أعلنت تركيا مؤخرا، عن جملة من الاستثمارات الرامية للنهوض بمنطقة شمال وشرق حلب اقتصاديا، ومن بين هذه الاستثمارات ربط مدن شمال سوريا بطرق سريعة، تزامنا مع استمرار تفاوضها مع موسكو بشأن مدينة حلب، وبحسب صحيفة “يني شفق” التركية، فلا تزال أعمال الطريق السريع الممتد من معبر الراعي الحدودي إلى مركز بلدة الراعي؛ مستمرة على قدم وساق؛ إذ من المقرر أن يمتد هذا الطريق حتى منبج.
وبحسب معلومات الصحيفة، سيكون هناك طريقان آخران كجزء متصل بالطريق السريع الذي سيصل إلى الراعي، وسيمتد الطريق الأول حتى الباب، وأما الثاني فسيمتد حتى جرابلس. وهناك مخططات لمد هذا الطريق خلال المستقبل حتى منبج ، وسيمتد الطريق المذكور حتى منبج التي اتفقت تركيا مع الولايات المتحدة على خريطة طريق لتطهيرها من عناصر تنظيم “ب ي د”، ما يجعلها تلعب دور البوابة التجارية المهمة التي تفتح على شرق حلب والعراق بفضل موقعها الاستراتيجي، وستسرع السلطات التركية من وتيرة الاعمال التي ستحول المنطقة إلى ممرّ تجاري بفضل الاستثمارات الاجتماعية والاقتصادية. وستفتح المناطق الآمنة أمام رجال الأعمال الأتراك لإنعاش التجارة بالمنطقة.
في السياق، ذكرت الصحيفة، بأن المفاوضات لا تزال مستمرة بين أنقرة وموسكو بشأن حلب، فهناك مخطط إعادة إعمار مشترك بين أنقرة وموسكو وطهران لإعادة اعمار المدينة المدمرة بالكامل وعودة سكانها إليها، واشارت إلى أنّ هناك مخطّطًا لتحويل منطقة تبلغ مساحتها 30 كم تمتد من حدود تركيا لتشمل حدود حلب ومنبج إلى منطقة عازلة، لتتحول المنطقة إلى مركز تجاري بعد استتباب الأمن بها تمامًا.
ويأتي هذا، بعد اسبوع من تقرير لذات الصحيفة كشف عن مساعٍ تركية للتوصل إلى اتفاق مع الروس يقضي بإخراج النظام السوري والإيرانيين من حلب ووَضْعها تحت إدارة أنقرة وإلحاقها بالريف الشمالي والغربي وإدلب، ونوه عضو الائتلاف السوري المعارض، فؤاد عليكو للجريدة، إلى أن “طريقًا طويلًا قد قطع من الناحيتين السياسية والعسكرية بشأن السماح لتركيا بالإشراف على حماة وحلب وإدلب، على أن تبدأ عودة أكثر من ثلاثة ملايين مدني من تركيا وأوروبا إلى المدينة” ويصعب التكهن في تحقق هذه السيناريوهات، في حال بقيت السياقات السياسية والعسكرية على وضعها الراهن، خاصة مع عدم تكشف المصير الذي سترسو عليه محافظة إدلب، والتي تحولت إلى خزان بشري كبير يضم مقاتلين ومدنيين بأعداد كبيرة.