موقع مصير يفتح ملف ما جرى في الغوطة الشرقية من ممارسات على أيدي بعض فصائل المعارضة وهو ما ساهم بشكل مباشر، في تشتيت المعارضة المسلحة، وسرع في مسألة الحسم ومن ثم خروج هذه الفصائل وبعض حاضنتها الشعبية إلى الشمال السوري، من يتحمل المسؤولية، ولماذا جرى ما جرى، وماذا عن إنهاء بعض الفصائل، ولصالح من، وما الذي كان يجري في معتقلات سجن التوبة التابع لجيش الاسلام وما شابهه؟ وجدنا أن نلتقي مع السيد جمال الأجوة / أبو خالد رئيس لواء أسود الغوطة سابقًا، لنسأله عن أسباب القضاء على لواء أسود الغوطة ومن ثم اعتقاله. وكيف تمت المعاملة معه في السجن. وكم بقي في سجن التوبة. وما موقفه اليوم من جيش الإسلام، وكيف يقيم مسيرته التي أدت الى ما أدت اليه. وهل يتوقع امكانية ما لوحدة أو اتفاق بين جيش الاسلام وفصائل أخرى متواجدة معه في الشمال السوري حيث تحدث أبو خالد الأجوة قائلاً ” كنا الفصيل الذي يعارض ظلمهم وتسلطهم وفرعنتهم على الناس حتى قال أحد المشايخ الشرفاء واسمه أبو أحمد عيون في مسجد حسيبة (إن لكل أمة فرعون وفرعون هذه الأمة زهران علوش، وعصابته طبعًا) ثم تم اغتياله بعد فترة، المهم كانت الخلافات بيننا تزداد باستمرار فاغتالوا عمر الأجوة/ أبو بشير قائد لواء أسود الغوطة، وتنكروا لذلك، وأحلنا التحقيق إلى القضاء، وقمنا بتعيين خمسة قيادات ألوية وكتائب من الشرفاء، منهم أبو صبحي طه، وأبو عمار صعب، وأبو معروف الحجة، وأبو عمر الحنفي، والمحامي جهاد عزو الرحيباني، والقاضي أبو سليمان طفور، وبعد مماطلات طويلة من لواء الإسلام، وكانوا في ذلك الوقت لواءً، علمًا أنه لا فرق بين لواء الاسلام و جيش الإسلام، إلا أنهم أكثروا من المكاتب الأمنية، والسجون والأفرع، والمحققين والتهم، فأصبحوا جيشًا، المهم بعد فترة من الكذب والمماطلة من لواء من يدعون الاسلام استطاعت لجنة التحقيق، تثبيت عملية الاغتيال على لواء الإسلام، وكنا قادرين على تصفيتهم، ولكن خوفنا كان على المدنيين والأبرياء والأطفال من الحرب الداخلية”.
وتابع الأجوة قائلًا ” كانوا يسلمون بعض النقاط التي كانوا يرابطون فيها إلى النظام في معارك وهمية وخفيفة ويبثون الإشاعات في إعلامهم القوي الذي كانوا يرصدون له مبالغ هائلة، من أن اللواء الفلاني لم يؤازرنا، أو ترك النقاط إلى آخرين، في المقابل لم يكن عندنا إلا مكتب إعلامي واحد، وليس فيه إلا حاسوب واحد، ومن دون صحن فضائي، طبعًا لا يوجد معنا دولارات، ولا دول داعمة، لقد كانوا متفوقين علينا بالإعلام، بنسبة خمسة إلى مئة، وكنا نحن مشغولين على الجبهات بدعم من بعض التجار المحليين، وأقسم بالله أننا كنا نأكل في اليوم مرة واحدة ومن قريبه، وكانوا إذا أخطأ شاب من لواء آخر ليس معهم، يشوهوه إعلاميًا، وفي المقابل كان بين شبابهم انتشار ليس بالقليل للمخدرات، والسرقات، وسوى ذلك من الموبقات، حتى أنه بين القيادات منهم ومن الصف الأول والثاني، كانوا هكذا، وكانوا مسيطرين على القضاء بالكامل، وكل من ليس معهم كانوا يهددوه، بل أحيانًا يغتالوه، وكانوا يسيطرون على أغلب الجمعيات الإغاثية، وكل من لا يسير مثلما يريدون، فالتهمة موجودة، وهم يستولون على ربع المبلغ الذي يصل إلى الجمعيات العامة ولأهل الغوطة ويوزعوا ما يشاؤون على المشايخ والحاشية المقربة منهم حصرًا”.
وعن الأسباب التي أدت للقضاء على لواء أسود الغوطة قال : ” كان لواء أسود الغوطة تشكيل محارب، من كل أهل الغوطة، وكنا نتبع الإسلام المعتدل، ونكره كل ما هو ظلامي ومستبد ومتسلط، ونحارب النظام بإمكانيات ضعيفة، كنا ثوار على الفطرة، هدفنا مساعدة الناس ورفع الظلم، والقتل عن الناس، وعندما نجد لدينا بعض الشباب ممن لديهم بعض الأمور السيئة أو عندهم أخطاء، كنا نحاسبهم على قدر حجم الخطأ، وقد يصل الحساب إلى الطرد من اللواء، وبعضهم نقدمه للقضاء الموحد في الغوطة، ولم نكن ملائكة، في المقابل كان في الغوطة أكثر من عشرة ألوية ثورية، ومنهم ما يسمى بجيش الإسلام، لكنه لم يكن ينتمي إلى الإسلام سوى بالاسم، وهؤلاء كانوا يعتمدون على القبضة الأمنية، والظلام البطش والمداهمات والتجويع والاغتيال، وأيضًا بث الإشاعات عن طريق الطابور الخامس، وطبعًا باسم الدين الجديد الذي يدعونه، ونحن نعرف أن الدين الذي نشأنا عليه ودرسناه في المدارس والمساجد ، يأمر بالرحمة والتآخي بين الناس، ونصرة المظلوم ومحاسبة الظالم، وهو رحمة ومساعدة للفقراء والأيتام، والعدل بين الجميع، وهذا هو الإسلام الصحيح، دين نبينا محمد صلى لله عليه وسلم، ومن هنا بدأت الخلافات بيننا.
ومع ذلك رفضنا الدم الحرام بيننا، فالدم الذي سيهدر جريمة، وبماذا نجيب الله إذا سألنا يوم الحشر، فقررنا الصلح مخافة من الله، ألا نظلم أحدًا، وخوفًا على الثورة من أن تنتهي إذا ما تمت الحرب الداخلية، لكنهم تابعوا أفعالهم وسياساتهم، واغتالوا المعارض والسياسي أبو عدنان فليطاني، وبعده القائد أبو عمار خبية، وخطفوا الشيخ المعارض لهم أبو محمود الرز، كما خطفوا الناشطة رزان زيتونة ورفاقها”.
وتابع يقول : ” وهنا قررنا (وردًا على ذلك ) توحيد الصفوف بين الفصائل باسم جيش الأمة وبالفعل توحدنا وبدأنا نقوى، وأصبح جيش الأمة يزداد قوة، يومًا بعد يوم، وتتزايد شعبيته، لكنهم ردوا علينا (أي جيش الإسلام) بالتخطيط لاغتيال القادة، فاغتالوا مدير المكتب الإعلامي لجيش الأمة، بشير الأجوة ابن القائد أبو بشير الأجوة، وحاولوا اغتيال قائد جيش الأمة أبو صبحي طه، لكن الله أنجاه، واستشهد ابنه وابن أخيه، وأصيب هو إصابات متوسطة، وراحت الأمور تزداد سوءً بين جيش الأمة وجيش الإسلام ، وهنا أعود وأؤكد أن القضاء ومنابر المساجد يسيطرون عليها سيطرة كاملة، وأي شيخ أو قاضي ينطق بكلمة حق فإلى سجن الباطون، والتهمة جاهزة، وهنا بدأت الأمور تتسارع، وبدأت جاهات وفعاليات مدنية تتدخل لفض النزاع المسلح بيننا، وفي هذه الأثناء كنا نستعد في جبهة عين ترما من أجل دخول مدينة دمشق، وكان كل شيء جاهز، بحيث أننا وفي أقل من عشرة أيام نكون في مدينة دمشق، وفي المقابل كان جيش الاسلام وجبهة النصرة معه، كانوا يسعون لفتح حرب داخلية، و كنا نحاول فض هاذا النزاع سلمياً ولا نريد سفك الدماء بين الإخوة والأهل، وكان همنا الجبهات مع النظام، ثم توصلنا في 3 /1/ ٢٠١٥ إلى تسليم المطلوبين من الطرفين، وعدم نشوب معركة في مدينة دوما، وذلك لعدة أسباب أولها أن شبابنا على الجبهات، وكما قلت لكم كنا نجهز لمعركة من أجل دخول مدينة دمشق، من اتجاه باب شرقي وجبهة عين ترما ضمن الأنفاق إلى مشفى العظم، إلى الدباغات، إلى بناء 8 آذار، لنكون على مشارف باب شرقي، وأكثر من 70% من الشباب مرابطة على هذه الجبهة، وحاولنا الابتعاد عن معركة في دوما لأنها إن بدأت فستكون بين الأهالي والمدنيين، وتخيل عدد الضحايا والإصابات من الأطفال والمدنيين ، ودليلنا ما جرى بين جيش الاسلام وباقي الفصائل، فأكثر من 1500 شهيد سقطوا، ولا نعرف ماذا نسميهم، جعلهم الله من الشهداء، علاوة على عدد كبير من الإصابات والبتر والاعاقات، ثم كانت المعركة الثانية أي ما يسمى بمعركة البغي، سقط أكثر من 500 ربعهم من المدنيين، وأغلب الناس يعرفون أن جيش الاسلام هو من بغى على باقي الفصائل، من أجل السيطرة على المال والسلاح، والمؤسسات الإغاثية، ونهب خيرات البلاد والناس، وطبعًا تسليمها في النهاية إلى النظام “. ثم نوه الأجوة إلى البعض ” قد يستغرب كيف يحاربون ثم نقول يسلمون للنظام، نعم هم سلموا أغلب القرى في المرج وعدرا العمالية وعدرا البلد والدخانية ومطار المرج، حتى أنه في إحدى المرات جاء إلينا أهل قرية حوش الفارة، وقالوا إن مقرات جيش الإسلام تنسحب، وفي صباح اليوم الثاني سلموها للنظام من دون أي معركة كعادتهم، وفورًا أرسلنا ثلاثة كتائب من جيش الأمة، وخلال ساعات تم استرجاع بلدة حوش الفارة كامله، ونقول إن هذه العمليات التسليمية للقرى والبلاد من قبل جيش الإسلام تدل على الخيانة، والتعامل مع النظام والإيرانيين، وتجدر الإشارة إلى أنني لم أتحدث عن أكثر من 1% من ظلام وتعامل وخيانة وفرعنة جيش الإسلام، وأؤكد أيضًا أننا كنا نحن في لواء أسود الغوطة أو شهداء دوما أو الفيلق، تُقصف مقراتنا من الطيران والهاون وكافه أنواع السلاح وأي اجتماع بين القيادة تكون في سرية تامة، ومع كل الاحتياطات ومع ذلك نحن نقصف في بعض الأحيان، بينما جيش الإسلام يُخرِّجون الدورات والعروض العسكرية، ومعروف العرض العسكري الذي قاموا به في فوج الشيفونية وهو يبعد 2 كيلو متر عن النظام، واثنان ونصف كيلو متر عن الجبل، أي أنه مكشوف لكل أسلحة النظام، ويظل جيش الاسلام لأكثر من شهر يتدرب على العرض، ولأكثر من 800 عنصر، وأسلحة ودبابات، ويوم العرض تجتمع قيادة جيش الاسلام لأكثر من أربعة ساعات، ودخان أحمر وأصفر ودبابات ومدرعات، وأكثر من 1000 عنصر و200 سيارة ولم يُقصفوا ولم يزعجهم أحد. ” ثم عاد للقول ” توصلنا في ٣ تشرين أول ٢٠١٥ الى تسليم المطلوبين منا ومنهم للقضاء، وفي اليوم الثاني وفي الساعة الثالثة صباحًا بُدأ الهجوم على مقراتنا من (جبهة النصرة وجيش الإسلام) مع العلم أننا كنا متفقين على تسليم أصحاب القضية من الطرفين للقضاء وإحالة المشكلة إلى القضاء، وكنا قادرين على صد هجومهم وكنا في خمسة مقرات تم الهجوم عليها، وفيها 250 مقاتل، وبدأنا بصد الهجوم لكن الحرب داخل مدينة دوما وبين الشوارع، وبدأت النساء والأطفال والناس بالصراخ والتضرع الى الله، الكل يصرخ الله أكبر وما زال صوت النساء وهي تصرخ خائفة على أولادها. هنا بدأت بالبكاء، ورحت أكلم نفسي: نحن خرجنا بالثورة من أجل رفع الظلم والقتل عن المدنيين، وإذ بنا نحن من سيقتلهم، من أجل خلافات مفتعلة، وهنا أعطيت أوامر على اللاسلكي بوقف إطلاق النار والتسليم، و كنا قادرين على قتلهم جميعًا، وكنا أهل حرب وأصحاب حق، وبدأ الشباب بتسليم أنفسهم، وبعد تسليم أنفسنا وسلاحنا قتلوا منا أكثر من عشرين، نعم أعدموهم في الشوارع ، ثم رحوا ينتقمون من الجميع دون رحمة، ونحن أصبحنا في السجون، وبدأوا بأشنع وأشد أنواع العذاب في العالم، استعملوا أربعة أسوأ أنواع عذاب ، أولًا العذاب الجسدي مثل الضرب، واستعمال الكهرباء والشبح لفترات طويلة، حتى يتم الاعتراف على تهم هم يرسمونها ويحددونها، وبكل أسف فقد كانت قلوبهم ممتلئة بالحقد والكراهية على كل الناس، وكانوا يزرعون الفتن باسم الدين، وكانوا لا يملكون شيء، ويتمنون أن يكون كل شيء لهم فقط ، وهمهم الوحيد هو السلطة والتحكم بالناس وكانوا لا يحبون إلا أنفسهم، ويحبون سفك الدماء والقتل والتعذيب، ويريدونك في السجن أن تعترف بتهم هم وضعوها وهي جاهزة، وإن استطعنا تحمل كل هذا العذاب يبدؤون في العذاب الثاني وهو التجويع، فيطعموننا فقط كي لا نموت، ونتيجة كل ذلك هناك بعض الشباب اعترفوا على ما يريدون تحت التعذيب، ولقد استمر التعذيب لعدة أشهر، ومنهم أكثر، وإن لم تعترف يبدأ العذاب الثالث وهو النفسي، يهددوك ويأتون بأهلك ويلبسوهم أي تهمة، أو تعترف، وكان هناك قسم كامل للتحقيق مع النساء ومهاجع للنساء داخل معتقل الباطون، ثم هناك العذاب الرابع وهو عبارة عن طريقة خداع حيث يطلبك المحقق إليه، وطبعًا في التحقيق يقيدون الأيدي والأرجل، مع غطاء على العينين، وهنا يقول له المحقق اعترف بهذه التهم وبعد فترة ستذهب إلى القاضي وهناك تنكر لهذه التهم، فتخرج إلى بيتك. وبالطبع كلهم كذابين ومنافقين ومخادعين”.
وفي السجن تابع يقول :” بعد ثمانية أشهر أراد جيش الاسلام أن يخلي مسؤليته ويقدم الناس إلى القضاء الموحد، وكان أبو سليمان طفور هو القاضي الوحيد الذي لم يستطيعوا أن يسيطروا عليه وبدأ يدرس الدعاوي ويقابل الجميع، وبعد شهر أصدر الأحكام، وكان أكبر حكم 6 أشهر، وإخلاء سبيل أغلب الناس، ولم تعجب هذه الأحكام جيش الإسلام، وبدأوا يتهمونه بالخيانة وأرادوا اغتياله، لكنه نجا، فلم يجدو أي قاضي يحكم بهذه الدعاوى الباطلة، فأصبحوا هم القضاة، وتخيلوا هم الخصم والجلاد والحكم، ثم بدأوا بإعدام القيادات، ومنهم من حكموه مؤبد، ومنهم عشرة سنين ومنهم ثلاثة، وكل ذلك على قدر كراهيتهم له، يكون الحكم، وراحوا يوزعون التهم فهؤلاء مفسدين وهؤلاء دواعش وهؤلاء متآمرين ومتعاملين مع النظام، ثم لوطيين وزناة وأعدموا أكثر من 400 من كافه الناس وأعدموا نساء بنفس التهم، ودون أي دليل وبدأوا بتجويع الناس والمداهمات والحروب الداخلية، وتسليم البلاد من دون حرب قطعة قطعة إلى النظام، والناس تعاني من ظلمهم وفرعنتهم وطغيانهم، والذي يعارضهم بأي كلمة تتم مداهمته في نفس اليوم وتلبيسه بأي تهمة من التي تم ذكرها، وكما نعلم سيطروا على التجارة والمال والطعام، وتحويل المال من وإلى الغوطة وبنوا أكثر من ثلاثين سجن، وفرع ، وعينوا بعض الأفرع لتكون تحت سيطرة بعض المشايخ وأسموها الحسبة، وكانت الحسبة تتدخل بكل شيء في الحياة الشخصية للناس، حتى يمكنها أن تطلق زوجة أي إنسان، وحصل كل ذلك بعد إلقاء القبض على جيش الأمة “.
وعاد أبو خالد الأجوة للحديث عما بعد السجن وتجربته في سجن التوبة ليقول: ” بقيت في سجن التوبة ثلاثة سنين، وعندما أخرجوني كان ذلك أن أبايع قائدهم على السمع ولطاعة، ثم أخرجوا باقي الشباب، طبعًا كان يحوم حولي بعد إطلاق سراحي 10 مخبرين، والحمد لله كانت وما زالت الحاضنة الشعبية كبيرة وما ظلمنا أحد. وأنا لم أترك الغوطة بإرادتي ولكن طلبوني أنا وأربع من قياديي أسود الغوطة وأمرونا بالخروج مع أول قافلة خرجت من دوما إلى الشمال،
ثم أكد أنهم ” كانوا يقولون للناس أنهم سوف يدافعون عن الغوطة، لكنهم كذابين أشرين كانوا قد باعوها للنظام، لأنه عند بدء الهجوم الأخير على الغوطة، عرضتُ على أبو عبد الرحمن كعكة أن يسلمني الجبهة الأكثر اشتعالًا والتي يدخل منها النظام، وتحت رايتهم وعملياتهم وسلاحهم بشرط أن يكون معي رجل معين، وإذا تقدم علينا النظام فليعدمني بساحة دوما، وإذا تقدمنا على النظام يكون النصر من عند رب العالمين وهمة الرجال فرفض، وقال قد ترجعون علينا، وأقسمت له بالله أننا سندافع عن بلدنا، ننتصر أو نستشهد فرفض، والحقيقة كيف يحاربون وهم أصحاب مئات الملايين من الدولارات، وأكبر المشاريع في السعودية وتركيا والسودان، بينما الغلاء الذي صار في دوما والغوطة لا يتحمله أي إنسان، علمًا أن مستودعاتهم مليئة بأطيب وألذ الطعام والشراب، والغاز والديزل، حتى العسل عندهم، وهذا ما ظهر على القنوات التلفزيونية بعد خروجهم من دوما، بينما كانوا يبيعوننا كيلو الشعير بألف ليرة، حتى نأكله، لقد باعوا الدين والشرف والنخوة والثورة من أجل المال والسلطة، والسلاح الموجود بكميات هائلة من الخفيف إلى الثقيل إلى الدبابات التي كانت لإرهاب المدنيين وللعروض العسكرية فقط”.
والحقيقة أنه كان هناك بعض المخدوعين بهم لكن الله جل في علاه كشفهم للناس، وهم الذين كانوا يستخدمون الدين للوصول لمآربهم الدنيوية (يخادعون الله والذين آمنو وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون، في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضًا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون ، واذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ، ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون ) نعم هم الكذابون والمفسدون والسفهاء، وهم أول من أسس أول كتيبه اغتيال، وهم أول من أفتى بالاقتتال الداخلي، وقتل الثوار، وكل ما قلته عن ظلمهم والاغتيالات والسجون والاعدامات والمؤامرات ولتجويع ليست إلا غيض من فيض، وما خفي كان أعظم والله على ما أقول شهيد”.