جلال بكور
تجددت الاشتباكات، الليلة الماضية، بين “قسد” و”الجيش الوطني السوري” على محاور التماس في شمال البلاد، في حين جدّد الجيش التركي القصف المدفعي والصاروخي على مواقع لـ”قسد”، موقعاً خسائر بشرية ومادية في صفوفها.
وقال مصدر من “الجيش الوطني”، لـ”العربي الجديد”، إن اشتباكات اندلعت الليلة الماضية مع “قسد” في المحور الشمالي لناحية عين عيسى قرب الطريق الدولي حلب الحسكة، تزامنت مع قصف مدفعي من الجيش التركي على مواقع للمليشيات في محيط بلدة عين عيسى.
وأضافت المصادر أن القصف تزامن مع محاولة تحرك من قبل “قسد” في محور قرية عين دقنة بريف حلب الشمالي، حيث رصد الجيشان الوطني والتركي تحركها، فجرى استهدافها بالمدفعية والصواريخ، ما أدى إلى تدمير عربة مدرعة وراجمة صواريخ ومقتل طاقم كل منهما.
إلى ذلك، أصيب ستة عناصر من “قسد” جراء انفجار عبوة ناسفة بدورية للمليشيات في ناحية الكرامة شرق مدينة الرقة، من بينهم عنصر إعلامي ضمن المليشيات.
القصف تزامن مع محاولة تحرك من قبل “قسد” في محور قرية عين دقنة بريف حلب الشمالي، حيث رصد الجيش الوطني والتركي تحركها، فجرى استهدافها بالمدفعية والصواريخ
وقالت مصادر لـ”العربي الجديد” إن عبوة ناسفة انفجرت بسيارة ضمن الدورية كانت تقل ستة عناصر، ما أدى إلى إصابتهم بجروح خفيفة، فيما عمدت “قسد” إلى الانتشار الأمني في المنطقة من دون فائدة.
واليوم الثلاثاء، تكبّدت “قسد” مزيداً من الخسائر بهجوم جديد في محافظة الرقة.
وكانت مدينة الرقة قد شهدت، مساء أمس، انفجاراً أسفر عن جرح مدنيين اثنين نجم عن عبوة ناسفة زرعها مجهولون بالقرب من الحديقة البيضاء غربي مركز المدينة.
اعتقالات
إلى ذلك، شنت “قوات سورية الديمقراطية “، الثلاثاء، حملة اعتقالات في مدينة الرقة شمالي سورية، كما شنت حملة اعتقالات جديدة بهدف التجنيد الإجباري في ناحية مركدة بريف دير الزور.
وأكدت مصادر محلية لـ”العربي الجديد” مداهمة قوات الأمن التابعة لـ”قسد” مقر المجمع التربوي التابع لها في مدينة الشدادي بريف الحسكة، واعتقال بعض الموظفين بهدف سوقهم إلى التجنيد الإجباري في صفوفها.
وقالت المصادر إن عملية الاعتقال تزامنت مع شن قوات النظام السوري أيضاً حملة اعتقالات، بهدف التجنيد الإجباري في ناحية السبخة جنوب شرقي الرقة.
يُذكر أن “قسد” والنظام السوري يعمدان إلى سياسة التجنيد الإجباري من أجل تعويض الخسائر البشرية التي يتكبدانها خلال الحرب في مناطق متفرقة من البلاد، وتلقى تلك السياسة اعتراضاً من قبل الأهالي بالمظاهرات والفرار من مناطق سيطرة “قسد” والنظام.
وفي شأن منفصل، مددت “قوات سورية الديمقراطية” اليوم حظر التجول الجزئي في كافة المناطق الخاضعة لها في شمال وشرق سورية، في إطار استمرار الإجراءات لمواجهة فيروس كورونا، وذلك في ظل انخفاض معدل الإصابات المعلن عنها من قبل السلطات الطبية التابعة لها.
استهداف الجيش التركي في إدلب
إلى ذلك، تعرّضت القوات التركية، الليلة الماضية، إلى استهداف ثان خلال أقل من 24 ساعة من قبل مجهولين في إدلب، شمال غربي سورية.
وتحدث الناشط مصطفى المحمد، مع “العربي الجديد”، عن استهداف مجهولين رتلاً عسكرياً تركياً أثناء مروره على الطريق الواصل بين مدينة إدلب وبلدة حزانو، مشيراً إلى أنه الاستهداف الثاني خلال أقل من 24 ساعة، وتزامن مع خطوة تركيا الجديدة في نشر محارس ومخافر على الطريق الدولية مباشرة.
وأوضح الناشط أن الهجوم تم عبر إطلاق قذيفة “آر بي جي” أصابت إحدى العربات المدرعة في الرتل، لكنها لم تؤد إلى خسائر بشرية، وبعد توقف قليل، استأنف الرتل التركي مسيره نحو جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي.
وكان الجيش التركي قد بدأ أمس بنشر محارس ومخافر على الطريق الدولي حلب اللاذقية جنوب إدلب، وعززها بالدشم والسواتر الترابية بهدف وضع مراقبين وكاميرات مراقبة لضبط الأمن على الطريق، تمهيداً لإعادة تسيير الدوريات المشتركة مع روسيا قبيل تطبيق اتفاق فتح الطريق أمام الحركة.
وأكدت مصادر لـ”العربي الجديد” أنّ المحارس نشرت أمس في مناطق الزعينية والغسانية وجسر الشغور وجسر الكفير، في حين يعمل الجيش التركي على وضع بقية المحارس ابتداء من ناحية الترمبة في سراقب شرق إدلب، وصولاً إلى مناطق سيطرة النظام في ريف اللاذقية المتاخم لإدلب من ناحية الغرب.
كان الجيش التركي قد بدأ أمس بنشر محارس ومخافر على الطريق الدولي حلب اللاذقية جنوب إدلب، وعززها بالدشم والسواتر الترابية بهدف وضع مراقبين وكاميرات مراقبة لضبط الأمن على الطريق تمهيدا لإعادة تسيير الدوريات المشتركة مع روسيا
وأكدت المصادر أن الهدف من تلك التحركات التركية قطع الذرائع على روسيا وقوات النظام، التي تريد شن عملية عسكرية بهدف السيطرة على الطريق الدولي بحجة فشل تركيا في حمايته من هجمات المتطرفين.
مواجهات
إلى ذلك، تجددت المواجهات بين المعارضة السورية المسلحة وقوات النظام السوري على محور قرية الملاجة بريف إدلب الجنوبي الخاضع لاتفاق وقف إطلاق النار.
وقالت مصادر من “الجبهة الوطنية للتحرير”، لـ”العربي الجديد”، إن قوات النظام جددت خرق الاتفاق بقصف مناطق في المحور، حيث ردت المعارضة بالأسلحة المتوسطة والثقيلة، وقنصت عنصراً للنظام خلال المواجهات.
وقالت المصادر إن الاستهدافات المتبادلة بين الطرفين تزامنت أيضاً مع خرق جديد لقوات النظام للاتفاق بقصف قرى وبلدات جبل الزاوية، وتزامن ذلك أيضاً مع استمرار تحليق الطيران الحربي الروسي وطيران الاستطلاع فوق المنطقة.
وعلى صعيد متصل، عززت قوات النظام السوري، اليوم الثلاثاء، وجودها على المحاور الغربية من مدينة درعا جنوبي سورية، بالتزامن مع استمرار الهجمات ضد عناصر قواتها وارتفاع وتيرة الاغتيالات في المنطقة.
حصيلة قتلى النظام بريف حماة
إلى ذلك، بلغت 30 بين قتيل وجريح حصيلة الهجوم على قوات النظام السوري مساء الأحد الماضي، في حين استمر الطيران الحربي الروسي وطيران النظام السوري بعمليات التمشيط في محيط موقع الهجوم الذي استهدف سيارات لقوات النظام وناقلات نفط فيما نشر ناشطون على الإنترنت بيانا قالوا إنه لتبني تنظيم “داعش” الهجوم.
وذكرت مصادر مطلعة، لـ”العربي الجديد”، أن حصيلة القتلى جراء الهجوم، الذي وقع مساء الأحد الماضي على قوات النظام السوري، بلغت 18 قتيلاً و12 جريحاً على الأقل، بالإضافة إلى ثلاثة مفقودين من العناصر.
ووفق المصادر، فإن الرتل الذي تعرض للهجوم لم يكن يضم سيارات مبيت لعناصر قوات النظام كما زعم إعلام الأخير، إنما كانت عربات فيها عناصر لقوات النظام، مهمتهم مرافقة شاحنات النفط التي تعود لشركة القاطرجي، والتي تورد النفط من مناطق “قسد” إلى النظام.
ووقع الهجوم في منطقة على الطريق الواصل بين أثريا والسلمية في ريف حماة الشمالي الشرقي، وهو الهجوم الثاني على قوات النظام السوري في أقل من أسبوع.
وشهدت المنطقة، وفق المصادر، منذ وقوع الهجوم وحتى ساعة إعداد هذا التقرير، أكثر من مئة وخمسين غارة جوية شنها الطيران الروسي والطيران الحربي التابع للنظام في محيط منطقة الهجوم على أهداف غير واضحة في البادية.
ووفق المصادر، يبدو أن تكثيف تلك الغارات يأتي بهدف الإيحاء لحاضنة النظام في المنطقة بأن الأخير يقوم برد حازم، وذلك بعد ارتفاع وتيرة الامتعاض والاحتقان في حاضنة النظام نتيجة الخسائر البشرية الكبيرة.
ونقل ناشطون على الإنترنت صورة لبيان منسوب لتنظيم “داعش” يظهر إعلان الأخير وقوفه وراء الهجوم، مؤكدا أنه قتل سبعة وجرح آخرين من قوات النظام، وحرق مجموعة من شاحنات النفط التي تعود لشرطة القاطرجي.
يذكر أن قوات النظام السوري تعرضت، الأربعاء الماضي، لهجوم من قبل مجهولين على الطريق الواصل بين ريف دير الزور وحمص في البادية السورية. وأسفر الهجوم حينها عن مقتل قرابة 30 عنصراً من الفرقة الرابعة، حيث تعرضوا لكمين على الطريق الواصل بين دير الزور وحمص في البادية بناحية كباجب شمال منطقة السخنة الواصلة بين محافظتي حمص ودير الزور.
ورغم إنكار النظام أن القتلى عسكريون ومن الفرقة الرابعة، نشرت حسابات موالية للنظام على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً قالت إنها من الهجوم، مؤكدة مقتل 28 عنصراً على الأقل من الفرقة الرابعة، واصفة الهجوم بـ”الغادر”، ومؤكدة أنه كان على حافلات تقل عسكريين.
يذكر أن وتيرة الهجمات على قوات النظام السوري في البادية ارتفعت وخلفت وراءها خسائر بشرية فادحة، وأحدثت حالة من الهلع والحنق على النظام ضمن الحاضنة الشعبية الموالية له، وخاصة في مدينة حمص التي كانت معظم الخسائر البشرية من سكانها.
المصدر: العربي الجديد