بدعوة من التجمع الفلسطيني السوري ” مصير ” وتحت عنوان ” من أجل حرية فلسطين وسورية شركاء الدرب والمصير” أُقيم اللقاء التشاركي الموسع بين شخصيات سورية وفلسطينية، وذلك يوم الجمعة الموافق 13/9/2024، عبر أحد برامج الانترنيت. وكانت الأهداف الرئيسية لهذا اللقاء الذي حضره قرابة السبعين مشاركة ومشاركًا، من الداخل السوري وتركيا وأوروبا ولبنان وكندا، العمل على تعزيز رؤية وطنية وسياسية وأخلاقية، تُركّز على حق الشعبين بالتحرر من الاحتلال والاستبداد، والتأكيد على مشروعية كفاحهما المشروع، والعلاقة الأخوية التي جمعتهما، في محطات التاريخ والحاضر، ومناقشة خطورة الأصوات التي تحاول زرع الشقاق والتباعد بين الشعبين، واهمية تقديم مقاربة عقلانية تنطلق من إدراك خصوصية كلا القضيتين واختلاف ظروف كل منهما، بهدف النظر بإنصاف وحكمة في التعامل مع تحولات وأحداث القضيتين، وبما يعزز السياق التحرري المشترك بينهما.
تناولت أجندة اللقاء المحاور التالية:
(المحور الأول) عرض سياسي لواقع القضيتين والتحديات التي تواجههما، وكمدخل لهذا المحور تحدث عن تطورات المشهد الفلسطيني الأستاذ شحادة شهابي وعن تطورات المشهد السوري تحدث الأستاذ مصطفى الدروبي.
أما (المحور الثاني) فتم تخصيصيه لمناقشة كيفية العمل المشترك للدفاع عن عدالة القضيتين وكفاح الشعبين على طريق التحرر من قوى الاستبداد والاحتلال، وكمدخل لهذا المحور قدّم الأستاذ أيمن أبو هاشم عرضًا مكثفاً، حول الآليات العملية التي يمكن البناء عليها لتحقيق تلك المقاربة.
بدأ اللقاء بترحيب منسق الجلسة الأستاذ عبد الرحيم خليفة بالسيدات والسادة الحضور، ثم فتحَ باب الحوار بعد انتهاء كلام المتحدثين، حيث شهدت الجلسة نقاشاً متميزاً ورصيناً من خلال المداخلات الغنية والبناءة، التي أسهم فيها المشاركون بمداخلاتهم وآرائهم وتعقيباتهم على تضمينات محاور أجندة اللقاء، وتقاطع معظمها على أهمية وجود منصة تفاعلية وتشاورية بين أحرار فلسطين وسوريا، ودورهما في الدفاع عن المبادئ والمشتركات التي تؤكد على عدالة وتكامل القضيتين، وتنسيق الأفكار والمواقف حيال العديد من الأحداث المفصلية، بما يصون تضحيات وتطلعات الشعبين، وعدم ترك الساحة نهباً للأصوات التي تحاول فصل عرى العلاقة الكفاحية بين أبناء الثورتين السورية والفلسطينية، وتلك التي تعمل سواء بقصد أو عن جهل، لتشويه الحقوق الراسخة، وفي مقدمتها حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال، وحق الشعب السوري بالخلاص من النظام الأسدي الاستبدادي ومن قوى الاحتلال والهيمنة الخارجية. واستحضرت العديد من المداخلات السياق التاريخي للعلاقة الأخوية المتواشجة بين السوريين والفلسطينيين، وتضحيات السوريين من أجل فلسطين الممتدة منذ ما قبل نكبة العام 1948 وخلال أزمنة الثورة الفلسطينية المعاصرة، ومشاركة الفلسطينيين الواسعة والفاعلة خلال محطات الثورة السورية على كافة المستويات، إيماناً منهم بوحدة درب الكفاح والخلاص من قوى الاستبداد والاحتلال، وما دفعوه من ضريبة باهظة بسبب انحياز قسم كبير منهم لثورة أخوتهم السوريين.
تضمنت مشاركات الحضور أيضاً، عدد من المقترحات العملية المتعلقة بالعمل المشترك على جبهة التوعية بالحقائق الوطنية والسياسية، وخصوصية وظروف كل قضية، على أرضية خدمة المسار التحرري للشعبين، وكيفية تحصين رأي عام سوري وفلسطيني ينطلق من تلك الحقائق، لاتخاذ مواقف واضحة من تحولات الواقعين الفلسطيني والسوري، يقوم على النقد الهادف وتلاقي الأفكار المثمرة، وتعزيز التوافقات السياسية من خطورة المشروعين الصهيوني والإيراني على قضايانا العادلة.
المشاركون في المداخلات مع حفظ الألقاب: جورج صبرا – عبد الله تركماني – عبد الناصر سكرية – عبد الجبار العكيدي – تيسير الخطيب – ماهر شاويش – خليل أبو سلمى – نبيل الحاج حسين – ماجد حمدون – صدام عكاش – عمر ادريس – ثائر أبو شرخ – موسى الزعبي – جلال العلي – حسام ميرو.
تم التوافق بين المشاركين في نهاية اللقاء على استكمال مناقشة الآليات العملية في لقاء قادم قريب سيدعو إليه تجمع مصير.