أحمد مظهر سعدو
تُواصل أدوات الموت والقصف الجوي، من قبل النظام السوري ومن معه من روس وميليشيات إيرانية طائفية، ممارسة القتل فصولًا مستمرة ومتتابعة، وتباشر في إرسال هدايا العيد / عيد الفطر (المفترض أنه سعيد)، لتحصد مزيدًا من الأرواح، لأبرياء سوريين مدنيين، ظنوا واهمين أن ما يسمى بالمجتمع الدولي، وما يسمى (أصدقاء سورية)، سيمنعون الكارثة، أو يوقفونها (على الأقل) في رمضان أو على أبواب العيد، لكن ذلك كان عبثًا، وبعيدًا عن الواقعية العنفية القهرية والأحقاد المستشرية، التي تأبى إلا أن تمارس حرب الإبادة، ضد ما يزيد عن 4 ملايين من السوريين، سواء من أهل ادلب، أو سكانها المهجرين قسريًا إليها، بفعل نتائج أستانا ومسارها/ سيء الصيت، حيث تم تجميع المناهضين والمعارضين للاستبداد والاجرام الأسدي وحواضنهم الشعبية، في بقعة جغرافية ضيقة في الشمال السوري، خارج سيطرة النظام ، ليلاقوا الموت قتلاً أو حرقًا بالفوسفور، والبراميل/ الاختراع الأسدي لقتل السوريين.
(رائد الصالح) المدير العام للدفاع المدني في المناطق الخارجة عن هيمنة النظام السوري، يقول ” أكبر كارثة إنسانية تحدث الآن في إدلب، حيث تم تدمير22 منشأة طبية، واستهدافها بشكل مباشر وكذلك6 مراكز للدفاع المدني و1000 شهيد نصفهم أطفال، خلال الحملة العسكرية الهستيرية على ريف إدلب وريف حماة من قبل النظام وحلفاؤه”. كما وثق المرصد السوري منذ 30 نيسان/أبريل مقتل 948 شخصاً من مدنيين ومقاتلين. وبين القتلى 288 مدنياً ضمنهم 67 طفلاً قتلوا في الغارات الجوية السورية والروسية فضلاً عن القصف البري لمناطق سيطرة الفصائل في جنوب إدلب والمناطق المجاورة.
كما وثق «المرصد» أيضاً مقتل 369 مقاتلاً ومعارضاً على الأقل، (حسبما يقول) بينهم 204 من هيئة تحرير الشام، ومجموعات معارضة أخرى، جراء القصف الجوي والاشتباكات.
وبلغ عدد المنشآت الطبية المستهدفة في الحملة العسكرية الجارية لقوات النظام وحليفه الروسي على محافظة إدلب وريف حماة الشمالي 26 منشأة منذ 26/ نيسان/ابريل وحتى 31 أيار/مايو.
وقد أطلقت المنظمات السورية والدفاع المدني حول نتائج الحملة الأخيرة على محافظة إدلب وريف حماه إحصاءات جديدة تشير إلى أن عدد الضحايا 600 كما تم استهداف 5 أسواق شعبية، وتدمير 22 منشأة طبية بالكامل، ثم إغلاق 55 مؤسسة طبية، كما تم استخدام الكلور في (الكبينة) وهو محرم دوليًا. وتؤكد الاحصاءات وفاة 80 طفل، واستهداف 50 مدرسة، وخروج 45000 طفل عن التعليم من النازحين، وأصبح عدد النازحين الموثقين 307 ألف وأكثر من 50 ألف عائلة، يضاف إلى ذلك أنه تم تدمير 26 مسجدًا، وتدمير 9 أفران، وقام النظام السوري وطائراته بحرق المحاصيل الزراعية بالفوسفور، لمنع المزارعين السوريين من الاستفادة من محاصيلهم.
هذا الفجور الممارس على شعبنا السوري، يقابله صمت القبور، من العالمين العربي ، والغربي، ناهيك عن الشرقي، ومازال الشعب السوري متروكًا لمصيره، حتى عجزت القمم الأخيرة للعرب والمسلمين، عن إيلاء أي بال لهذه المقتلة والمحرقة، بل حرب الإبادة الواقعة فوق رؤوس البلاد والعباد في سورية، والواقع أن ما تم ذكره هو غيض من فيض، حيث ترتفع هذه الاحصائيات، كل يوم وكل ساعة، مع استمرا ر هذه المجازر بحق السوريين، دون أن يرف أي جفن لكل النظم العربية، ضمن حالة من التخلي، والتجاهل من شعوب الأمة العربية، وكذلك الإسلامية، وكأنه لا يحصل شيء لشعب سوري، عربي ومسلم.
ولعل هذه الكارثة (إن استمر العدوان الإيراني الأسدي الروسي)، ستحيل الأمة كل الأمة، إلى ملاذات عجزها، وصمتها غير المبررين، بينما يلاقي السوريين حتفهم على يد الجلاد ومن معه من أصحاب مشاريع فارسية طائفية للمنطقة برمتها، ولا يبدو أنه سينجو منها أي أحد، فيما لو بقي العرب، على هذه الحالة من التخلي غير المفهوم.
ما يجري للشعب السوري، يشير إلى أن الربيع العربي، يُترك لمصائره، ويشارك الجميع في وأده، بالصمت حينًا، وبدعم النظام السوري، وإعادة تدويره أو تأهيله، ليكون مقبولًا على الساحة الدولية حينا آخر. فهل يضمن أحد من هذا النظام الرسمي العربي، عدم وصول المشروع الفارسي إلى حيزه، ورقابه، إن بقي هذا التجاهل والتخلي عن شعب سورية، في وقت ما يزال فيه المجرم طليقًا.
المصدر: المدار نت