عبد التركي
احتُلت معرة النعمان وعين النظام على سراقب. دبيب النمل مازال مستمراً والتخبط ما يزال سيد الموقف فلا نسمع إلا جعجعة بدون طحن. كلام ومنتديات بلا طائل وعلى الأرض الخسائر مستمرة مرة أخرى لن نلجأ إلى الكلام عن نظرية الخيانة التي لا يقبل بها الكثيرون رغم أن الأمور تزداد وضوحاً والشمس لا تخفى بغربال فتسليم المناطق بدون مقاومة تذكر لايزال مستمراً وبمسرحيات أقل ما يقال عنها أنها هزلية ومكشوفة يذهب ضحيتها أبناؤنا الصادقون المغرر بهم ويدفع ثمنها المدنيون وخصوصاً أولئك الذين لا يعرفون عن أي رقم من أرقام النزوح يتحدثون فهم بالكاد يستقروا في منطقة لينزحوا إلى أخرى وتستغلهم مرة أخرى مافيا الحروب وتجارها ومصاصي الدماء وباعتها فقد أصبحت الأرض تحت أشجار الزيتون للإيجار من قبل أولئك في ظل كذب واضح من القائمين على الأمر هناك وعدم قدرتهم على تأمين أدنى متطلبات الحياة للفقراء والبسطاء الذين تقطعت بهم السبل ولا يعلمون ماذا يحدث حولهم وما الذي يجري؟ هل تستطيع الهيئة إعطاءنا إجابة؟ هل يستطيع الموقعون على الاتفاقات الإجابة مدنيون وعسكريون؟ روسيا الأمم المتحدة إيران هل يعطون اﻹجابة؟ النظام هل لديه إجابة؟ طبعاً الكل يملك إجابات ولكن تختلف من جهة إلى أخرى ولم يفسر أي أحد منهم صراحة الأمر لذلك نرى الناس تذهب ضحية هذا التعتيم وعدم الوضوح فلا يكاد يتوقف إطلاق النار إلا ويبدأ من جديد بعرض مسرحي آخر. الوحيد هو النظام أعلنها صراحة أنه سيسيطر على الطريقين M4وM5 وهناك تسريبات أنه ربما يصل الأمر إلى السيطرة على باب الهوى ليتم إغلاقه ولتعود أمور إدخال المساعدات إلى النظام حصراً في ظل تقليص عدد ممرات الدخول إلى اثنين وذلك بقرار من مجلس الأمن وليشتد الحصار على المنطقة المحاصرة أصلاً وسيتم (فتح مطار حلب بعد تحرير سراقب)؟! التي هي العمق الاستراتيجي للمطار ونقطة التقاء الطريقين M5وM4.
نحن هنا لا نثبط الهمم ولكن نوصف ونحلل الواقع الذي نراه وقد تكلم عن إعادة فتح المطار صراحة بعد تحرير سراقب كما قال (بشار الجعفري) في كلمته بجلسة مجلس الأمن اﻷخيرة حول سورية.
الواقع لا يبشر بخير حسب ما أوضحنا سابقاً على الرغم من وضع تركيا لنقطتين جديدتين غربي وجنوبي سراقب للمراقبة لأن المتتبع لهذه النقاط التي أصبح عددها 15 نقطة متجاوزاً العدد المتفق عليه وهو 12 نقطة يرى أنها لم تفعل شيئاً ولا نعلم ماذا تراقب كما أن ثلاثة منها قد أصبحت محاطة من النظام بالكامل مما يجعلنا نتساءل هل هذه النقاط الجديدة هي لتكملة العدد المتفق عليه لأن الثلاث المحاصرة لم تعد لها أي أهمية وكذلك عندما ستتحاصر الأخرى فالنظام لا يتعرض لها ولا يمسها ووجودها لا يقدم ولا يؤخر شيئاً ، اللهم إن كانت تركيا قد استطاعت منع الفصائل من استهداف النظام أي أنها أوفت بالتزاماتها تجاه الاتفاقات التي لم يلتزم بها الآخرون ولذلك نرى التصريحات التركية هنا وهناك رغم أنها لن تكون سوى كلام سيذهب كما ذهب قبله الكثير. أما بالنسبة للهيئة التي لم تقاتل بالشكل المطلوب ولايزال لديها ما تستطيع فعله وأول شيء هو السماح لباقي الفصائل بالمشاركة في المعارك دون شروط وقيود وتوحيد غرف العمليات تحت قيادة عسكرية واحدة وتغيير استراتيجية المقاومة في ظل عدم التوازن بالقوة من قتال جبهات وجيوش تقليدية إلى طريقة حرب العصابات الصغيرة التي ستربك العدو وقد أنهكت أكبر القوى العالمية كأميركا في فيتنام وروسيا في أفغانستان.
رب قائل يتحدث عن فتح جبهة حلب ودخول الهيئة إلى بعض أحيائها هنا نعيد الجميع بالذاكرة إلى ما كان يفعله النظام مع داعش في تدمر وفي مستودعات الرحيبة.
باتت كل هذه المسرحيات مكشوفة وكان حَريّاً بالهيئة أن تدافع عن المناطق التي خسرتها وتفتح جبهة الساحل إن كانت تريد مهاجمة النظام فهي أكثر إيلاماً له وللروس من جبهة حلب.
ندعوهم إلى إنهاء المسرحيات فقد أضحت اللعبة مكشوفة ودعونا نعمل جردة حساب فقد أصبحت عروضكم جميعها سخيفة مملة وسمجة كفى تلاعباً بعواطف وأرواح الناس فكل ما تقوموا به حتى الآن لا يسمن ولا يغني من جوع.