غداة استهداف قوات النظام السوري وميليشيات إيرانية مواقع لـ «جيش العزة» في ريف حماة الشمالي، ازدادت المخاوف من نسف الاتفاق الروسي- التركي حول إدلب. وفي حين أعلنت «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً) استهداف قاعدة الترابيع العسكرية في ريف حماة الشمالي، وقتل 18 عنصراً من قوات النظام و7 جنود روس، دعا قائد «حركة أحرار الشام» الإسلامية المنضوية في «الجبهة الوطنية للتحرير» جابر علي باشا، على قناته في تطبيق «تلغرام»، الفصائل كافة إلى الاستعداد لمعركة فاصلة مع قوات النظام، بعد الهجوم على «جيش العزة» أول من أمس، ما دفع «الجبهة الوطنية» إلى التوضيح أن تصريحات «علي باشا تدعو إلى الاستعداد للمعركة، إن حدثت، ولا تعني إلغاء الاتفاق».
وفي حين تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان «تطهير شمال العراق ومنطقة شرق نهر الفرات في سورية» من منظمة وحدات حماية الشعب الكردي «بي كا كا» وأذرعها، أكد مصدر قيادي في «مجلس سورية الديموقراطية» (مسد) أن «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) ستعمل على تحرير كل المناطق التي تسيطر عليها تركيا عبر «مرتزقة» في عفرين وجرابلس والباب.
في غضون ذلك، كشفت موسكو أنها اتفقت مع أنقرة على عقد جولة من المحادثات وفق صيغة آستانة نهاية الشهر الجاري. ورجح الناطق باسم هيئة التفاوض السورية يحيى العريضي أن «يتوصل الاجتماع إلى حل عقدة اللجنة الدستورية، وتمكين الموفد الدولي ستيفان دي ميستورا من تشكيل اللجنة وعقد أول اجتماع لها قبل نهاية العام». وقال في اتصال مع «الحياة»، إن «الإعلان عن موعد جولة المحادثات والتمديد لدي ميستورا مرتبطان، من أجل القول إن ثلاثي آستانة هو الذي ساهم في حلحلة الأمور مع الموفد الدولي في خصوص الثلث الثالث»، لافتاً إلى أن نتائج «اجتماع المجموعة المصغرة في لندن تماهت مع قرارات القمة الرباعية التي سبقتها في إسطنبول في خصوص تحديد إطار زمني لإطلاق عمل اللجنة الدستورية».
ونقلت «وكالة إباء» التابعة لـ «جبهة النصرة»، عن مسؤول عسكري في الجبهة قوله إن قوات «العصائب الحمراء» التابعة لها، نفذت هجوماً في عمق مناطق سيطرة النظام على قاعدة الترابيع العسكرية جنوب مدينة حلفايا بريف حماة، أفضى إلى مقتل 18 عنصراً من عناصر النظام، إضافة إلى سبعة عناصر روس يتبعون لقاعدة حميميم العسكرية ليل الجمعة- السبت. كما دعت الهيئة في بيان «الفصائل المقاتلة في المناطق المحررة إلى الاستنفار والثأر لشهداء جيش العزة».
ومع تصاعد المخاوف من نسف اتفاق إدلب (اتفاق سوتشي) بسبب الخروق المتزايدة، قال مصدر قيادي في «الجيش السوري الحر» لـ «الحياة»، إن «أي اتفاق لا يمكن أن ينفذ في شكل مثالي، وأطراف أي اتفاق تتوقع حدوث خروق وتحدد آليات وتدابير للتعامل مع هذه الحالات». وأوضح أن «الميليشيات الإيرانية الطائفية تعمل على نسف اتفاق سوتشي، وفي الأيام الأخيرة انتقلت من القصف على جنوب غربي حلب وشمال حماة إلى هجمات كما حصل مع جيش العزة. وفي المقابل، هناك تنظيمات متشددة ترفض الاتفاق، مثل جبهة النصرة وغيرها، وتستغل خروق النظام لتثبيت صواب وجهة نظرها من الاتفاق». وخلص إلى أن «استمرار اتفاق سوتشي رهن بقدرة الأتراك والروس على احتواء الأوضاع وضبط ميليشيات النظام وإيران من جانب روسيا، وقدرة تركيا على تثبيت الأوضاع الداخلية في إدلب والحّد من خروق النظام».
وفي كلمة لإحياء الذكرى ال ـ80 لوفاة مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك، قال أردوغان: «نرى كيف أن أشقاءنا السوريين يئنون تحت ظلم منظمة بي كا كا الإرهابية الانفصالية شرق الفرات». وزاد: «قريباً، سنوفر الأمن والطمأنينة للمظلومين في هذه المنطقة أيضاً». وفي إشارة إلى الدور الأميركي في شرق الفرات، أشار أردوغان إلى أن «الذين يستخدمون تنظيم داعش الإرهابي بغية إجهاض الخطوات التركية في المنطقة، بدأوا يدركون خطأهم». لكنه قلّل من رصد واشنطن مكافأة مالية لمن يدلي بمعلومات عن مكان وجود ثلاثة من قادة «بي كا كا»، وقال: «من يعلنون بي كا كا منظمة إرهابية ويخصصون المكافآت علناً لاعتقال قياداتها، يتعاملون مع الإرهابيين من خلف الستار، ونحن ندرك ذلك جيداً».
المصدر: الحياة