حاولت موسكو التكتم على نتائج جلسة محادثات مطوّلة أجراها وزير الخارجية سيرغي لافروف، أمس، مع مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي جون بولتون، وشغل ملف تطورات الوضع في الجنوب السوري حيزاً مهماً منها.
وتجنبت الخارجية الروسية أيّ حديث مع الصحفيين بعد لقاء لافروف وبولتون، اللذين انتقلا مباشرةً إلى الكرملين للقاء الرئيس فلاديمير بوتين، وسط تكهنات باقتراب الطرفين من التوصل إلى اتفاق على ترتيبات الوضع في المنطقة بعد انتهاء العمليات العسكرية الجارية فيها.
ميدانياً، نقلت قناة «آر تي» التلفزيونية الروسية، عن مصادر في جيش الأسد وفصائل المعارضة، قولها إن عملية درعا ستكون وفق محاور في الجزء الشرقي للمحافظة وصولاً إلى كماشة مشابهة لما حصل في الغوطة.
وأشارت المصادر إلى تشابه بين العمليتين في طريقة التمهيد والقصف، مؤكدة أن جيش الأسد سيعمل لفصل منطقة اللجاة إلى مناطق وقضمها تباعاً، وهو ما يسهل المهمة خصوصاً لصعوبة المنطقة عسكرياً بالنظر إلى وعورتها وضيق تضاريسها.
ووفقاً للمصادر فإن الأولوية في الفترة المقبلة ستكون معبر «نصيب» مع الأردن، والهجوم سيكون من 3 محاور: الأول من مركز درعا، والثاني من ازرع، والثالث من بصرى الشام.
وللبدء بالعملية سيسعى جيش المجرم الأسد إلى محاولة للسيطرة على 3 أحياء داخل مدينة درعا هي: درعا البلد، وطريق السد، والمخيم، وستكون المدينة نقطة تجمع وغرفة عمليات تشرف على الأعمال القتالية.
وأمس، وصف مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، المعارك الجارية في منطقة درعا بالسيناريو الذي حدث بالغوطة الشرقية.
وقال دي ميستورا في كلمة أمام مجلس الأمن الدولي الأربعاء، إن “الأمور في جنوب غربي سوريا تسير نحو وضع مشابه لما جرى في الغوطة”.
ويرى مراقبون، بأن المعطيات الميدانية، تشير وبوضوح، إلى قوات الأسد وبدعم روسي، وبغطاء إسرائيلي، وتخاذل أميركي، ماضية في عملياتها جنوب سوريا حتى السيطرة على المنطقة.