د. أحمد حمّود
لا يكلّ الناصريون من تكرار استذكار قائدهم على مدار العام، سواء في عيد ميلاده أو ذكرى ثورة تموز/ يوليو أو ذكرى رحيله، فيفيض الحنين وتكثر البكائيات وتنتشر المقالات والنصوص والصور والمدَوّنات عن عبد الناصر والناصرية خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي. لكن معظم ما يُنشَر في هذه المناسبات لا يتجاوز سقف الرثاء والاستذكار والأمنيات دون أن يتخطاه الى استخلاصِ عِبَرٍ أو اقتراحِ حلولٍ تستفيد من تجربة عبد الناصر، خاصة في ظل ظروف المخاض العسير الذي تعيشه الأمة العربية وشعوبها.
صحيحٌ أن هذا الكمّ الكبير من النصوص يُذكّر بقول الشاعر “في الليلة الظلماء يُفتقدُ البدرُ”، لكنه أيضاً دليلٌ على أن أحداً، على مدى نصف قرن، لم يُقدّم إجابات مُقنِعة للناس ولقوى الأمة أكثر مِمّا قدّمته لهم الناصرية. وهذا لا يعني أنه لن يكون هناك أرقى من الناصرية، لكنه يعني أنه لم يُقدَّم بعد ما هو أفضل أو أنسب منها وأن كل ما طُرِحَ لم يكن بمستوى أن يلتفت الناس إليه أو أقلّه يتناسب مع آمالهم وتطلعاتهم. وهكذا لا يبقى إلا تَذَكُّر إنجازاتها ومواقفها وتَذَكُّر أنموذج القيادة الصادقة التي جسّدتها.
لذا، ارتأينا السعي عبر هذا النصّ لاستخلاص درسٍ مهمٍّ واحدٍ فقط من الماضي، لا يندرج في إطار التذكُّر والتذكير بقدر ما يستفز العقول كورقة حوار أو مادة للنقاش بين المهتمّين بقضايا الأمة ومصيرها، لعلنا بهذا نُسهم جميعاً في التحريض على النهوض والتقدم والتغيير.
وحيث أننا نعتقد أن “الجدلية أو الجدل” هو بُعدٌ منهجيٌّ جوهريٌّ في ما يُسمّى بالناصرية غُمِطَ حَقُّه واختفى تحت طبقة كثيفة من غبار نصف قرنٍ متخَمٍ بالتطورات والصراعات والتغيّرات الهائلة، فإننا آثرنا تناوله وحده من زاوية كونه ميزة أساسية تأسيسية تميّزت بها مسيرة الناصرية، وبعد موت عبد الناصر تحوّل إلى ما يمكن تسميته “فريضةً غائبة.” ونستدرك لنؤكّد أننا لسنا هنا بصدد تناول الناصرية بكل ما تعنيه وبكل أبعادها وتجاربها وانتصاراتها وهزائمها، وإنما بصدد بحث ودراسة “الجدلية” وكشف واستنباط خطّها البياني الناظم عبر مسيرة ثورة يوليو، لاستخلاص النتائج التي قد نصل اليها.
وتعريف الجدلية بأطرافها الثلاثة، الأطروحة والأطروحة المضادة والتوليفة، يجعلها كالمثلث بقممه الثلاثة، في حين انها بجوهرها عملية تفاعلٍ بين أطروحتين متناقضتين أو أقلّها مختلفتين، يَنْتُجُ عنه “بديلاً جدلياً” يكون عادةً أكثر “رقياً وتعقيداً.” هذا البديل يحمل في داخله، في تركيبته المعقدة، عناصر قليلة أو كثيرة من كلٍّ منهما… وكثيراً ما يرفض كلٌّ منهما الاعتراف “بأُبوَّته” الجزئية لهذا البديل أو بالمشاركة في إنتاجه.
إن إشغال أو اشتغال “الجدلية”، بقصد أو بدون قصد، أدّى إلى أن تُقدّم الناصرية أجوبةً ومواقفاً وحلولاً أقنعت واستقطبت الملايين من قوى وشعوب الأمة بشكل منقطع النظير. بعبارة أخرى، كانت الناصرية بديلاً جدلياً جاء تعبيراً عن مناخ مصري وعربي عام كان في حالة ثوران، تنشط فيه وتتناقض بل وتتصارع قوى وأحزاب التيارات الأربعة الرئيسة: الإسلامي والقومي والاشتراكي والليبرالي، بصرف النظر عن حجم كل تيار ومدى انتشاره وتعدد تفرعاته والأحزاب والتنظيمات المجسّدة لوجوده والأفكار والمواقف المعبّرة عنه والانشقاقات التي توالت فيه.
وقد نتجت ثورة يوليو كحصيلة جدلية عن تفاعل مركّب معقّد متداخل على ثلاثة مستويات متشابكة:
أولاً، ذاتياً، داخل قيادة الثورة وبين ضباطها الذين تخلّوا عن أحزابهم المختلفة وانخرطوا في تنظيم “الضباط الأحرار”.
ثانياً، موضوعياً، داخل إطار الظروف المحيطة بهذا التنظيم، وفيما بين تشكيلاتها وعناصرها وقواها وعلاقاتها المعقّدة.
ثالثاً، ذاتياً وموضوعياً، من ناحية، بين التنظيم، فردياً وجماعياً بوعي او بدون وعي، وبين ظروف محيطه من ناحية أخرى.
لا شك أن المُناخ العام كان تعبيراً عن حركة المجتمع ككل، وخاصة عن اتجاه ثوري أصيل فيه على مستوى القوى الشعبية وبعض النخب والمثقفين. لكن الأحزاب والتنظيمات لم تستطع ترجمة هذا المناخ في تشكيلاتها وتجسيده بحركات وطنية واسعة تعمل بشكل مشترك من أجل تغيير شامل لتحقيق آمال وتطلعات الشعب.
وقد كان التفاعل الجدلي يتم تلقائياً داخل القوى الشعبية بكل اتجاهاتها المتنوّعة، لكنه كان شبه مفقود داخل الأحزاب والتنظيمات وبين بعضها البعض، بحيث كانت وكأنها تفصل بينها جدران عازلة. وكانت قياداتها وكوادرها تعزّز الخلافات والاختلافات والانشقاقات وتتبادل العداء وحتى التكفير، رغم بعض التحالفات التكتيكية أو المرحلية التي كانت تقوم بين أطراف منتمية لتيارات مختلفة. وكان الوضع يزداد سوءاً وفساداً وإفساداً نتيجة تدخلات السلطة الحاكمة والمُستعمِر المُسيطِر والاستقواء بهما.
في هذا المناخ، نشأ عبد الناصر وتمرّس بالعمل السياسي وتطور وعيه وتنوعت خبراته وتجاربه وتبلور لديه مشروع التغيير عبر الجيش كمؤسسة قوية منظّمة. ومن هنا جاء تأسيس تنظيم الضباط الأحرار كتشكيل وطني تجمّع فيه ضباط من كل التيارات واعتمل فيه التفاعل الجدلي بينهم، من ناحية، وبينهم وبين محيطهم، من ناحية أخرى.
ومن خلال متابعة الخط الناظم في مساره، لم يكن التفاعل الجدلي ركناً أساسياً في عملية تحوّل الانقلاب الى ثورة فحسب، بل أيضاً في كل تشكيلات الثورة التنظيمية التي تغيّرت وتطورت من “هيئة التحرير” إلى “الإتحاد القومي” إلى “الإتحاد الاشتراكي” إلى “طليعة الاشتراكيين” إلى “منظمة الشباب الاشتراكي” إلى “الطليعة العربية.” ولا مجال هنا للتوسع في تناول هذه التشكيلات، لكن لا بد من ملاحظة تميّزها بأنها لم تكن أحزاباً سياسية إيديولوجية وإنما كانت دائماً تنظيمات شعبية عامة مفتوحة شارك في عضويتها، من القاعدة إلى أعلى المستويات، أعدادٌ كبيرة من كل الاتجاهات وخاصة من التيارات الأربعة التي سبق ذكرها. وكان التفاعل الجدلي يدور داخل هذه التنظيمات وبينها وبين بقية القوى الشعبية، ومن خلاله واستناداً الى نتائجه، كانت قيادة الثورة تستخلص وتجرّد وتستنبط وتطوّر عناصر البديل الجدلي، وتعمل على صياغتها فكرياً وبرمجتها خططاً وتجسيدها تنظيمياً، وبالتالي تنفيذ الحلول المستنبطة في مختلف المجالات.
ومن زاوية أخرى، كان التفاعل الجدلي بين التيارات متزاوجاً مع دورةِ تفاعلٍ جدليّ آخر بين الفكر والعمل، من النظر الى التطبيق وبالعكس. هذه الدورة كانت تُجسّد منهج “التجربة والخطأ” الذي غُمِطَ حَقُّه أيضاً وما زال ثمة من يُبخِّسه، رغم أنه منهجٌ علميٌّ يعتمد على اختبار الفرضيات على أرض الواقع، واكتشاف الأخطاء والسلبيات، واكتساب وتراكم الخبرات، وبالتالي تطوير الفكر والمعرفة، وإعادة إبداع الحلول لتطبيقها على الأرض. وكلّ ذلك في إطار الالتزام بالتجربة الثورية الواعية وبمنظومة القيم والأهداف العليا التي لا تجريب ولا اختبار فيها، مثل الانحياز: للحرية والاستقلال والسيادة والتحرر من الاستعمار والاحتلال الأجنبي، ولقوى العمل وضد الاستغلال الرأسمالي، ولإقامة وتنمية مجتمع الكفاية والعدل، ولوحدة الأمة وضد التجزئة والانفصالية… إلخ.
ليس هذا فحسب، بل وعبر تزاوج قانون التفاعل الجدلي مع قانون التراكم، كان المشروع العربي التنموي النهضوي يتبلور أولاً بأولٍ وتكتمل وتتكامل أركانه وعناصره، فتُجَسِّدُه مصر كمركزِ ثقلٍ وقاعدةِ انطلاقٍ وقطبٍ جاذبٍ في المحيط العربي والعالم الثالث، وخاصة بعد العدوان الثلاثي البريطاني الفرنسي الإسرائيلي عام ١٩٥٦. وهكذا كان هذا المشروع بديلاً جدلياً نما وتطور واغتنى وتوسّع وامتدت مفاعيله، مؤثِّراً متأثِّراً، ليس في مصر وحدها وإنما أيضاً في محيطه العربي وضمن الإطار العالمي الذي كان يتميز بالحرب الباردة وبالصراع بين المنظومتين الرأسمالية والاشتراكية. وبقدر ما كان إعمالُ الجدلِ والحرصُ على التفاعل السلميّ بين تيارات المجتمع وتجاوز تناقضاته سلمياً.. بقدر ما كان طابعاً أساسياً للناصرية، فإنه كان متناغماً مع سياساتها الخارجية القائمة على الالتزام بالحلّ السلميّ للصراعات بين الدول وبالسلام القائم على العدل، وعلى مناصرة حقوق الشعوب في الحرية والتنمية والتقدم والعدالة والسلام، وعلى التعاون الدولي من أجل الرفاهية والرخاء.
وعليه، اليوم، بعد نصف قرن على غياب عبد الناصر، يطرح السؤال نفسه: بما أن تحديد الناصرية لا يستقيم بدون أن تكون الجدلية مضموناً جوهرياً لها، فماذا بقي اليوم منها؟ هل ما زالت حيّة أم أنها أصبحت جزءاً من التاريخ بعد رحيل عبد الناصر وانقلاب السادات وتعطّل ديناميتها الجدلية؟
في الواقع، بعد انقلاب السادات (أيار/مايو ١٩٧١)، انفرط عَقْدُ الناصريين وضاعت بوصلتهم ولم تفلح كل المحاولات لتجميعهم وانضوائهم في تشكيلة تنظيمية ذات برنامج مشترك تؤمِّن استمرارية الناصرية بجوهرها الجدلي. رغم تشكيل “وتفريخ” الكثير من التنظيمات المحلية والوطنية.. ورغم تطور الفكر النظري وخاصة على يد عصمت سيف الدولة ونديم البيطار.. ورغم إعادة تأسيس التنظيم القومي “الطليعة العربية” عام ١٩٧٦، الذي انتشر في معظم البلاد العربية وتواصل نشاطه حتى تفكك عام ١٩٨٦.. ورغم تشكيل منظمة “أنصار الطليعة العربية” تطبيقاً لنظرية سيف الدولة التنظيمية (بيان طارق) وانتشارها داخل عدة تنظيمات قومية ويسارية في عدة بلدان عربية…
وما زال الكثير من الأفراد والمجموعات يعتبرون أنفسهم ناصريين أو قوميين تقدميين، ولا زال الكثير منهم يستهلك من رصيد عبد الناصر بدون أية قيمة مضافة، ويعاني من نفس الأمراض التي تعاني منها القوى السياسية والحزبية العربية: غياب الديمقراطية، التشرذم، الفساد، الذاتيات المنتفخة، المصالح الشخصية، التحالف مع الأنظمة المستبدة، الجمود الفكري والسياسي، السلفية، ادعاء امتلاك الحقيقة، الفوقية، الانعزال عن الشعب، تكفير الغير…
هذا وقد بقيت محاولات تفعيل الجدل، خاصة عبر المؤتمر القومي العربي والمؤتمر القومي الاسلامي وندوة ناصر الفكرية ومركز دراسات الوحدة العربية، مقتصرة على الفكر والثقافة وإصدار البيانات، سواء كانت ناجحة أو فاشلة، ولم تكتمل بدورة الجدل بين الفكر والممارسة ولا بين الداخل العربي والخارج العالمي.
وبشكل عام، بالإضافة إلى الأمراض التي سبق ذكرها، عانت وتعاني الأحزاب والتنظيمات من ارتفاع الجدران بينها بحيث أن شروط التفاعل الجدلي المُنتِج كانت دائماً وما زالت شبه غائبة إن لم تكن غائبة بالكامل. وهذا لا ينفي إنها شاركت أحيانا عديدة في تشكيلات أو مبادرات مشتركة لم تكلل بالنجاح والديمومة لإنتاج بدائل جدلية فكرية أو تنظيمية أو عملية ترسم مصير الوطن. وينطبق طبعاً هذا التعميم على الناصريين أكثر من غيرهم، من زاوية أنهم عجزوا عن تحمّل مسؤولية الميراث الناصري متذرّعين بقمع الأنظمة وبالمؤامرات الخارجية “وبتخلف الشعب وجهله”.. لكن هذا، رغم صحته، لا يكفي لتبرير العجز المتواصل منذ نصف قرن.
من هنا، إذا انطلقنا من واقع أن الجدل الذي تميزت به الناصرية تحوّل إلى “فريضة غائبة”، لا بد من طرح السؤال التالي: إلى أية ناصرية ينتمي ناصريو هذه الأيام؟ والسؤال يصبح أكثر مرارة إذا نظرنا إلى واقع التشرذم والتناحر القائم: إلى أية ناصرية ينتمي من يعتبرون أنفسهم ناصريين، مثلاً المؤيدون والمعادون للمشروع الإيراني أو للمشروع التركي أو للنظام السوري أو للنظام المصري أو لانتفاضات الربيع العربي.. أو للعَلمانية أو للدين أو للعولمة أو للاشتراكية.. إلخ؟ هل ينتمون لناصريةٍ حافظوا على وجودها الفعلي بحيث تكون دائماً بديلاً جدلياً ناتجاً عن التفاعل المركّب بأركانه الثلاثة، بين تيارات الأمة، وبين الفكر والممارسة، وبين الداخل العربي والخارج الإنساني؟ أم أنهم ينتمون إلى ناصريةِ أواسط القرن العشرين ويعتبرون ميثاق ١٩٦٢ برنامجهم لبناء المستقبل، على طريقة السلفيين الإسلاميين؟
يحضرنا هنا قول المرحوم جمال الأتاسي، عمّا يسميه “إتباعية” بعض مجموعات الناصريين، بعيداً عن حركة التجديد والتعلّم من تجربة عبد الناصر، التي تؤذي المشروع الناصري من ناحيتين رئيسيتين: أولاً، تجميد الجدلية التاريخية في منهج عبد الناصر الذي كان حركة نضج وتقدم وتأليف وتركيب وابتكار وابداع. وثانياً، إبقاء الثغرات التي كان يسدّها عبد الناصر بحضوره.. إبقائها مفتوحة مثل التنظير الفكري والتنظيم الثوري والديمقراطية ورقابة الشعب والتعبير عن وحدة الأمة… ومن هنا فان مثل هذه الإتباعية تظل تدور في إطار مغلق لا خروج منه، وهي بالتالي لا تقدم شيئاً لتغيير هذا الواقع المتعثر.
إن تاريخ الأمم والشعوب يتواصل ويتراكم ويتقدم طالما أن قواها الحيّة تتمسك بالفكر الواعي وبثقافة الحياة، وتتشبث بالأمل، وتتسلح بالمنهج العلمي وبالمعرفة، وتقتحم ميادين النضال والعمل، وتعي أن التغيير وتحقيق الإنجازات لا يمكن أن يتم بين ليلة وضحاها. وعبر الانتفاضات العربية المتعددة منذ عام ٢٠١١، ثمة ظاهرة جديدة نسبياً لم تتبلور بعد لكنها فتحت باب الأمل بالتغيير، تتمحور حول ديناميةِ أجيال شبابية متعلِّمة ومتمرِّسة باستعمال الوسائل والتقنيات الحديثة، في عصر العولمة والعلوم والإعلام والاستعلام والمعلومات والأَعلام والمعالم المعلومة في كل عِلم.. هذه الأجيال لم تعد ترضى العيش في ظل عَفَنِ أنظمة الاستبداد والفساد وعجز النخب وفشل الأحزاب، فتجاوزت وتتجاوز جدران العزل وتتلاقى مع بعضها البعض، بكل تنوعاتها ومشاربها وأطيافها وانتماءاتها ولا انتماءاتها، لتُعيد الاعتبار لانخراط كل إنسان في العمل السياسي ولتُطلق، بقصد أو بدون قصد، عمليات “التفاعل الجدلي” والتنافس والتعارض والتفاهم والتعاون فيما بينها من أجل الحرية والكرامة والديمقراطية والعدالة والعيش الكريم… لكن لا شك أن الطريق طويلة ومحفوفة بالمصاعب والتحديات والمخاطر والتضحيات.
كان من المفترض أن تُنشَر هذه الورقة في أيلول/سبتمبر الماضي بمناسبة مرور نصف قرن على غياب عبد الناصر، لكن ذلك تأخر من أجل الاستفادة من ملاحظات بعض الأصدقاء الذين نخصّهم بالشكر. وقد دفعتنا ملاحظاتهم إلى المزيد من البحث والنقاش، مما أدّى الى أن تكون هذه الورقة عرضاً تمهيدياً لدراسةٍ موسّعةٍ نأمل نشرها لاحقاً ربما في عدة أجزاء.