشتراك مع دول أخرى، حسبما قال رؤساء وزراء الدول الثلاث أمس الجمعة.
وتوجه رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز الذي يدعو إلى الاعتراف بدولة فلسطينية، إلى أوسلو الجمعة ثم إلى دبلن، حيث عقد مؤتمرين صحافيين مشتركين مع نظيريه النروجي والايرلندي، جوناس غار ستور وسيمون هاريس.
وقال هاريس “نعتقد أن لحظة (الاعتراف بدولة فلسطينية) تقترب”. وأضاف “نود أن نفعل ذلك مع أكبر عدد ممكن من (الدول) الأخرى، من أجل إعطاء وزن للقرار وإرسال أقوى رسالة”.
وأشار سانشيز إلى أن إيرلندا وإسبانيا “ملتزمتان الاعتراف علناً بفلسطين باعتبارها دولة عندما تكون الظروف مناسبة”.
وتقول إيرلندا منذ فترة طويلة إنه ليس لديها اعتراض على الاعتراف رسمياً بدولة فلسطينية إذا كان ذلك سيسهم في عملية السلام في الشرق الأوسط. وقد أحيت الحرب في قطاع غزة هذه المسألة مجدداً.
وقال جوناس غار ستور خلال مؤتمر صحافي مشترك مع سانشيز “النروج مستعدة لاتخاذ قرار بشأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية”. وأضاف “يجب اتخاذ هذا القرار على أساس التوقيت والسياق بالتعاون الوثيق مع الدول التي تتشارك الأفكار نفسها. ولم نضع جدولاً زمنياً محدداً”.
وتبنى البرلمان النروجي اقتراحاً في نوفمبر (تشرين الثاني) قدمته الأحزاب الحاكمة، يطالب الحكومة بالاستعداد للاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة.
محادثات السلام
واستضافت النروج أول محادثات سلام إسرائيلية فلسطينية مطلع التسعينات وأدت إلى اتفاقيات أوسلو التي قبل فيها الطرفان التعايش السلمي لدولتين مستقلتين.
من جانبه أجرى رئيس الوزراء الإسباني هذا الأسبوع جولة زار خلالها بولندا والنروج وإيرلندا للتطرق إلى “ضرورة التوجه نحو الاعتراف بفلسطين” بحسب متحدث باسم الحكومة الإسبانية.
وأكد سانشيز أن “إسبانيا ملتزمة علناً الاعتراف بالدولة الفلسطينية في أقرب وقت عندما تكون الظروف مناسبة وبطريقة يكون لها أكبر تأثير إيجابي في عملية السلام”.
ووفقاً للإعلام الذي رافقه في جولة الأسبوع الماضي قادته إلى الأردن والسعودية وقطر، حدد المسؤول الإسباني نهاية يونيو (حزيران) باعتباره الأفق لاعتراف الحكومة الإسبانية بهذه الدولة.
وأعلن المسؤول النروجي “أرحب بمبادرة رئيس الوزراء سانشيز للتشاور مع الدول التي تتقاسم الأفكار نفسها لتعزيز التنسيق. وسنكثف هذا التنسيق في الأسابيع المقبلة”.
كما ينتقد سانشيز بشدة موقف الحكومة الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو منذ بداية الحرب في غزة.
المصدر: اندبندنت عربية
UpgtoIHfhc