بدعوة رسمية من الاخوة الأحوازيين شارك الأخ الدكتور تغلب الرحبي في المؤتمر الأول للمجلس الوطني لقوى الثورة الاحوازية. الذي انعقد في لندن بتاريخ 24 تشرين ثاني 2018. حيث ألقى كلمة باسم تجمع مصير جاء فيها
” يشرفني أن أشارككم هذه المناسبة النضالية وهي الذكرى الاولى لاستشهاد القائد الشهيد احمد مولى تقبله الله في عليين وألهم اخوتنا الاحوازيين السير على الدرب الذي استشهد من اجله. وان مؤتمركم هذا هو خير تحقيق لذلك.
ويشرفني ان اعبر لكم عن أصدق مشاعري الشخصية كمناضل عروبي من سورية، وأنقل لكم أعمق وأحر مشاعر التضامن القومي والثوري من فصائل الثورة السورية ومن تجمع مصير ومن ملتقى العروبيين السوريين.” وأضاف ” اخوتي اخواتي الكرام لم يكن للأحواز مقعد في النظام العربي الرسمي ولكن للأحواز مقعد دائم في قلوبنا. إن ما يوحد شعبينا، ويجمع نضالنا ونضالكم , أكثر من أن يحصى , فنحن – أولا – ابناء أمة واحدة أخوة في الاصل والدم والنسب , صهرتنا “العروبة” بثقافتها وحضارتها . ونحن – ثانيا – رفاق نضال ضد عدو مشترك , هو العدو الفارسي الصفوي العنصري الذي لم يبرأ من أحقاده التاريخية على أمتنا , ولم يتخلص من أطماعه التوسعية في بلادنا منذ أقدم الأزمنة وحتى اليوم , وهو الذي اغتصب أرضكم وبلدكم قبل 93 سنة ولم يكتف , بل واصل سعيه لاغتصاب البحرين , والامارات العربية , والكويت , والعراق , ولبنان , وسورية , واليمن , وتمتد أطماعه الى بقية البلدان العربية . ما يعني أنه لا يعترف بوجود العرب كأمة، ويراهم اتباعا له وحسب، وهذه هي العلة في العلاقة بيننا وبينه، ومصدر الخطر علينا، فرؤيته لنا لا تقوم على جوار متكافئ، ولا على اعتبار أننا أمم ندية، ومتساوية. بل يرى نفسه أمة عظيمة ويرى العرب متاعا واتباعا، ويريد استعبادنا ونهب ثرواتنا” ثم قال ” ان من أكبر اخطاء العرب في العصر الحديث عجزهم عن وعي هذه الحقيقة المبطنة وعجزهم عن استخلاص دلالاتها والعمل بها . لقد كان الاحتلال الفارسي المعاصر للأحواز انذارا مبكرا للعرب بأن الفرس لم يتخلوا عن مشروعهم الإمبراطوري التوسعي الاستعماري الاستيطاني. وهذا المشروع ليس فرض وصاية أو نهبا اقتصاديا للثروات بل أكثر من ذلك: هو محو للشخصية العربية، ومحو لكياننا القومي، وهويتنا الحضارية والتاريخية، وهذه الدلالات كامنة في المنهجية التي طبق بها استعماره للأحواز.
ان احتلال فارس للأحواز تمّ في وقت كان العرب جميعا تحت نير الاستعمار الاوروبي، وحدث في وقت كان الاستعمار الاوروبي قد حل محل السيطرة العثمانية وقسم بلادنا، وأعطى بعض الاراضي للفرس ليحموا له الخليج، ومضيق هرمز ومنابع النفط. ان أهمية إيران الاقتصادية والاستراتيجية تعتمد بشكل كلي على ثروات الأحواز العربية المسلوبة.
لقد كان العرب طوال قرن كامل ضحية لأطماع ومخططات وتنافسات القوى الاستعمارية العظمى القديمة، ممثلة ببريطانيا وفرنسا، والامبريالية الحديثة، ممثلة بالولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، ممثلة بروسيا اليوم، وللقوى الاقليمية المتحالفة معها، وهذه القوى الكبرى هي التي سمحت لإيران بالاستيلاء على الاحواز , وهي التي أنشأت اسرائيل وحمتها ودعمتها , وهي التي سمحت لإيران باجتياح العراق عام 2003 , وسمحت لها باجتياح سورية , والهيمنة على لبنان , والتسلل الى اليمن .” ثم أكد الرحبي قائلا ” لقد اقترفت إيران و الميليشيات التابعة لها في سورية جرائم ضد الإنسانية تمثلت في الدعم اللامحدود للنظام الحاكم المجرم و من خلال تنفيذ جرائم الإبادة و الحصار القاتل للمدنيين و المذابح و التهجير العرقي و ساهم العدو الفارسي في جريمة العصر و هي التغيير الديمغرافي في سورية ليتم قتل مليون شهيد و تهجير اكثر من نصف سكان سورية ١٤ مليوناً بين لاجئ و نازح و افراغ مدن و مناطق كبرى في سورية ليجري استيطانها من قبل الفرس الصفويين و من والاهم: العرب اليوم جميعا باتوا واعين للخطر الايراني ومدركين لأسرار وألغاز ألاعيب الدول والامم الكبرى والاقليمية , وعلينا أن نواجه أعداءنا كافة , وان نتحد كعرب في مواجهة الفرس والصهاينة , وأن نقاتلهم صفا واحدا كالبنيان المرصوص . ” ثم قال ” لقد هزمتنا اسرائيل لأننا قاتلناها فرادى مشرذمين , وهزمتنا ايران لأننا لا نملك استراتيجية واحدة تجاه اطماعها . ولأن بعض العرب ما زال يراها حليفا وجارا مسلما يمكننا التعاون معه ضد الغرب، وهذا محض هراء ووهم، لأن إيران كشفت عن اطماعها واهدافها وهي لا تقل، بل تزيد عن أطماع اسرائيل. وعلينا ايها الاخوة المناضلون أن لا ننتظر الانظمة العربية لتحرر لنا الاحواز، او العراق، او سورية، أو لبنان، فهذا أيضا وهم جربناه حين انتظر الفلسطينيون الجيوش العربية لتحررهم من الاحتلال الاسرائيلي، فهزمتهم اسرائيل مرة بعد أخرى. علينا أن نواجه أعداءنا بالاعتماد على قوانا الذاتية كشعوب مناضلة وكقوى ثورية عروبية لا تفرق بين هذا العدو وذاك، وعلينا أن نبدأ اليوم قبل الغد في تشكيل جبهة مقاومة عربية متراصة تضم القوى الثورية العروبية في الاحواز والعراق وسورية ولبنان واليمن لقتال الفرس، وتحرير اقطارنا الخمسة، ودرء خطر التوسع عن بقية الاقطار العربية.
هذا هو المشروع العربي في الرد على هذه الهجمة الصفوية الفارسية العنصرية الهمجية. ان الكفاح المسلح هو أحد أشكال المقاومة ولكن المقاومة اوسع من ذلك بكثير لأنها نهج متكامل يشمل جميع نواحي الحياة الثقافية والتعليمية والاقتصادية والسياسية.
وفي هذا المشروع الاستراتيجي الكبير سيكون لكم ايها الاخوة الاحوازيون شرف الوقوف في الخندق الاول بمواجهة الفرس، وسنكون في سورية الخندق الرديف لأننا اليوم نقاتل إيران وجها لوجه، ويوميا منذ سبع سنوات، وهي تقاتلنا وتحتلنا كما تحتلكم، ولذلك علينا الدعوة بصوت عال والعمل بشكل جاد للاتصال مع بقية الثوار العروبيين في بقية الاقطار المذكورة لبناء منظومتنا القومية النضالية وفق رؤية استراتيجية بعيدة المدى والامد. وكونوا على ثقة أيها الاخوة إن أمتنا تملك امكانات أقوى وأكبر، وتملك ارادة قتال اضعاف ما لدى اعدائنا، بدليل أن الشعب العربي الجزائري تحرر من الاستعمار الاستيطاني الفرنسي بعد 130 سنة، والجنوب اليمني بعد 120 سنة، والشعب المصري تحرر من الاحتلال الانجليزي بعد 70 سنة، ولا شك أننا قادرون اليوم على دحر إيران كما دحرها شعب العراق وجيشه العظيم قبل 30 سنة”. ثم أردف قائلا “ان الكفاح هو اساس الوجود البشري في التاريخ، ولا حياة للضعفاء، ولا للجبناء، ولا للمتخاذلين في كل عصر، ولذلك علينا أن نعمل بطريقة علمية وعقلانية لمواجهة اعدائنا كأمة واحدة، وإنني باسم ثوار سورية أدعوكم لتلبية دعوتنا التي وجهناها لكم منذ ثلاث سنوات لنبني جبهتنا القوية (جبهة المقاومة العربية) على أسس وركائز علمية وثورية واستراتيجية في الساحة العربية وفي الساحة الأوربية، وعندها ستكون إرادة الله معنا، وستساندنا وتحمينا، إن تنصروا الله ينصركم.”