صفا عبد التركي
تتوالى الأيام ونحن في أصقاع العالم لاجئون هذا حال ثلاثة عشر مليون سوري هجروا ما بين نازح في الداخل ولاجئ في الخارج.
يمر يوم اللاجئين العالمي وهم على هذه الحالة دون أن يرف لهذا العالم أي جفن ويلزم النظام على إنهاء معاناتهم وإعادتهم بكامل كرامتهم وحقوقهم إلى ديارهم التي اقتلعوا منها بالقوة وتحت القصف والدمار تدمير وقصف لم يبق ولم يذر ولم يستثن بشر ولا شجر أو حجر لم يجد هؤلاء مكانا للبقاء ولسان حالهم يقول أين المفر وأين المستقر؟!
هذا فقد أباه هذه فقدت أمها ذاك فقد ابنه تلك فقدت ابنتها وبين هؤلاء من فقد عائلته كلها
لقد تعرض كل هؤلاء إلى خسائر مادية وأذى نفسي وهم يرددون شتان ما بين البيت والمخيم وبين منزل مستأجر في منطقة هم غرباء عنها روحاً وعقلاً.
يتعرضون للضغوط من هنا وهناك بسبب من المعيشة أو النظرة الدونية التي يمارسها عليهم أهل المكان وهو ما لاحظناه جلياً في لبنان وأماكن أخرى.
السوريون الذي لم يبنوا خيمة للاجئ في بلادهم يتعرضون للاضطهاد وسوء المعاملة في بلدان اللجوء وكذلك يتعرضون لتلاعب وابتزاز المنظمات في الداخل.
فهل تعامل العالم مع ملف اللاجئين السوريين بطريقة جيدة تحترم أبسط حقوقهم؟ أم أنه أخضعهم للتجاذبات السياسية حيث لايزال يتعامل مع النظام من أجل إيصال المساعدات لهم هذا في مناطق الداخل وهو الذي جعل مخيم الركبان محاصراً ويعاني سكانه الأمرين في تأمين احتياجاتهم أمام أنظار العالم الذي لم يندَ جبينه.
كذلك لم تشرف وكالة غوث اللاجئين اﻷونروا عليهم في دول الجوار وتركتهم لمصيرهم المحتوم حيث تعرضوا لكل الانتهاكات بحقهم وخاصة في لبنان.
مع العلم بأن اللاجئين السوريون يشكلون اليوم خمس عدد اللاجئين في العالم وتهجيرهم هو أكبر أزمة لجوء واجهت العالم بعد الحرب العالمية الثانية لم تحسن الأمم المتحدة إدارتها كما أن كل تشكيلات المعارضة بدءاً من الائتلاف انتهاء بأصغر فصيل أو تشكيل مدني لم يستطيعوا إدارة هذا الملف أو يقدموا لأصحابه اللاجئين شيئاً يذكر لا ندري هل هو نتيجة لقصور ذاتي يعانونه في إدارتهم للملفات أم بسبب من تبعيتهم وخضوعهم لأجندات تفرض عليهم هذا التقصير سؤال لابد لهم من الإجابة عليه إن لم يكن اليوم فغداً أو عندما يحين وقت المحاسبة لكل من أساء للاجئين.
في هذه الذكرى نجد الجميع صامتون متفرجون كأن هذا الملف لا يعنيهم لم نسمع لهم أي صوت فهم صم بكم عمي هذا هو حالهم واقعهم الذي هم فيه.
وحدها رابطة كرامة المواطن رفعت صوتها ولذلك لن نغمطها حقها فمن رفع الصوت عالياً مدوياً وأطلق حملة في هذا اليوم 20/6/2020 هي رابطة كرامة المواطن السوري التي أطلقت هاشتاغاً ضمن قدراتها وقدرات نشطائها المتاحة تحت مسمى نحن، سوريا أو بالإنكليزية ( Wearesyria ).
هذه الحملة التي عمت كل وسائل التواصل الاجتماعي وعلى كل المنصات مذكرة السوريون أولاً والعرب ثانياً والعالم ممثلاً بالأمم المتحدة والمنظمات الدولية والدول ثالثاً بمأساة اللاجئين السوريين.
ومطالباً العالم باتخاذ التدابير اللازمة التي من شأنها تطبيق الشعار الذي تعمل عليه رابطة كرامة المواطن ألا وهو العودة الحرة الآمنة والكريمة.
مذكرين العالم بأن عدد المهجرين السوريين يفوق أعداد كثير من الدول حول العالم عندما خاطبت الحملة العالم قائلة: (هل تعلمون أن هنالك مهجرين سوريين أكثر من التعداد السكاني لدول مثل بلجيكا، اليونان، النمسا والسويد. أو إيرلندا وليبيريا مجتمعة؟)
هؤلاء اللاجئون الذين فقدوا غالبية حقوقهم ويطالبون أبسطها ألا وهو حق العيش الكريم. لقد هجروا من ديارهم لأنهم ثاروا على الظلم وطالبوا بحقوقهم المشروعة التي تكلمت عنها وكفلتها كل الشرائع الدينية والوضعية فأين منظمات حقوق الإنسان من هذه الحقوق أم أن هذه المنظمات تتعامل مع الحقوق بانتقائية.
هذا اليوم هو للتذكير بمأساة اللاجئين كلهم وعلى رأسهم السوريين هؤلاء الذين لم يبق لهم سوى التعلق برحمة الله وقدرة رابطة كرامة المواطن على إيصال صوتهم إلى أبعد مكان تستطيع. لعل هذه الرابطة تكسر جدار الصمت الذي يلف العالم ومنظماته ودوله ويلف المعارضة السورية بكل تشكيلاتها.