مهنا خضيرو
لقد آن الأوان لتضع الأمم المتحدة حدًا لمعاناة الشعب السوري المستمرة منذ أكثر من أربعة عشر عامًا. سنوات طويلة تحمل فيها السوريون أعباء الحروب والدمار والعقوبات الاقتصادية التي فاقمت من معاناتهم، وأغلقت أمامهم أبواب الحياة الكريمة والفرص الواعدة. إن استمرار هذه العقوبات هو وصمة عار في جبين المجتمع الدولي، الذي وقف مكتوف الأيدي طوال هذه الفترة، مكتفيًا بالإدانة والوعود الفارغة دون اتخاذ خطوات ملموسة لإنهاء هذه الأزمة الإنسانية.
عقوبات بلا جدوى، ومعاناة بلا حدود
إن العقوبات التي فُرضت على سوريا تحت ذرائع مختلفة لم تستهدف إلا الشعب البريء، وحالت دون وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى ملايين المحتاجين. إنها عقوبات تخنق الاقتصاد السوري، تمنع الاستثمار، وتعرقل جهود إعادة الإعمار. وبدلاً من تحقيق الأهداف المزعومة لهذه العقوبات، فإنها أضافت مزيدًا من الألم والمآسي للسوريين الذين يرزحون تحت وطأتها يومًا بعد يوم.
حكومة تعمل بجد ونشاط بقيادة احمد الشرع
اليوم، تقف سوريا على أعتاب مرحلة جديدة، مع حكومة تعمل بصدق وأمانة لاستعادة الاستقرار، والانفتاح على العالم، وإعادة بناء ما دمرته الحرب. لقد أثبتت الحكومة السورية قدرتها على فرض الأمن، وإعادة السيطرة على الأوضاع الداخلية، وتهيئة البيئة المناسبة للتنمية والاستثمار.
إن تجاهل هذه الجهود وعدم دعمها لا يعني سوى الإمعان في تعميق جراح السوريين، واستمرار العبث بمصير هذا الشعب المنهك.
دعوة إلى رفع العقوبات فورًا
إننا نطالب الأمم المتحدة وجميع الدول الأعضاء فيها بالتحرك العاجل والفوري لرفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا دون قيد أو شرط. كما ندعو إلى فتح الأبواب أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية التي يحتاجها الملايين، والسماح بالاستثمارات التي من شأنها تحريك عجلة الاقتصاد، وإطلاق عملية إعادة الإعمار التي ينتظرها الشعب السوري بفارغ الصبر.
عار على الأمم المتحدة
إن الأمم المتحدة، المؤسسة التي تأسست لحفظ السلم والأمن الدوليين وحماية حقوق الإنسان، تتحمل مسؤولية أخلاقية وإنسانية تجاه الشعب السوري. كيف لها أن تصمت وهي ترى أطفال سوريا يموتون جوعًا وبردًا؟ كيف تقبل بأن تتحول العقوبات إلى أداة لمعاقبة الشعوب بدلًا من تحقيق العدالة؟
على الأمم المتحدة أن تدرك أن استمرار العقوبات ليس إلا وصمة عار على جبينها، وإخفاقًا في أداء دورها. لقد أدانت الوضع في سوريا لسنوات، ولكن الإدانة وحدها لم تكن كافية. الآن هو الوقت للتحرك الفعلي.
خاتمة
إن الشعب السوري الذي صمد في وجه المحن والإجرام الأسدي الفاشيستي يستحق أن يعيش بكرامة. يستحق أن يرى وطنه ينهض من جديد، وأن يحصل على الدعم الذي يعينه على إعادة بناء حياته. نحن ندعو العالم أجمع، ونخص الأمم المتحدة، إلى اتخاذ موقف شجاع ومسؤول، ووضع حدٍ لهذا العبث بمصير السوريين.
كفى صمتًا، وكفى تلاعبًا. لقد حان وقت العمل.
المستشار الدولي والكاتب والمختص في الشؤون الدولية مهنا خضيرو