استأنف طيران النظام الحربي الغارات الجوية على مناطق في بادية السويداء الشرقية، ليل الأربعاء، بعد 3 شهور من إعلان النظام القضاء على تنظيم “الدولة الإسلامية” فيها.
واستهدفت الغارات خربة الحصن الأثرية شرقي قرية طربا، التي تقع على الطريق بين الكراع والدياثة، وكان للتنظيم مقرات فيها. وتصاعدت ألسنة اللهب بشكل كثيف من المنطقة بعد الغارات، من دون معرفة حجم الخسائر.
وتزايد نشاط التنظيم مؤخراً في الكراع والدياثة ومغارة سطح نملة، وهي مناطق وعرة متاخمة لريف السويداء الشرقي، وباتت تعتبر تحت سيطرته من جديد. ويعود ذلك، لعدم تواجد قوات النظام فيها، فضلاً عن تواجد مجموعات داعشية في الجرف الصخري الشرقي من تلول الصفا.
مدير “شبكة السويداء 24” نور رضوان، قال لـ”المدن”، إن أكثر من 200 داعشي، غالبيتهم سوريون من مخيم اليرموك وبعضهم من بدو المنطقة، فضلاً عن عراقيين وأجانب، لا زالوا متحصنين في بعض المناطق الوعرة من بادية السويداء، مستغلين التضاريس المعقدة للتواري فيها، ومقسمين إلى مجموعات صغيرة لا يتجاوز عدد الواحدة منها 15 عنصراً. وأضاف أن الدواعش يتمركزون في المنطقة على شكل خلايا نائمة، تظهر ليلاً فقط. ويقتصر نشاط الدواعش في الوقت الراهن على زرع العبوات الناسفة على الطرق الواصلة بين نقاط انتشار قوات النظام، وتنفيذ محاولات تسلل بين الحين والأخر على مواقع الأخير.
وبادية السويداء الشرقية، شبه خالية من السكان، ما عدا بعض البدو الرحل، ما يسهل حركة التنظيم. وتفيد معلومات “المدن” بوصول أعداد محدودة من الدواعش إلى الكراع، عبر بادية حمص، بعد تضييق الخناق عليهم في ديرالزور، وذلك عن طريق مهربين من البادية يؤمنون لخلايا التنظيم الغذاء والذخيرة.
مصدر من فصائل السويداء المحلية في الريف الشرقي، أكد لـ”المدن”، أن نقاط رصدهم تلاحظ يومياً تحركات ليلية للدواعش على دراجات نارية، وتستهدفها بالرشاشات الثقيلة والمتوسطة. وأكد تجاهل قوات النظام لذلك، رغم إبلاغ الفصائل المحلية لها بالأمر منذ ثلاثة أسابيع.
الطيران الحربي استهدف منطقة الحصن، الأربعاء، بعد 8 ساعات من إبلاغ الفصائل المحلية لمطار خلخلة عن رصد أضواء مشبوهة. الفصائل المحلية في جميع القرى الشرقية كانت قد تزودت بمعدات متطورة تسهل عملية المراقبة ليلاً.
وخطر التنظيم يقتصر على العمليات الانغماسية أو الانتحارية وزراعة العبوات، أما عمليات التهريب من الريف الشرقي إلى البادية ضئيلة جداً نتيجة عدم التساهل مع أي شخص يشتبه بتعامله بالتهريب لصالح داعش.
المصدر: المدن