محمد خليفة
فـي لـــيـــلــــةِ الــعــيـــدِ بــُتُّ اللـــيــــلَ مــنــكـســــــرا
طــــغـــتْ هـــمــــومـــي فــفــــاضَ الــحــزن وانـــهـــمــــرا
كـانَ الـدُجـى قــد سـجـى .. والـعـتـمـةُ احـتـلــكــت
أَرنـــــو فــــلــســتُ أرى نــــجـــــــــمــــاً ولا قــــــمــــــــرا
بــكـــيـــتُ ســـــــرًا بــــلا دمـــــعٍ أكــــفــــكــــفـــــه
غــــزا الأســـى قـــلــبــي الــمــفــــجــــوع فــانــفــــجــــــرا
أحــســســــتُ أنَّ حــريـــقـــاً شـــبَّ فــي حـــدقـــي
وامــــتـــــدَّ للــــقــــلــــب والأعـــــمـــــاق واســــتــــعــــــرا
إذا الــعـــيـــون بــكـــت والأدمـــــع انــــحـــدرت
فــالــخـــطـــب أهــــون مـــن قـــلـــب بـــكـــى مــــطــــــرا
أبـكـي عــلـى شـــعـــبــيَ الــمظــلـومِ يــسحـــقـــهُ
فـــــــرسٌ وروسٌ وتــرك نــــافــــســـــوا الــــتــَّــتــــــــــــَـرا
أبـكــي عــلــى وطـــنــي الـــغــالي تــدمــِّـــــرُهُ
أيــــدي الــــوحـــوش فـــلا تـــــبــقــــي بـــــه حـــــجـــــــرا
نـاجـــيــتُ ربي بـصــوتٍ هــامــسٍ جـــزعـــاً
إنْ كـــانَ يـــرضـــى بـــمــــا يـــجـــــري لــنـــا وجــــــرى
نـــاجـــيــتـــهُ بــخــشــــوعٍ : هــلْ كـــوارثـــُنـــُا
كــــانــــت قــــضـــاءً عـــلـــيـــنــا ؟ أم غــــــدت قـــــدَرا..؟
يــا ربِّ يـــا ربِّ قـــدْ حــــلَّ الـــبــــلاءُ بــنــا
وقــــــد صـــبــــرنــا إلــى أنْ صــــبـــــرُنَـا كــــــفَـــــــرا !
يـا مــنْ يـرى كــلَّ ســـرٍ فـــي ســرائــرنــا
ويــلـــمـــــح الـــجـــــنَّ مـــهـــمــــا غــــابَ واســــتـــتــــرا
ألا تـــرى يـا إلـهـــي كــــيـــفَ يــقــتـلـــُنــا
أراذلُ الــــنـــــاسِ أخـــــلاقــــــاَ وأنــــــتَ تـــــــــــرى..؟!
ألا تــرى مــوتَــنــا , أشـــــلاءَنا , دمـــَـنـَـــا
يــجــــري عـــلـى الأرضِ كــالأنـــــهـــارِ مـــعـــتــفــــرا ؟
يـا ربِّ عـــفـــوكَ إنْ زلَّ اللــســانُ هـــنــا
فـــلا يـــزالُ الـــهـــــدى فــي الـــصــــدرِ مـــــــزدهــــــرا
ولا يــــزال يــــقــيـــنـي راسـخــاً أبــداً
عـــلــى الـــمــــصـائــــبِ صــــبّـــــاراً ومــــقـــــتـــــــدرا
******
يا رب لا عـــيــــدَ لا أفـراح فـي بــلـــدي
وكــــيـــــفُ يـــــفــــرحُ مـــذبـــــوحٌ إذا نُــــــحـــــــرا ؟
يـا ربِّ أطــفــالـُــنــا ديــســـتْ بـــراءتُــهــم
صــاروا كــهـــولاً وعـــانـــوا الـــذعـــــر والــخـــطـــرا
لا عــيــدَ فـي ادلــب الخضراءِ .. بـل مـحـنٌ
كــبــرى : دمــــارٌ وقـــــتـــــلٌ يــــفــــقــــأ الــــنــــظـــرا
لا عـيـدَ فـي الـشـامِ لا أسـواقــُهــا ازدحــمــتْ
ولا الـــبـــضـــائـــعُ تــغـــري الـــنـــاسَ والــــبــــشــــرا
ولا مـــــــســـاجــــدُها صــلـَّــت كـعـادتــهــا
فــشــعـــبــنــا صـــــام أعــــوامـــا ومـــا فـــــطـــــــرا