تدقُّ دَارَيّا طبولَ السلمِ
وتشهرُ كل يومٍ ورودَها
تنامُ على ضفافِ الحلمِ
وتصحو على صراخِ أولادِها:
“الله.. سورية.. وحرية..”
سلمية.. سلمية.. سلمية
لو قتلوا كل يوم ميّة
سلمية.. سلمية..
مطلبنا هو الحرية..
تشهرُ دَارَيّا حناجِرَها
وتشدُّ حبالها الصوتية مشانقْ
تشحذ دَارَيّا سكاكينَ الحلمِ
تقتلُ القاتلَ ألفَ مرةٍ في اليومِ
وترفعُ اللافتاتِ والبيارقْ
تشهرُ دَارَيّا غياث بن مطرْ
وتحصي الشهداءْ
بالأرقامِ والاسماءْ
تمحو بهدوءٍ آثارَ الدمارْ
تلمْلِمُ بقايا الأشلاءْ
وتخزّنُ الفيديوهات والصورْ
تنامُ فوقَ بقايا الكابوسِ داريا
وتصحو على وقعِ الحلمِ من جديدْ
مع كل صرخةٍ حرية
مع كل مظاهرة.. ونعش شهيدْ
مع كل سحابة مطر ندِيّة
مع كل فجر جديدْ
تصرخ من مهد التاريخ البعيدْ
أنا نبيُّ الحب.. أنا رسولُ السلمِ
فاقطفوا من دمي أطيبَ العناقيدْ
واعصروا من آلامي مسكّنا للألمِ
كلوا.. واشربوا..
تظاهروا.. واهتفوا..
وقروا عينا
اصلبوني..
واذبحوني من الوريد إلى الوريد
كي أَهب لكم ما تيسر من الحلمِ..