زياد المنجد
أربعة واربعون عاماً ونحن والفلسطينيون نحتفل بيوم الأرض، يوم انتفض شعبنا في فلسطين ضد الصهاينة لمصادرتهم أراضٍ فلسطينية.
الغضب الفلسطيني عمَّ معظم الأراضي الفلسطينية، وجرت مواجهات بين الصهاينة وأهلنا في فلسطين أدت الى استشهاد ستة فلسطينيين واعتقال مئاتٍ آخرين.
الثلاثون من آذار أصبح يوماً للأرض الفلسطينية، وكان لهذا الاسم أن يكون فلسطينياً عربياً منذ عام 1948 حين اغتصب الصهاينة كل أرض فلسطين، ولكن تسويفات الأنظمة العربية التي ادعت أنها نذرت نفسها لتحرير ما اغتصبه الصهاينة ذرعت الأمل لدينا أننا سنعيد الأرض إلينا، ولكن سلوك حكامنا أثبت أنهم أذرع للصهاينة في تحقيق أهدافهم ضد أمتنا العربية.
في السبعينات كنا نحرص على إحياء هذا اليوم ونقيم الاحتفالات تضامناً مع أشقائنا في فلسطين، ولكن تماهي الأنظمة العربية مع المشروع الصهيوني جعلهم يضيقون الخناق على كل الشرفاء من الأمة ومنعهم من الاحتفال بهذا اليوم بعد أن فرطوا بالحق الفلسطيني وعقدوا اتفاقيات الصلح مع الكيان الصهيوني الغاصب ،ومن لم يوقع اتفاقية صلح مدعياً المقاومة والممانعة أخذ على عاتقه حماية أمن الكيان الصهيوني على حدود التماس معه ،وتكفل بإنهاء الوجود الفلسطيني المقاوم على أراضيه وفي دول الطوق، إضافة الى محاربة كل حركات التحرر العربية و وممارسة القمع والتنكيل بالشعب حتى يبقى أسير لقمة عيشه ولا يفكر بأبعد من تأمين حاجاته اليومية الأساسية لينسى همه الوطني والقومي ،حتى أصبح باسم المقاومة والممانعة حارساً أمينًا لهذا الكيان الغاصب.
الصهاينة لم يكتفوا بأرض فلسطين بل ضموا الجولان المحتل الى كيانهم الغاصب عام 1981 وصمت نظام المقاومة والممانعة الذي حرم علينا حتى مناصرة أشقائنا الفلسطينيين صَمَتَ صَمْت أهل القبور مفرطاً بأرض عربية ادعى أنه وصل الى الحكم من أجل تحريرها.
في فلسطين احتل الصهاينة الأرض العربية وحرموا سكانها الحقيقيين منها، وفي سورية نظام يدعي العروبة ومقاومة الصهاينة طرد شعباً بأكمله من بلاده، وسلم الأرض لمحتلين روس وإيرانيين واحتلالات أخرى، وأصبح معظم السوريون كالفلسطينيين في الشتات يتوقون لرؤية أرضهم كالفلسطينيين.
حين نستذكر يوم الأرض، ندعو كل العرب وأعني الشعب العربي في أقطاره بعيداً عن الأنظمة العربية الى الوقوف بجانب أشقائنا الفلسطينيين، وأهلنا في الجولان المحتل، وشعبنا العربي السوري، فالأرض العربية واحدة والمحتل واحد وإن تعددت الأسماء، وندعو الى ان تكون ذكرى يوم الأرض في الثلاثين من أذار يوماً للأرض العربية، ففلسطين محتلة والجولان محتل وباقي الأرض السورية تحت احتلالات متنوعة.
ليكن يوم الأرض الفلسطيني يوماً للأرض العربية المحتلة في أي جزء من الوطن العربي، ولتتضافر جهودنا مع جهود أشقائنا الفلسطينيين من أجل تفعيل الحركة الشعبية المقاومة بعيداً عن الأنظمة الفاسدة التي فرطت بالحق العربي، ورهنت مقدرات الأمة لأعدائها مقابل سلطة وهمية لن تدوم.
تحية لشعبنا الفلسطيني في ذكرى يوم الأرض، تحية لشعبنا العربي السوري في الذكرى التاسعة لثورته ضد ظلم بائعي الوطن، تحية لكل عربي مازال يصدح صوته مطالباً بتحرير كل شبر من أرض العرب.