التقى رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الدكتور نصر الحريري مع قيادة تجمع مصير وذلك يوم الأربعاء الموافق 23 /9 / 2020، عبر أحد تطبيقات الأون لاين، وذلك لمناقشة التطورات السياسية والتحديات التي تواجه القضيتين السورية والفلسطينية، والبحث في كيفية معالجة المشكلات الإنسانية والقانونية التي يعيشها اللاجئون الفلسطينيون السوريون في الداخل السوري ودول الجوار.
بدأ اللقاء بحديث الأستاذ أيمن أبو هاشم المنسق العام لتجمع مصير، عن أهمية الإصلاح السياسي الجدي في مؤسسات قوى الثورة والمعارضة، باعتباره المدخل الأساسي لأي إصلاح تنظيمي أو إداري، والعمل مع كافة القوى والشخصيات الوطنية، على خلق بدائل سياسية فاعلة تحقق تطلعات الشعب السوري، وتتجاوز محاولات فرض حلول سياسية وتفاوضية لن ينجم عنها سوى تبديد الوقت والجهود. ونوه أبو هاشم إلى الفجوة الكبيرة بين الشارع السوري ومؤسسات المعارضة، وهذا يتطلب إجراء إصلاحات بنيوية في تلك المؤسسات، بحيث تظهر نتائجها الملموسة في الواقع العملي. ثم تطرق المنسق العام للتجمع إلى تقصير مؤسسات الثورة والمعارضة تجاه الفلسطينيين السوريين، رغم الضريبة الكبيرة التي دفعوها جراء انحياز المخيمات الفلسطينية للثورة السورية وفي مقدمتها مخيم اليرموك، وضرورة التصدي لمعالجة المشكلات الإنسانية والقانونية التي تواجههم في الداخل السوري وفي دول الجوار من خلال آليات منظمة وتعاون مشترك.
بدوره تحدث الدكتور نصر الحريري رئيس الائتلاف عن أهمية هذا اللقاء، الذي يعكس العلاقة الأخوية بين شركاء الثورة والمصير، مؤكداً على التضحيات الكبيرة التي بذلها الفلسطينيون السوريون في مختلف محطات الثورة ومنذ يومها الأول، وعلى كافة المستويات، وبأن السوريين يعتبرون فلسطينيي سورية أخوةً لهم وهم جزء أصيل من الشعب السوري وثورته، وأشار الدكتور نصر إلى مساعيه الجدية وكافة أعضاء الائتلاف لحل المشكلات التي تواجه الفلسطينيين السوريين، من خلال التعاون والتنسيق مع تجمع مصير. ثم عرض خلال الاجتماع الخطوات التي يتم العمل عليها داخل الائتلاف لإصلاح واقعه الداخلي، والتواصل والتفاعل مع كافة القوى والهيئات والشخصيات التي تتواجد وتعمل في الساحة، لتنظيم وتوحيد الجهود بما يخدم تحقيق أهداف الثورة في الحرية والكرامة. مؤكداً على أن هذا اللقاء يصب في هذا الاتجاه، لاسيما أن طاقات وخبرات أهلنا الفلسطينيين السوريين عامل إيجابي يجب تأطيره وتعزيزه في سياقات قوى الثورة والمعارضة. واختتم الدكتور نصر حديثه بمواصلة برنامجه في تطوير عمل ودور الائتلاف الذي يرأسه، وحرصه على بناء مداميك الثقة والشراكة بين كافة الأحرار السوريين والفلسطينيين.
كما تحدث الأخ أحمد مظهر سعدو نائب المنسق العام للتجمع، حول أولوية توحيد قوى الثورة ومؤسسات المعارضة وفق بوصلة أهداف الثورة، وبما يجعلها قادرة على الوقوف إلى جانب شعبها المنكوب بكل مسؤولية واقتدار، فالواقع السوري حسب الأخ سعدو لم يعد يحتمل ترك القضية السورية عالقة بين مصالح وحسابات الدول، ولا بد من وقفة وطنية صادقة مع الذات لتجاوز كل عوامل ومسببات اليأس والإحباط، والقيام بخطوات ملموسة تخفف المعاناة عن شعبنا، وتستنهض قواه الحية لإسقاط نظام الاستبداد الأسدي، والحفاظ على وحدة سورية أرضاً وشعباً، وبناء دولة الحرية والعدالة والقانون والمواطنة التي قامت الثورة من أجل الوصول إليها.
وفي سياق تسليط الضوء على معاناة الفلسطينيين في الداخل السوري تحدث الأخ أحمد تينة عن معاناة أهالي مخيم درعا والظروف والصعوبات التي يعيشونها، كما تحدث الأخ ثائر أبو شرخ عن المعاناة والمشكلات الإنسانية والقانونية التي تواجه الفلسطينيين المهجرين من مخيم اليرموك والمخيمات الأخرى في الشمال السوري، وبدورها تحدثت السيدة سمر علوني عن ملف المعتقلين وضرورة تفعيله وطنياُ ودولياً وعن أهمية استعادة دور الشباب في الثورة السورية.
في ختام اللقاء تم الاتفاق على مواصلة التنسيق والعمل بين الدكتور نصر الحريري رئيس الائتلاف والأستاذ أيمن أبو هاشم المنسق العام لتجمع مصير بهدف معالجة المشكلات التي تم عرضها وفق آليات عملية محددة ومتفق عليها بالتعاون مع دائرة شؤون اللاجئين في الائتلاف.