مصير- أحمد مظهر سعدو
منذ ما يزيد عن 26 يومًا ونيف، انطلقت حملة (الأمعاء الخاوية) التي بدأها في باريس، السوري المعتصم والمضرب عن الطعام أمام مقار الأمم المتحدة السيد بريتا حاجي حسن، وهو اضراب مفتوح عن الطعام يخوضه بالإضافة للسيد بريتا الكثير من السوريين الأحرار، حيث تجاوز عددهم حتى الآن 47 شخصًا بعدما انضم إليهم أحرار سوريين من كل أنحاء العالم.
هي محاولة ثورية سورية جديدة تهدف إلى إيقاف حمام الدم والقتل ضد الشعب السوري في إدلب وريف حماة الشمالي، وريف حلب الغربي، حيث تجاوزت المقتلة المستمرة بحق السوريين الشهرين في إدلب، وهي تستمر فصولً عبر ثماني سنوات خلت. المضربون عن الطعام يحاولون أن يلفتوا أنظار العالم الغافل، أن هناك شعبًا سوريًا يُقتل يوميًا بشتى أنواع الأسلحة من قبل نظام فاجر، ودولة كبرى تسمى الاتحاد الروسي، مدعومة بشذاذ الآفاق الطائفيين، من إيران ومن لف لفها.
الباحث الدكتور زكريا ملاحفجي وعضو مكتب التنسيق العام في تجمع مصير قال: ” حالة الإضراب عن الطعام هي حالة تعبيرية كانت ومازالت، وهي من طرق الاحتجاج في السجون، وتمارس في الدول التي تحترم حقوق الإنسان، حيث السجان هو من يقدم الطعام ويدخل السجين حالة إضراب سواء لسوء التعامل معه أو لظروف أخرى. أما حالة خارج السجون فهي حالة تعبيرية توصل الاحتجاج والرفض، وبالطبع هي أقل من حالة السجن، لكنها النوع التعبيري عن إيصال الصوت والاحتجاج، فالمظلوم لابد أن يصرخ، ويلفت الانتباه، ويستخدم كل ما أمكن من وسائل التعبير، ولفت الانتباه لقضيته. وأعتقد أن ما قام به الزملاء، (وتتسع الدائرة) جاء بالوقت المناسب، وربما كانت هذه الحراكات مطلوبة أيضًا بحالة المخيمات المحاصرة بالغذاء والدواء. وبصراحة إن زادت وتوالت فهي ستلفت أنظار الإعلام والمنظمات الإنسانية، وربما بشكل أقل الدول، لكنها حالة تعبيرية في النهاية”.
أما عبد القادر بكار ممثل ومخرج مسرحي مقيم في أنقرة وناشط في الثورة السورية وأحد المشاركين في الإضراب عن الطعام قال ” لم يتأخر حراكنا بل مازال الحراك السلمي متواجدًا منذ بداية الثورة في آذار/ مارس ٢٠١١ حتى الساعة، وكانت هناك مظاهرات واعتصامات متوالية، وإنما اليوم فإن ما نفعله هو ابتكار أسلوب جديد للحراك السلمي لم يستخدمه السوريين سابقًا، بدأه السيد بريتا بجهود فردية منه، وأعلن إضرابه عن الطعام، ثم بدأ الثوار يلتفون من حوله وحول العالم”. وأضاف ” الحقيقة إن ما يحصل الآن وخصوصًا أن العدد يتجاوز الأربعين مشارك، إضافة إلى المئات من المناصرين، وإلى فريق العمل الضخم، الذي بدأ ينتظم ويتبلور ويتطور، مع وجود صمت إعلامي عربي ودولي مريب على هذه الحملة وعلى هذا النشاط الواضح والصريح أيضًا، ويبقى العتب على الاعلام الثوري، الذي لم يولِ هذه الحالة أهميتها، وإنما تعامل معها مثل الأخبار التي تتواتر من حين غلى آخر، ومع ذلك الحملة تزداد وتتطور يوميًا.
لقد بدأت تتبلور ملامح التنظيم والترتيب وتقسيم أنفسنا إلى فرق، ثم تجهيز فريق إعلامي، وتم توجيه بعض الكتب الرسمية إلى المسؤولين في دول العالم، ويتم التجهيز الآن في أكثر من مدينة وعاصمة في العالم للاعتصام أمام الأمم المتحدة، أو إحدى السفارات أو الدول صاحبة القرار “. وتابع بكار يقول ” الحقيقة والملفت للنظر أن هناك تجاوبًا كبيرًا ومهمًا في الداخل السوري تحديدًا رغم المعاناة التي يعانيها شعبنا في الداخل، إلا أن عددًا لا بأس فيه بدأ بإعلان إضرابه عن الطعام، ورغم القصف والدمار والقتل وحتى الجوع وقلة المواد الغذائية الموجودة في الداخل وغلاء الأسعار، إلا أنهم أصروا أن يضربوا عن الطعام، وهذا دليل على أن الحراك بدأ يؤتي أكله، ولابد أن يستجيب لنا العالم في مرحلة ما، ونحن ماضون ومستمرون حتى تحقيق المطالب. هذا الشعار أطلقناه جميعًا سواء المضربين عن الطعام، أو فريق الدعم اللوجستي أو حتى الفريق الإعلامي، وحتى المناصرين، نلقى التشجيع من الجميع مستمرون صامدون وعاشت سورية حرة.”
المحامي والناشط طارق حاج بكري المشارك بالإضراب عن الطعام من غازي عينتاب قال ” إن العمل السلمي والحراك التحرري الموجه إلى الخارج من أجل التحشيد، تحشيد الانسان والتوجه إلى المواطن العادي في تركيا وأوروبا، من أجل أن يتضامن مع الشعب السوري. لكنه تأخر كثيرًا، كان علينا منذ البداية أن نظهر ثورتنا في الخارج، أنها ثورة سلمية وطنية تحررية ضد كل أشكال الاحتلال الأسدي والروسي والإيراني والميليشيات الاجنبية التي جلبها نظام الأسد المجرم إلى سورية، كان علينا أن نظهر منذ البداية أن ثورتنا هي ثورة لبناء سورية ثورة لبناء الإنسان، ثورة للوصول بسورية إلى مصاف الحضارة، ثورة للعدالة، ثورة للتخلص من الظلم والإرهاب الأسدي، ومن العقلية الأمنية الإجرامية، التي تمتع بها هذا النظام المجرم، ورغم أن الحراك قد تأخر لكنه قد بدأ، لذلك يجب ان نبقى مستمرين فيه، ويجب أن يكون متسلسلاً متواترًا لا يتوقف حتى الوصول إلى تضامن كامل من الشعوب الأخرى مع الشعب السوري الذي يطالب بحريته”. ثم قال ” لذلك فأنا أتوقع إن استمرت الحملة على هذه الحال وقد أصبحنا الآن (المضربين عن الطعام) أكثر من ٤٠ شخصًا متواجدين في كل أنحاء العالم، أتوقع أن تؤتِ هذه الحركة ثمارها، وأتوقع أن تحدث تغييرًا في المزاج الشعبي، من الثورة السورية وإعادة النظر والتأكيد أن هذه الثورة هي ثورة شعبية حقيقية، وليست ثورة سلاح أو إرهاب، لذلك أتمنى أن نصل للنتائج المطلوبة، بإعادة النظر في كثير هنات الثورة السورية، وحماية أطفالنا الذين يموتون تحت القصف الإجرامي الأسدي، وإظهار روسيا المجرمة وإيران الطائفية بمظهرهم الحقيقي، بتعريتهم أمام المجتمع الدولي وإظهار مساهمتهم الكبيرة في قتل أبناء الشعب السوري، وأتمنى أن نصل في النهاية إلى تحرير سورية من كل أشكال الظلم والقهر والاستعباد”.