ليست هي المرة الأولى بالتأكيد التي يقوم فيها شخص أو جهة ما بالسطو على جهود الآخرين وإبداعاتهم ومشاريعهم، فاللصوص يتناسلون بتناسل الحاجات واختلاف سبل الحصول عليها وفي لحظة كمون ما شبيهة بكمون القاتل القناص ينقضون على ابداعات غيرهم لإشباع نهمهم بالامتلاك المجاني للأشياء مهما كانت قيمتها وتعويض نقصهم الداخلي وملء فجواته التالفة من شدة الخواء والعدوانية، وفي حالتنا العربية تكثر هذه الحالات وحدث ولا حرج.
لكن المفاجأة الكبرى تكمن في سرقة مشروع ثقافي معروف للقاصي والداني ليس في قبرص وحسب بل وفي كل أوروبا وتتوفر نسخه ليس فقط بيد الأعضاء بل وفي الشاشة العنكبوتية ولدى مؤسسات ومنظمات عالمية معروفة. والسفارة الفلسطينية وغيرها من السفارات العربية بقبرص إضافة إلى تسجيل اسم المشروع في مكتب محاماة لحماية الملكية الفكرية .
فمشروع الملتقى الإبداعي العربي الأوروبي الأول عربيا وأوروبيا وله فعاليات مع منظمات عالمية في قبرص ومنشورة ليس على صفحات التواصل الاجتماعي وحسب بل وموثقة عبر فيديوهات بالصوت والصورة عدا عن تغطيات إعلامية في الصحف العربية والأوروبية. وكل ذلك لم يحمه من السطو علنا وبصفاقة قل مثيلها.
فقد طالعني صباح اليوم في غمرة استعادتي لفعالية باسم الملتقى ابتداع ثقافي جديد باسم المنتدى العربي الأوروبي الإبداعي وبرعاية مؤسسة آفاق ومكلله بخط عريض مفردة ادعموا وقد كتبت بخط عريض وحجم كبير في دلالة واضحة للمراد من المشروع.
وفي التقديم والتعريف بالمنتدى تلخيص لفكرة مشروعنا الخاص بتعدد اتجاهاته واهتماماته وماهيته فأصحاب هذه السرقة لم يكلفوا أنفسهم عناء الإتيان باسم جديد للمشروع يبعده عن الشبهات بل وسرقوا فكرته أيضا وهذه الفعلة المشينة ليست إفلاسا ثقافيا وسياسيا وحسب بل هي أقصى درجات الإفلاس الأخلاقي والتعبير عن الدناءة الشخصية أيضا.
ومن قراءة لأسماء الأفراد الداعمين للمشروع لا تجد اسما ثقافيا واحدا معروف محليا وليس عربيا أو عالميا مما يعني وجود جهة خلف هؤلاء هي من ترشدهم وتوجههم وإذا كان في مجلس أمناء مؤسسة آفاق الدكتور غسان سلامة والياس خوري وغيرهم من الأسماء المعروفة من يتبنى هذا المشروع، ويدعمه فعليهم أن يدققوا ويحتسبوا قبل الشروع في دعم مشروع تمت سرقته في وضح النهار وإذا كانت المدعوة ريم مسمار من قدمت هذه المبادرة فعليها أن تبحث لمسمارها عن مكان آخر لا علاقة له بالمثقف والثقافة .فالثقافي حارس مبادئ بالدرجة الأولى ومصداقيته هي المحك في علاقته مع كل القضايا.
وحقيقة لا أعلم من ورط هؤلاء بهذه السرقة ومن هو فعليا الذي دعاهم إلى ارتكاب هذه الفعلة التي تربأ النفس عن وصفها، ولن يكون فضحهم وتعريتهم كافيا لي بل وسأتابع القضية قانونيا في قبرص ولبنان وأوروبا لتسمية الأشياء بأسمائها الحقيقية ووضع النقاط فوق الحروف.