رائد جبر
سعت موسكو وأنقرة إلى تجاوز الخلافات حول آليات التحرك في إدلب، قبل حلول موعد القمة الروسية – التركية – الإيرانية، المقررة الخميس في سوتشي، في وقت أكد مسؤول روسي حرص بلاده على «أمن إسرائيل» في سوريا.
وأجرى وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أمس، محادثات مع نظيره التركي خلوصي أكار تركزت على هذا الملف، وأسفرت عن اتفاق على «ضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة لتوفير الأمن في المنطقة منزوعة السلاح» في إدلب، وتزامن التحرك مع إعلان الكرملين أن القمة الثلاثية تهدف إلى وضع تصور مشترك لـ«تسوية دائمة للوضع في سوريا».
وبدا أن زيارة شويغو المفاجئة هدفت إلى تبديد الأجواء التي أثارتها تصريحات صدرت عن الجانبين أخيراً، ودلت على تباعد المواقف حول آليات التعامل مع توسيع «جبهة النصرة» مساحة سيطرتها في إدلب. وفي مقابل تلويح موسكو بعمل عسكري «فعال ومنظم» لتقويض ما وصفته بـ«محميات إرهابية»، شددت أنقرة على أن «التحركات الاستفزازية للمتشددين لا يمكن أن تشكل ذريعة لشن عملية عسكرية».
ولم توضح موسكو تفاصيل ما دار في اللقاء بين الوزيرين، وكيف تمت معالجة التباين في المواقف، لكن وزارة الدفاع الروسية أفادت بأن الوزيرين أصدرا بياناً مشتركاً أكدا فيه «ضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة لتوفير الأمن في منطقة منزوعة السلاح بمحافظة إدلب السورية». وشدد الطرفان على أنه «رغم الاستفزازات، تم التشديد على أهمية مواصلة التعاون بين الاستخبارات والقوات المسلحة التابعة للبلدين من أجل إحلال السلام والحفاظ على الاستقرار في إدلب».
وأعرب شويغو، وفقاً للوزارة، عن أمله بـ«تنسيق إجراءات مشتركة مع تركيا على الساحة السورية». وأوضح في مستهل المباحثات أنه يأمل في توصل الجانبين إلى اتفاق على تنسيق الخطوات المطلوبة قبيل لقاء الرؤساء.
وأشار شويغو إلى أن وفوداً على مستوى الخبراء من البلدين «قامت في الفترة من 31 يناير (كانون الثاني) إلى 2 فبراير (شباط) بعمل كبير من أجل تنسيق القضايا الأكثر أهمية بالنسبة إلى التسوية السورية، والمتعلقة بإرساء الاستقرار في منطقة إدلب لخفض التصعيد، وكذلك كل ما يخص منطقة شرق الفرات»، مضيفاً أن الحوارات الروسية التركية تهدف إلى «إنجاز تنسيق المواقف حول كل القضايا الأساسية». تزامن ذلك، مع تأكيد الكرملين في أول إعلان رسمي عن جدول أعمال القمة المرتقبة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سيبحث مع نظيريه الإيراني حسن روحاني والتركي رجب طيب إردوغان «الخطوات المشتركة لتحقيق تسوية مستدامة للوضع في سوريا». وزاد البيان أن موسكو تعول على القيام بجهد مشترك كبير في اللقاء الرابع لرؤساء البلدان الضامنة لعملية آستانة، مشيراً إلى أن بوتين ينوي إجراء محادثات منفصلة مع كل من روحاني وإردوغان قبل انطلاق أعمال القمة الثلاثية. إلى ذلك، حمل نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، بقوة، على الولايات المتحدة، واتهمها بأنها «لا تكف عن محاولاتها الرامية لإفشال العمل على تشكيل اللجنة الدستورية السورية». وقال ريابكوف للصحافيين إن بلاده «على ثقة بالجهود المشتركة للدول الضامنة لتأمين الوصول إلى هذا الهدف (تشكيل اللجنة الدستورية)، لكن للأسف نحن نلحظ محاولات لا تتوقف من قبل شركائنا الأميركيين وغيرهم من الأطراف المشاركة في المجموعة المصغرة لإفشال هذا العمل».
وشدد الدبلوماسي الروسي على أن موسكو «تصر على ضرورة أن تنفذ الولايات المتحدة ما وعدت به، وبالتحديد الانسحاب الكامل من سوريا، وإنهاء وجودها العسكري هناك».
وتطرق ريابكوف إلى ملف الضربات الإسرائيلية على سوريا، وهو الملف الذي أكدت طهران أنه سيكون حاضراً على طاولة البحث في القمة الثلاثية، وجدد تأكيد «حرص روسيا على ضمان أمن إسرائيل»، لكنه أشار إلى أن «الضربات الإسرائيلية الموجهة إلى سوريا غير قانونية ولا يمكن تبريرها».
وأوضح نائب الوزير أن «أمن إسرائيل يحظى لدينا بأولوية وأهمية قصوى. وبقولي هذا أنا لا أتحدث عن الضربات الإسرائيلية غير القانونية على الأراضي السورية، بما في ذلك على الأهداف التي ترتبط بإيران بشكل أو بآخر، ولا عن أن هذه الضربات يمكن أن تكون قانونية أو مبررة».
وزاد أن موسكو «وهي تدين هذه الضربات لا تتخلى عن الالتزام بأمن إسرائيل».
المصدر: الشرق الأوسط