نشر مركز “مير أميت للمعلومات الاستخبارية عن الإرهاب” الإسرائيلي، معلومات جديدة تُفيد بقيام “حزب الله” منذ سيطرة نظام الرئيس السوري بشار الأسد على محافظة درعا في تموز/يوليو 2018، بمساعدة إيران، ببناء قاعدة عسكرية لخدمة الميليشيات الموالية لإيران، جنوب غربي سوريا. وأن عناصر الحزب يتولون زمام القيادة في عملية البناء بمساعدة مقاتلي المليشيات الشيعية العراقية.
تدمير قرى
وحسب ما يشير المركز فإن الخطط الموضوعة لبناء القاعدة العسكرية الضخمة، استوجبت تدمير ما يقرب من 650 وحدة سكنية، وقرى عديدة في منطقة اللجاة بريف درعا. وقد أشرف الحرس الثوري الإيراني على نقل الأسلحة والذخائر إلى المنطقة.
وفي تشرين الأول/نوفمبر، اجتمع ضباط من “الحرس الثوري” وقادة مليشيات محلية، لتحسين تدفق الأسلحة والتنسيق العسكري، لإنجاز القاعدة الجديدة وتشغيلها.
مصدر محلي، كان قد أكد لـ”المدن”، في تقرير يعود إلى منتصف تشرين الأول/أكتوبر، “أن ما جرى مخطط إيراني هدفه تهجير أبناء اللجاة وتحويلها إلى منطقة عسكرية، تُمهّدُ لإنشاء قاعدة إيرانية فيها. ويشمل المخطط بحسب المصدر 15 قرية من قرى اللجاة، وتوقف التجريف عند حدود قرية الشياحة”. ويؤكد مصدر “المدن” أن “إخلاء المنطقة من سكانها وتجريف منازلهم هو رسالة واضحة بأن المنطقة باتت عسكرية، لا عودة للأهالي إليها”.
تجنيد السنّة
تقرير “المدن” ذاته، أشار إلى تطويع مليشيا “حزب الله” 1600 مقاتل معارض سابق في صفوف “قوات الرضوان” التي تعتبر “قوات نخبة” في الحزب. وأشارت مصادر “المدن” حينها إلى أن “عدد قوات المليشيات الإيرانية في الجنوب، حالياً، ثمانية آلاف عنصر، من سوريا والعراق ولبنان وإيران، موزعين على أكثر من عشر مليشيات مسلحة، أكثرها نشاطاً حزب الله وأبو الفضل العباس وقوات العرين 313 ولواء الإمام الحسين، وتنتشر في درعا وريف دمشق والقنيطرة”.
وهذا ما أشارت إليه صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، في تقرير نُشر مؤخراً، حول تعامل المحور الإيراني مع شركاء غير محتملين: المتمردون السنة السابقون المدعومون من الولايات المتحدة في سوريا.
ووفق المعلومات التي نشرتها الصحيفة الأميركية، قام “حزب الله” بتجنيد ما يقرب من 2000 مقاتل، معظمهم من جماعات المتمردين السوريين الذين فقدوا التمويل الأميركي العام الماضي. ويدفع “حزب الله” الأموال لهؤلاء المتمردين، لتبديل ولائهم والاندماج في قوة متزايدة، بقيادة إيران في جنوب سوريا. كما أن الحزب يقدم الضمانات لهؤلاء المقاتلين عند الانضمام إليه بحمايتهم من حملات الاعتقال التي يقوم النظام السوري.
ويسمح تجنيد “الوكلاء” السنّة المحليين لإيران، كما تفترض الصحيفة الأميركية، بتعزيز وجودها بالقرب من حدود إسرائيل، بعد انسحابها من المنطقة تجنباً للضربات الجوية. وهنا تجدر الإشارة إلى تداول وسائل إعلام إسرائيلية لمعلومات عن توسيع إيران نطاق انتشارها الإيديولوجي في محافظة درعا، وإنشاء فرع لمنظمة دينية في أواخر تشرين الأول 2018، بالتوازي مع نشوء منظمات أخرى تابعة لـ”الحرس الثوري” الإيراني، تعمل على نشر الإيديولوجية الإيرانية في جميع أنحاء سوريا، لتعزيز النفوذ الإيراني في البلاد.
تقرير سابق لـ”المدن”، في 25 تشرين الأول/أكتوبر، كان قد أشار إلى زيارة وفد من “مكتب الإمام الخامنئي” لدرعا، بغرض التقرب إلى الأهالي في مناطق المعارضة السابقة، من باب إعادة الاعمار والمساعدات. مصادر “المدن” قالت حينها، إن الوفد أكد “توجيهات الإمام الخامنئي لرعاية أهالي محافظة درعا”، وأن إيران ستعمل خلال الأشهر المقبلة على مشاريع البنى التحتية و”إعادة الإعمار” في ما تم وصفه بـ”تعزيز المجتمع المحلي”.
المصدر: المدن