آلاء العابد
سَأل مريضٌ خبيراً في عالم الفايروسات والأوبئة متى ستنتهي جائحة كورونا؟؟ فأجاب الخبير لست سياسياً أو رئيس دولة كي أجيبك على هذا السؤال.
مع بداية عام 2020 انتشر فايروس خطير بما يعرف ب فايروس كورونا كانت بداية انتشاره من مدينة ووهان الصينية حيث أعلنت الصين إصابة 614 شخصاً في هذا الفايروس وحذرت من انتشاره وانتقاله بين دول العالم. ثم شهد العالم خلال فترة قصيرة تطوراً كبيراً وسريعاً من حيث انتشار المرض وأعداد المصابين ومع ازدياد عدد الإصابات والوفَيَات في دول الاتحاد الأوربي وخاصةً إيطاليا واسبانيا أغلقت معظم دول العالم مطاراتها وفرضت مجموعة من القرارات الحازمة، منها فرض حظر تجول على السكان وإغلاق المدارس والجامعات والمقاهي وصالات الألعاب وإنهاء تام لمعظم مفاصل الحياة. وكانت المفاجأة الكبرى في بداية شهر يونيو / حزيران حيث شهد العالم عودة تدريجية لبعض مفاصل الحياة فبدأت الدول بالعودة تدريجياً إلى حياتها الطبيعية وكانت البداية من دول الاتحاد الأوربي أيضاً عندما صرحت بعودة الحياة الطبيعية وافتتاح المقاهي والمطارات مع التشديد على الاجراءات الاحترازية.
وبالرغم من تحذيرات منظمة الصحة العالمية بأن عودة الحياة لا تعني انتهاء الفايروس وبأنه أصبح أكثر تطوراً مع إمكانية انتقاله عبر الهواء، إلا أن الدول لم تعد تأبه بذلك مع أن عدد الإصابات ازداد عالمياً فشهدت أميركا في يوم واحد تسجيل أكثر من ثلاثة مليون إصابة ووفاة 936 شخص وسجلت البرازيل أيضاً إصابة مليون و720 شخص في يوم واحد أما عالمياً فتقدر أعداد الإصابات لأكثر من 12 مليون شخص ما يعني بأن الفايروس لم ينته بعد فكيف استطاعت الدول العودة إلى حياتها الطبيعية بالرغم من استمرار الفايروس.
أكد أطباء بأن الأعداد مرتفعة في الولايات المتحدة نظراً إلى الاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها البلاد فغالبية المظاهرات كانت بدون إجراءات احترازية، وبعد مرور أسبوعين لمعرفة الشخص ما إن كان مصاباً ازدادت الأرقام لتصل إلى ثلاثة مليون مصاب في اليوم الواحد، ما يؤكد بأن الفايروس ليس كذبة كما روج البعض على مواقع التواصل الاجتماعي خلال فترة الاحتجاجات الأميركية.
إلا أن بعض المحللين الاقتصاديين صرحوا بأن العودة للحياة الطبيعية أفضل بكثير من الخسائر الاقتصادية التي ترتبت جراء فرض الحظر الصحي والإغلاق الذي شهده العالم، وتوقع البنك الآسيوي للتنمية بأن الخسائر ستتراوح بين 5.8 تريليون و8.8 تريليون دولار لعام 2020 مما يعني خسائر كبيرة في اقتصاد الدول، ومع فرض حظر تجول في بلدان العالم وتوقف المصانع والمؤسسات الاقتصادية وشركات الطيران والسياحة في العالم مسببة تسريح ملايين الموظفين وتوقع البنك تسريح لأكثر من 20 مليون موظف في الولايات المتحدة الأميركية لوحدها.
أخيراً ألا يحق للشعوب أن تتساءل لماذا بدأت الدول تعود إلى حياتها الطبيعية مع أن الفايروس مازال باقيًا إلى الآن بل ويتمدد في بعض الدول؟؟ ألم تسجل بعض البلدان ارتفاعاً في عدد الإصابات بمجرد تخفيف القيود؟؟ ألا يعني ذلك بأن الاجراءات الجنونية التي اتخذتها بعض الدول كانت مضيعة للوقت وتخريباً للاقتصاد وتدميراً لحياة الشعوب ومصدر رزقها؟
هل كانت ضجة كورونا مشروعة فعلاً أم أنها كانت مجرد ضجة إعلامية فقط لأسباب سياسية سنعرفها لاحقاً. ولماذا يريد البعض من الدول المساومة على حياة مليارات البشر؟ ألم يتعرض العالم لفايروس حقيقي أصاب الملايين وقتل الآلاف وما زال يهدد البشرية؟؟
ألم يكن الاستنفار العالمي لمواجهة الفايروس ضروريًا عكس الذين قالوا بأنه مؤامرة؟؟
أليس من الصحيح بأن العودة إلى العمل انتصر عل الصحة وأن العالم بات يفضل الاقتصاد على سلامة الناس، وأخيراً هل يبقى الفايروس مجرد مؤامرة حتى يصاب بعض الأعزاءٌ علينا؟
المصدر: اشراق