استهدفت مجموعة تابعة لـ”المقاومة الشعبية”، حاجزاً عسكرياً لقوات النظام بعبوة ناسفة، بين مدينة الحارة وبلدة نمر غربي درعا، صباح الثلاثاء، ما أسفر عن مقتل ثلاثة عناصر، بحسب مراسل “المدن” سليمان الحوراني.
وحصلت “المدن” على التسجيل المصور الذي يبيّن لحظة استهداف الحاجز، بالقرب من مفرزة لـ”الأمن العسكري “، جنوب غربي مدينة الحارة.
مصادر “المدن” أكدت أن الحاجز لا يبعد سوى بضعة أمتار عن مقر اتخذته مليشيا “حزب الله” بعد سيطرة النظام على المنطقة في تموز/يوليو 2018. والمقر عبارة عن بناء مؤلف من غرفتين، كان مقراً سابقاً لـ”الجيش الشعبي” قبل الثورة. ويخضع الموقع حالياً لحراسة مشددة، ويتناوب عليها عناصر من الحزب، بمناوبات تتغير كل 6 ساعات.
ويُظهرُ الفيديو نقطة الحراسة، وقد رفع عليها علم النظام السوري، بهدف تمويه مقر “حزب الله”، وهي استراتيجية جديدة اعتمدتها إيران ومليشياتها في المنطقة الجنوبية، لضمان عدم استهدافها أو تحديد مواقعها. كما يحاول الجانب الروسي الحد من تواجد المليشيات الإيرانية بالقرب من الحدود مع الجولان المحتل، وسبق لروسيا أن أرسلت شرطتها العسكرية إلى تل الحارة لتعزيز تواجدها هناك، عقِّب زيارة لشخصيات بينهم قادة من المليشيات المدعومة من إيران إلى المنطقة في تشرين أول/أكتوبر 2018.
وكانت إيران قد ابتعدت عن تل الحارة، أهم أهدافها غربي درعا، امتثالاً للرغبة الروسية، غير أن مليشيا “حزب الله” بدأت تسعى للسيطرة وبشكل تدريجي على عدد من التلال القريبة، خاصة التل الأحمر جنوبي الحارة وتل المحص غربي بلدة نمر والذي لا يبعد أكثر من 3 كيلومترات عن تل الحارة الاستراتيجي.
وتعرض العديد من الحواجز والنقاط العسكرية في قرى وبلدات ناحتة وداعل ومحجة، خلال الايام الماضية، لهجمات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، من دون وقوع إصابات.
ناشطون اعتبروا أن الاستهداف هو رسالة روسية جديدة للمليشيات الإيرانية التي تحاول التوغل أكثر في المنطقة، وتعمل على تجنيد أبناء المنطقة ضمن صفوفها. ولم يستبعد الناشطون أن تكون “فصائل التسوية” المدعومة من روسيا هي من نفذ العملية بضوء أخضر، غير معلن، من روسيا لمواجهة خطر المليشيات الإيرانية وللوفاء بتعهداتها في حماية أمن إسرائيل والأردن.
معارضون رجحوا أن من يقف وراء هذه العمليات هي مجموعات من فصائل المعارضة سابقاً، رافضة لاتفاق “المصالحة” مع قوات النظام. وتمثل الهجمات رد فعل طبيعياً على تجاوزات النظام المتمثلة بالاعتقال وإفراغ المنطقة من الشبان عبر دعوة الآلاف للخدمة الإلزامية والاحتياطية. وترافق مع تلك الهجمات، كتابة شعارات على الجدران، في قرى وبلدات درعا، تنادي باستمرار الثورة، ورفض ما تم الإتفاق عليه مع النظام. ويتزامن بعضها مع دعوات عبر وسائل التواصل الإجتماعي من قبل “المقاومة الشعبية”، للالتحاق بصفوفها، ورفض الالتحاق بقوات النظام.
بين خلاف روسي-إيراني على المكاسب وبسط السيطرة والنفوذ على المنطقة، والذي قد يتطور إلى صراع طويل الأمد في الأيام المقبلة، وبين دعوات أبناء المنطقة للاستمرار في الثورة حتى تحقيق أهدافها، يبقى الثابت الوحيد هو حالة الفوضى وعدم الاستقرار التي تعيشها درعا، والتي تؤثر سلباً على حياة الأهالي، وتنذر بمزيد من الهجمات وعمليات القتل والاغتيال.
المصدر: المدن