نقلت وسائل إعلام سورية معارضة، أمس، عن مصادر مقربة من النظام السوري، تأكيد انسحاب القوات الإيرانية من مطار «التيفور» العسكري، في ريف حمص، وسط البلاد، خلال اليومين الماضيين، لصالح القوات الروسية التي دخلت المطار برفقة منظومات صاروخية من طراز أس 300.
وستقوم القوات الروسية التي دخلت حرم المطار الأكثر تحصيناً في سوريا، وفق ما نقلته مصادر محلية، بنشر منظومات دفاع جوي «إس- 300»، مشيرة إلى أن إيران ليست وحدها المنسحبة من المطار بل شملت التعليمات الروسية تخفيض عدد الضباط والعناصر التابعين لقوات النظام السوري في المطار أيضاً.
قاعدة التياس الجوية العسكرية المعروفة أيضاً بإسم مطار «تي 4»، وهو مطار عسكري للقوات الجوية في سوريا، ويقع قرب قرية التياس على بعد حوالي 60 كيلومتراً شرقي مدينة تدمر في محافظة حمص السورية، وكان يحتوي المطار على 54 حظيرة ومدرج رئيسي ومدرجين ثانويين طول كل مدرج يقارب 3 كيلومترات، ويعد هذا المطار أكبر مطار عسكري في سوريا ويليه مطار الضمير الذي يقع في مدينة الضمير، ويضم دفاعات جوية متطورة، ورادارات قصيرة التردد محمولة على سيارات، إضافة إلى آليات عسكرية وعشرات الدبابات الحديثة.
مصالح موسكو
من مصلحة روسيا تقليص حجم الدور الإيراني في سوريا، وفق رؤية العميد أحمد رحال، مستغلة في ذلك الضغوط الدولية الممارسة على طهران، حيث اشار رحال لـ»القدس العربي» إلى ان موسكو ليس لديها مشروع لإنهاء هذا الدور بشكل كلي، وأن الانتشار الإيراني في الجغرافية السورية، يخدم المصلحة الروسية، من الجانب العسكري، أما من الجهة السياسية فبقاء عسكر طهران في سوريا، يعد مكسبا سياسيا روسيا في مواجهة السياسة الأمريكية.
ولف رحال إلى أن كلا الحليفين يحاول تأخير نقطة المواجهة بينهما، ومن هذا المنطلق يبدو أن الحرس الثوري الإيراني قام بإخلاء المطار لصالح دخول قوات روسية بديلة عنه إلى مطار التيفور الأضخم في سوريا، وأن إيران، هي الجهة الوحيدة التي ستدفع الثمن الأكبر مع النظام السوري.
مشيراً إلى أن التواجد الروسي في مطار التيفور، لا يضر الجيش الإسرائيلي، والمنظومة التي يتم التحدث عن نشرها في «التيفور» ليست خطراً على الإسرائيليين، واعتبر ما جرى في المطار من استبدال القوات الإيرانية بالروسية، بأنها صفقة لترتيب الأوراق أكثر في سوريا.
الباحث السياسي السوري وائل الخالدي، قرأ التطورات الأخيرة وسط سوريا، بقبول إيران إخلاء أهم قاعدة عسكرية جوية لصالح القوات الروسية، مقابل زيادة النفوذ السياسي لطهران في الملف السوري.
وقال الخالدي لـ «القدس العربي»: إيران تسعى إلى مضاعفة قوتها السياسية في سوريا، تمهيداً لعودة عسكرها في وقت لاحق من البوابة السياسية لا العسكرية.
وفي الوقت الراهن، يرى الخالدي ان هناك مساعي إيرانية للالتفاف على الضغوط الدولية المطالبة برحيلها عن الأراضي السورية، هذا التكتيك جابهته طهران بتعزيز التوغل الاقتصادي والديموغرافي بالبلاد، من خلال إغراق حكومة دمشق بعقود الكهرباء والإعمار والاتصالات وما سواها، بالإضافة إلى لقاءات مع شخصيات في المعارضة السورية.
وكان قد تعرض المطار الحربي الأضخم في سوريا، لغارات جوية إسرائيلية، في 10 شباط/فبراير 2018، ودمرت الضربات، برج المراقبة الرئيسي للمطار، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، كما تعرضت القاعدة لهجوم مرة أخرى في 9 نيسان/أبريل 2018 بواسطة صواريخ متعددة، ولم يتضح على الفور من يقف وراء الهجوم، لكن مسؤولين أمريكيين نفوا شن أي هجوم جوي.
المصدر: القدس العربي