تعرضت مواقع “قوات سوريا الديموقراطية” في قرية زور مغار غربي عين العرب “كوباني” لقصف مدفعي، وغارات من الطيران المروحي التركي، بالتزامن مع تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع التركية. وردت “قسد” بقصف القاعدة التركية العسكرية في قرية كلجبرين بالقذائف، قبل أن تندلع اشتباكات على خطوط التماس بين قوات الجيش الحر و”قسد” على خطوط التماس بالقرب من مارع، بحسب مراسل “المدن” عدنان الحسين.
وسبق الاشتباكات وصول تعزيزات عسكرية تركية توزعت على المخافر الحدودية التركية المقابلة لمدن عين العرب وتل أبيض ورأس العين، وسط إجراءات امنية وعسكرية مشددة.
وتمركزت التعزيزات في مدينة جيلان بينار الملاصقة تماماً لمدينة رأس العين، فأغلقت مداخل المدينة ومخارجها، وهي مؤلفة من دبابات وعربات مدرعة وناقلات جند إضافة لفرق مدفعية وقوات خاصة. وكذلك توجهت التعزيزات إلى المركز الحدودي في بلدة أكجا قلعة التركية الملاصقة لمدينة تل أبيض السورية.
ووصلت قوات تابعة للجيش الحر، كانت تتلقى تدريباتها في معسكرات في مدينة أورفا التركية، ومعظم عناصرها من أبناء الرقة ودير الزور. وتستعد قوات تابعة لتشكيلات “الجيش الوطني” للمشاركة في المعركة المرتقبة، بعدما حشدت فصائل “أحرار الشرقية” و”جيش الإسلام” و”الفرقة 2″ و”اللواء 115″ و”فيلق الشام” و”الجبهة الشامية” و”فرقة السلطان مراد” بهدف التوجه لتل أبيض ورأس العين.
وباشرت القوات التركية إزالة الأسلاك الشائكة المقابلة لتل أبيض ورأس العين، وأطفأت كواشف الضوء الراصدة للحدود مع سوريا.
وأبلغت الجهات التركية أهالي القرى القريبة من الحدود بتوخي الحذر والتزام منازلهم ليلاً، واتخذت إجراءات أمنية مشددة على طول الحدود من رأس العين إلى مدينة عين العرب. في حين تشهد سماء المنطقة الحدودية تحليقاً مستمراً للطيران الحربي التركي والإستطلاع والدرونز.
وفي المقابل، نزح عشرات المدنيين من مدينتي تل أبيض ورأس العين، نتيجة الحركة المكثفة للجيش التركي، وانتشار الشائعات حول عمل عسكري خلال ساعات ضد “قسد”، خوفاً من استهداف الانفاق والدشم التي أعدتها “قسد” ضمن أحياء المدن.
وأجبرت “قسد” أهالي حي العبرة في رأس العين على مغادرة منازلهم لتتخذها كنقاط عسكرية نقلت إليها المزيد من التعزيزات. وغطت “قسد” بضعة شوارع في رأس العين بالشوادر، لحجب الرؤية عن تحركاتها ومواقع انفاقها ومتاريسها، تخوفاً من الطيران التركي.
العملية العسكرية التركية، إن بدأت، ستعمل على محاور متعددة، بمشاركة قوات محدودة من الجيش الحر، بهدف تشتيت “قسد”، في منطقة سهلية سيؤمن الطيران تغطيتها بشكل جيد. ومن المتوقع أن يكون المحور الأول من قرية زور مغار باتجاه بلدات الشيوخ وصولاً لجسر قره قوزاق. وستنطلق محاور أخرى من محيط مدينة تل أبيض التركية، بهدف الالتفاف على مدينة تل أبيض السورية. والمحور الأصعب هو المتعلق بمدينة رأس العين، مركز الثقل العسكري لـ”قسد” و”وحدات الحماية” الكردية.
ولدى الجيش التركي بنك أهداف لمخازن الأسلحة المستودعات والطرق الفرعية والرئيسية التي تستخدمها “قسد”، ما سيساهم بعرقلة التحرك بين محاور القتال التي تمتد على أكثر من 200 كيلومتر.
المصدر: المدن