أكرم عطوة
أنا أرى أن كلّ الفصائل (الفلسطينية) بلا استثناء.. قد أصبحت شيئاً من الماضي، والتاريخ هو الذي سيحكم عليها من خلال أفعالها وأقوالها..
وأنا أرى أن كل الفصائل الفلسطينية بما فيها منظمة التحرير الفلسطينية.. قد أصبحت الآن عبئاً ثقيلا على الشعب وعلى القضية.
لذا أناشد الشباب في هذه الفصائل أن يعرفوا أن المطلوب هو بداية جديدة وبرؤية جديدة وبخطاب جديد.. والفصائل الحالية عاجزة تماما عن القيام بهذا التجديد.
والمطلوب:
– حل السلطتين في الضفة وفي القطاع.
– اعتبار كل فلسطين هي أرض واحدة موحّدة تحت الاحتلال الصهيوني.. وعلى الاحتلال أن يتحمل تبعات احتلاله بدءً بالحفاظ على أمنه في هذه المناطق وحتى تأمين الحاجات المعيشية للمحتلين.
– إنهاء كلّ ما يتعلق من قريب أو من بعيد بالبرنامج المرحلي أو بحل الدولتين أو باتفاق أوسلو الذي قسّم الأرض الفلسطينية إلى قسمين، الأول (إسرائيل) وتحتل القسم الأكبر من الأرض الفلسطينية.. والثاني فلسطين التي خصّصوا لها جزءً صغيرا جدا من أرض فلسطين التاريخية.
وأيضا قسّم الشعب الفلسطيني إلى ثلاثة أجزاء.. شعب الضفة والقطاع، وهو ما يُعتبر الآن شعب فلسطين فقط.. وشعب الشتات والمهجر، وهذا له برنامج آخر ومعاملة أخرى (توطين مع تعويض أو بدون).. وأخيراً شعب عرب 48 وهم مواطنون (إسرائيليون) أي أقلية من العرب بين أكثرية من المستوطنين اليهود ..
كلّ هذا تمّ الموافقة من فصائل المقاومة.. ومن أجل تلبية شهوة السلطة
أخيراً.. أنا لا أرى أيّ حل ممكن لهذا الصراع.. سوى في حل الدولة الواحدة مع عودة من يرغب من اللاجئين الفلسطينيين إلى دياره الأصلية.
لقد أثبتت عملية الشهيد عمر أبو ليلى، وعمليات رفاقه الأبطال الذين سبقوه أنّ المقاومة والسلطة لا يجتمعان، وأنّ النضال والكفاح المسلح لا يحتاج إلى صواريخ ولا إلى أسلحة حديثة ولا إلى دعم من إيران ولا دعم من أي نظام.. وإنما فقط يحتاج إلى من يؤمن بأن المقاومة هي عمل شبه يومي ضمن تنظيم غاية في السرية (قيادة وتنظيما) مهمته زعزعة أمن الكيان الصهيوني.. وجعل الحياة فيه جحيما لا يطاق.. عندها سيعرف المستوطنين اليهود أنّ لا أمان لهم في فلسطين إلا بالسماح بعودة اللاجئين الذين يرغبون بالعودة إلى ديارهم الأصلية.. وأن يقبلوا بالعيش المشترك مع عرب فلسطين على هذه الأرض بأمان وبسلام.. بدون صهيونية وبدون رجعية، بدون كراهية وبدون أحقاد الماضي، وبدون تطرف ديني أو طائفي أو قومي.
أخيرا نسأل.. وننتظر الإجابة من أنصار الدولة المستقلة.. ماذا استفاد الفلسطينيون من الدولة الفلسطينية (المستقلة) …؟؟ – لم تحل هذه الدولة مشكلة اللاجئين
– فيها من القمع والتسلط الذي تمارسه الفصائل الحاكمة.. ما يشبه تماماً القمع والتسلط الذي يعاني منه الفلسطينيون في الدول العربية..) (شاهدوا ما يحصل الآن من قمع وتسلط في الضفة وفي القطاع) – إضافة إلى أن الصراعات على السلطة في الضفة والقطاع غيرت النفوس وفرقت الصفوف.