د- محمد حاج بكري
الوضع في سورية يزداد تأزما والوطن تتقاسمه قوى متعددة ولا تعرف الا مصالحها بالإضافة الى فصائل وألويه كثيرة وغير مؤهله ترسم استراتيجيتها من أجندات جهوية وتعليمات خارجيه وتكرس مصالحها فوق مصلحه الشعب والوطن.
الشخصيات الوطنية الموجودة على الساحة تعتمد على التكتيك والمناورة المحدودة والشكلية ومعظمها يعتمد في استمراريته على التوازنات وتحالفات تفتقر الى المصلحة العامة لكنها تساعد على استمراره كشخص بالإضافة الى ان هناك بعض الشخصيات الوطنية ذات المصداقية فضلت الابتعاد بسبب فساد الوضع العام والتبعية وهو سبب غير مقنع.
الشعب السوري بمجمله فقد الثقة بالسياسة والسياسيين ويغيب عنه مشروع وطني حقيقي يرسم له آفاق المستقبل وشكل الدولة القادم ودور الشعب الذي قدم كل ما لديه من اجل التغيير.
معظم المجتمع المدني الذي تشكل في زمن الثورة مفكك ولا رابط حقيقي يجمعه ومعظم رجالاته من غير الاختصاصيين ولا يعرفون دورهم الحقيقي انما وسيلة للانتفاع.
معظم رجالات الثورة والذين فرضوا بطريقة الاعلام والمؤتمرات غير قادرين على كسب ثقة الشعب ولا يستطيعون تحقيق اي هدف سوى التنظير والتخوين وجلد الذات والنقد للآخر ومعظمه زورا وبهتانا.
الثورة السورية مغدورة وتم الالتفاف عليها من قبل الجهل والتخلف وممثليه من عباد المناصب والقيادة ونعيش اليوم بالمطلق ضمن اقطاعيات مجزأة فهذا له معبر وهذا بئر نفط وهذا معاصر زيتون وخلافه بالإضافة الى اقطاعيات سياسية تمثل دول مختلفة لكل منها رجالاتها في مؤسسات الثورة.
ما هو الحل
هل تذهب بلدنا الى الجحيم هل تضيع منا وهل تذهب التضحيات هباء؟ اين قوى العقل والخير والمحبة للوطن اين طرق التواصل بين الوطنيين الصادقين لخلق تيار وطني حقيقي ونحن نعلم يقينًا اننا نمتلك النخب الحقيقية لكن نفتقر الى طريقة تجمع الجميع في خندق واحد ضمن ثوابت واهداف محددة ومنهجية عمل يكون الشعب السوري مصدر قوتها.
الكثيرون منذ بدء تاريخ الثورة وحتى اليوم سقطوا وخانوا وباعوا ذممهم والكثيرون طامحون الى مناصب في المستقبل ولكن الغالبية تدرك ان الاخطر قادم إذا تم الاستمرار بهذا النهج.
المرحلة التي نعيشها اليوم ليست مرحله استلام سلطة ومناصب وليست للنفوذ. يجب ان نعلم اننا امام مرحلة انقاذ وطن هو درة الاوطان من السقوط والضياع.