يا شعبنا السوري البطل:
كل يوم وثورتك المباركة مستمرة، ورايتك خفاقة، وهامتك شامخة لا تنحني إلا لله، وإرادتك صلبة لا تنكسر.
لقد طوت ثورتنا، ثورة الحرية والكرامة عامها العاشر، وستبدأ خلال أيام عامها الحادي عشر، وما زلت محتفظا بعنفوانك وإبائك واعتزازك بنفسك، وثقتك بحقوقك وقدرتك على بلوغ النصر. وما زلت صامدا صابرا في كل ميادين المقاومة والكفاح.
لقد جرب أعداؤك الكثر مئات أنواع الأسلحة الجهنمية الحديثة التي جربتها روسيا للمرة الأولى وفشلوا في كسر ارادتك. ومارسوا كل أشكال التنكيل، وفنون التعذيب، والتدمير المادي والمعنوي والاجتماعي، بما فيها الإبادة الجماعية والتطهير الديني والعرقي. ابتكروا أساليب قتل وابادة وتعذيب لا تخطر إلا ببال شياطين إيران وأتباعهم. استعملوا كل وسائل القوة العسكرية والاقتصادية، والتهجير المنظم، واستوردوا مستوطنين ومرتزقة وحثالات بشرية من بلدان بعيدة، لإحلالهم في مدننا وبيوتنا، بصورة وسيناريو يستعيد فيها فرسان “المقاومة والممانعة” المزعومون دروس وخلاصات المشروع الصهيوني، وفنون الاحتلال الاسرائيلي، لتغيير هوية الأرض، وتزوير التاريخ، وطرد السكان، وأثبتوا أنهم تلاميذ أوفياء لأسيادهم وحلفائهم الطبيعيين عصابات الهاغاناه والشتيرن اليهودية!
يا شعبنا المجيد:
عشر سنوات دامية، وثوارك يتصدون لكل المؤامرات من العدو والحليف، ومن القريب والغريب، والصديق والشقيق، دون أن يتمكن هؤلاء جميعا من ارضاخ هامتك، وتركيع قامتك الواقفة كأشجار الزيتون والسرو التي لا تتخلى عن خضرتها في كل فصول العام، وأشجار الجوز واللوز والفستق الشامخة التي لا تنحني.. حتى ولو ماتت.
لقد هزمت بصمودك الأسطوري وقتالك الملحمي أعداءك، وحطمت غطرستهم وعربدتهم الوحشية في السماء وعلى الأرض، وحاصرت حصارهم. وما زال صوتك الهادر يؤذن في سماء العالم كل يوم خمس مرات ليسمع كل من في الأرض: (لا شرعية للأسد، ولا لانتخاباته المزيفة)، ولن يفرض علينا حل إذا لم يلب مطالبنا المشروعة، كاملة، غير منقوصة، وطرد المحتلين والغاصبين عن ترابنا الطاهر، ومحاسبة المجرمين الذين قتلوا أحباءنا، ونهبوا ثرواتنا، ودمروا بلادنا العامرة، وفي المقدمة منهم آل أسد جميعا.
يا شعبنا العظيم:
إنك لا تقاوم العميل الخائن سليل الخيانة والخسة، فهذا قد سقط وانتهى أمره بأيدي أبنائك منذ اليوم الأول لثورة أطفال حوران الأبطال، ولكنك اليوم بكل فخار وعزة تواجه أكبر دول الاستكبار، لا سيما روسيا وإيران، ومعهما تحالف اخطبوطي من كل أجهزة استخبارات الدول الكبرى والصغرى التي تفرقت واختلفت على كل شيء، وتوحدت على متابعتك لقتلك وتدميرك، عقابا لك على مطالبتك بالحرية. لأن تلك الدول المستكبرة التي طالما تشدقت بالديمقراطية والحرية والعدالة وحقوق الانسان، هي التي جندت سجانك وسفاحك ليقوم بالنيابة عنها بهذه المهمة القذرة، ولأنك فضحت ازدواجيتها الأخلاقية، وإصرارها على إبقاء وكيلها على كرسيه ليواصل وظيفته كسجان لك، وحام لعدوك الاسرائيلي.
يا شعبنا الصامد:
إن المؤامرات تتوالى تستهدف تضليلك، وخداعك، والتسلل الى داخل صفوفك، بعضها تأتيك سافرة ظاهرة، وبعضها تأتي مستترة مقنعة، تتطلب وعيا وذكاء ودراية في كشفها، والتعامل معك. وآخرها ما تطبخه وتحضره روسيا المنهكة التي تشعر بفداحة ورطتها وهزيمتها السياسية والاخلاقية أمام عظمة تضحياتك وثباتك.
مؤامرات جديدة بالجملة تتزامن مع ذكرى الثورة المجيدة، تقدم لك بتسهيل بعض الأنظمة الصديقة والشقيقة، وبأسماء بعض السوريين المحسوبين على ثورتك، ولكنها حتما لن تنطلي عليك، وستفشل كما فشلت سابقاتها، فلنتوقع جولة جديدة من الحرب الوحشية هنا أو هناك، لا سيما في ادلب الشامخة الراسخة.
يا شعبنا البطل:
إن النصر مع الصبر، وعلينا في هذه الذكرى المباركة أن نكون أقوى مما كنا، وأن نثبت للعالم أننا لن نخون دماء وأرواح شهدائنا الذين ضحوا من أجل حرية سورية وأهلها، ولن نقبل بأي حل لا يحقق إخراج المحتلين من بلادنا، والافراج غير المشروط عن حرائرنا، وأبنائنا وإخواننا المعتقلين والمعتقلات في زنازين زبانية الأسد.
لقد راهنوا على ضعفنا وانهيارنا واستسلامنا، وانتظروا منا الإذعان لشروطهم وحلولهم الاحتيالية والالتفافية على مطالبنا الرئيسية، والتي إن قبلناها، سنمنح الطاغية خمسين عاما جديدة يكمل فيها ما بدأه والده وعمه وزمرتهم النجسة، لذلك علينا اليوم أن نثبت لهم أننا مستمرون في الثورة لذات المطالب والغايات التي انتفض من أجلها أطفال حوران العمالقة، ورجال (حي الحريقة) البواسل والنساء اللواتي اعتصمن أمام وزارة الداخلية وتظاهرن في قلب دمشق في مثل هذه الأيام المباركة قبل عشر سنوات.
يا شعب أبي عبيدة، وخالد بن الوليد، وصلاح الدين، ويوسف العظمة:
لقد صدق فيك قول الله عز وجل (وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَاء الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا) فصبر جميل، والله المستعان على ما يصفون ويمكرون. قاتلهم اللهم.
المصدر: موقع ملتقى العروبيين