أحمد مظهر سعدو
في ظل استمرار العدوان الأسدي الروسي الإيراني على إدلب وريف حلب. وضمن حالة الاستهداف العدواني المباشر للمدنيين في إدلب وريف حلب الغربي والجنوبي، وهذا التخلي الدولي الواضح المعالم، واستمرار الروس في غيهم ودعمهم للمجرم بشار الأسد وكل من يلوذ به. في هذا السياق جاءت جولة المندوب الأميركي (جيمس جيفري) وجملة لقاءاته في المنطقة، لتطرح المزيد من التساؤلات حول إمكانية تحول السياسة الأميركية في الملف السوري من الجمود إلى المتحرك، خاصة بعد مقتل (قاسم سليماني)، وما أتى بعده وما يمكن أن يأتي، لتطرح الكثير من التساؤلات التي باتت ضرورية منها: مآلات الأوضاع في إدلب في أجواء القصف والتهجير الذي يمارس ضد أهالي ادلب وما حولها؟ وهل يمكن أن يتدخل الأميركيون فعليًا، ويمارسوا ضغطًا ما لوقف هذه المقتلة والمحرقة بحق الشعب السوري؟ وما حظوظ ذلك واقعيًا؟
حيث أكدت الكاتبة والباحثة السورية لمى قنوت بقولها ” للأسف لا أرى في الأفق القريب حلاً لوقف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في سورية بشكل عام وفي إدلب وريف حلب بشكل خاص، فسورية أصبحت ساحة صراع للعديد من الأطراف الدولية والإقليمية، حالها حال ليبيا والعراق واليمن، وكل طرف من تلك الأطراف يسعى إلى مد نفوذه السياسي والعسكري فيها، ومحاربة طرف أو أطراف أخرى على أرضها، وتوزين أوراقه التفاوضية لتحصيل مكاسب جيوسياسية سواء في سورية و/أو في حروب إقليمية ودولية أخرى، دون أن يأبه أي طرف بحجم الجرائم التي يرتكبونها، في ظل غياب المحاسبة، وعطالة مجلس الأمن بالفيتو الروسي والصيني، وعدم جدية الوصول إلى حل سياسي حقيقي يستطيع من خلاله السوريين/ات بناء دولة قانون ومواطنة ” ثم قالت قنوت” من الصعوبة بمكان التنبؤ بمجريات القادم من التطورات، وخاصة مع تشابك وتعقيد الصراعات والمصالح بين الدول التي غزت أرضنا وتقود بنفسها حرباً أو تدير حروباً بالوكالة مع قوى محلية مأجورة تخدم مصالحها لا مصالح السوريين/ات، كل ذلك متوجاً بنظام يصر على التدمير وارتكاب المزيد من الجرائم والانتهاكات ودول تسعى للتقرب منه ، بعد أن تم تعويمه، وحل سياسي تم اختزاله وحرفه بلجنة دستورية ولدت ميتة”.
كما أفاد الكاتب والمعارض السوري وليد البني بقوله لإشراق ” يمكن أن يمارس الأميركان بعض الضغوط عبر تقديم مغريات لتركيا لوقف التعاون مع الروس والايرانيين، وممكن أن يسهلوا بعض امدادات الأسلحة، لكن التدخل الفاعل لن يحدث بالتأكيد، بسبب سيطرة النصرة والفصائل الاسلامية العقائدية على تلك المناطق، عندما تقرر الولايات المتحدة التدخل الفاعل فإنها ستعمل على خلق قوى غير تلك الموجودة حاليًا، لكن إلى الآن لا يوجد ما يدل على ذلك”.
أما الكاتب الصحافي فراس ديبة فقد أكد لصحيفة إشراق ” أن النظام والروس مصممون على تطبيق اتفاق سوتشي ببنديه، فتح الطريقين الدوليين والقضاء على هيئة تحرير الشام، وليس بيد تركيا التنصل من الاتفاق، ولن تتوقف العمليات العسكرية لروسيا والنظام ما لم يتم لجمها عسكرياً وهو ما يتطلب إعادة النظر في الجيش الوطني ودوره وفاعليته وتجهيزه وتسليحه، لكن ضمن الظروف الراهنة الكفة ترجح لصالح النظام، رغم تحقيق الفصائل بعض الإنجازات الصغيرة: وأضاف ديبة” أميركا تملك القدرة على الضغط، وتملك كل أشكال أدوات الضغط، لكن ما يبدو حتى الآن أن أميركا غير مكترثة بملف إدلب، وليس لديها مصالح تدفعها للتدخل الجدي فيه، إلا إذا استطاع الجانب التركي خلط الأوراق مع الأميركيين بحيث يرتبط ملف إدلب بملف شرق الفرات، عدا ذلك لن تتدخل أميركا جدياً، وستكتفي كما في حالات سابقة مماثلة بتصريحات إعلامية لذر الرماد في العيون”.
بينما قال رديف مصطفى نائب رئيس رابطة المستقلين الكورد السوريين ” في ظل استمرار العدوان الوحشي الثلاثي الإيراني والروسي وعصابات النظام والميليشيا الإرهابية التابعة لها يبدو الموقف الدولي بشكل عام والغربي بشكل خاص مخيبًا للآمال ومخزيًا بالنظر إلى المجازر الوحشية بحق المدنيين في إدلب وريفها وريف حلب، ولهذا الوضع هناك صعب جدًا ومعقد وشائك ويعاني من خلل كبير في توازن القوى، ورغم هذا فخيار الناس هناك هو المقاومة كما يبدو، وبالتالي لن يكون من السهولة بمكان تحقيق الأحلام المريضة لنظام العصابة الأسدية في السيطرة على هذه المناطق وعلى الرغم مما أسلفته سابقًا عن دور الإدارة الأميركية والغرب، إلا أن إدارة ترامب تبدو مختلفة عن إدارة أوباما وبالتالي أنا أعتقد بأن الأميركيين لن يسمحوا لهذا العدوان الثلاثي بتحقيق أهدافه وسيمارسون ضغوطات كبيرة وبمساعدة الأتراك على الروس لوقف هذه الإبادة التي تعد أكبر عائق أمام الحل السياسي”. وتابع مصطفى يقول ” يعد هذا العدوان مقتلاً للعملية السياسية المرتقبة برمتها خصوصًا وأن القرار الأميركي بإنهاء النفوذ الإيراني في سورية باتت تتوضح معالمه الأساسية، كان الله في عون شعبنا في إدلب وريف حلب”
واكتفى الباحث الفلسطيني فتحي رشيد بالقول ” لن يمارسوا اي ضغط. مجرد كلمات لتبرئة ذمتهم من الجريمة الحاصلة.”
المصدر: اشراق