ماهر حسن شاويش
مجرد ترحيب الإسرائيلي بفكرة الميناء المؤقت وقبوله به فهذا يعني أنه يخدم مصالحه وإن ظهر الأمر بلبوس إنساني ؟! المعابر البرية موجودة مسبقاً وفاعلة تقنياً ولوجستياً سواء التي بين غزة وبقية فلسطين المحتلة أو بينها وبين مصر ؟! وهي قادرة على استيعاب إدخال أكثر من ألف شاحنة يومياً لو توفرت الإرادة والرغبة الاسرائيلية والأمريكية ؟!
لكن واضح أن الخطوة متفق عليها بين الطرفين الأمريكي والإسرائيلي وأنها جزء من ترتيبات ما يسمى باليوم التالي وتصب باتجاه فرض سياسة أمر واقع على الأرض؟!
فالميناء الامريكي في غزة وتسليم معبر رفح لجهات غير محلية ، ثم الإعلان عن اتحاد القبائل العربية في سيناء تزامنها ليس عبثياً وعندما نفكك العلاقة والرابط بين الأحداث الثلاثة قد نصل إلى إجابات واضحة ومفيدة . ومن المهم أن نعلم أن:
إسرائيل لم تُسقط هدف التهجير من حساباتها ومنذ اليوم الأول للعدوان تعمل عليه وتحضر البيئة اللازمة له عبر نسف البنية التحتية لقطاع غزة وتدميره تماماً وجعل الحياة مستحيلة فيه ؟! أصلاً منظّرو هذا الكيان المتطرفون يعتبرون أن هناك ثمّة خطأ استراتيجي ارتكبه قادتهم في النكبة و النكسة بأنهم أبقوا على عدد من الفلسطينيين وهذا الخطأ يجب تصحيحه ويرى عتاة اليمين المتطرف من أمثال بن غفير و سموتريتش ووزير ما يسمى التراث عميحاي إلياهو الذي طالب علانية باستخدام قنبلة نووية ضد الفلسطينيين في القطاع أن هناك ثمة فرصة مؤاتية لذلك الآن ؟!
وباختصار الميناء سيكون وسيلة التهجير بلبوس إنساني سواء بذريعة إخراج الجرحى وعائلاتهم أو إدخال المساعدات على اختلافها ، وفي كلا الحالتين سيكون من الصعب رفض وجوده لأن من سيفعل سيتهم بأنه يحاصر الشعب الفلسطيني ويمنع الغذاء والكساء والدواء ومستلزمات الإيواء والاستشفاء ؟!
ونعتقد أن المقاومة تتابع وترصد بصمت كل الملابسات المتعلقة بموضوع الميناء وستقول ما لديها قولاً وفعلاً في الوقت المناسب .
المصدر: صفحة ماهر حسن شاويش