محمد علي الحايك
هُنا…وقفَ النهار….!
يشبُّ الحقدُ في صدري لهيبا
وتكسـبـُــني المنونُ دماً جديدا
و أحملُ مهجتي كرفاتِ صقرٍ
تعوّدَ فــي الــذُرا عـُمْراً مديـدا
أحطّمُ خــيـبـتي بـثـقـابِ عودٍ
يـحـيـلُ الأرضَ بــركاناً شديدا
و أهجرُ دمعةً طالَ انتضاها
لأُذكي عنفَ إعصاري رعودا
يعيشُ البؤسُ في قلبي رهانا
فأقــطــعُ حــبــلَهُ ثم الــوريدا
و يدفعنُي العناءُ إلى امتحانٍ
عسيرٍ صار إقدامـــاً فـــريــدا
لأذبحَ في طريقـي كلَّ وغـدٍ
يحاولُ عودتــي ألّا تـــعـــودا
_ _ _ _ _ _ _
كرومُ التينِ غضبى في هضابي
و زيـــتـــونُ الجليلِ بدا حقودا
وأزهارُ المروجِ غدتْ تنـــــادي
أيّا ليمونُ صُـــدّ لـــهم صدودا
تثورُ بَي الجبالُ الـــشّمُ طــــوراً
وطوراً صخرُها يشدو النشيدا
تقدّمْ للمـــعــالـي لا تُبالِ
فــإنّ الــمــجــدَ لم يقبلْ رقودا
أشدُّ على يد الأجيـــال عـــزمـــاً
فأدعوها و قد حضرتْ جنودا
لأقسمَ فوقَ صدرِ المـــوتِ عهداً
تُـغــنـــيـّهِ دمــاءُ النصرِ عيدا
فيا جبلاً طموحاً كــمْ نــحـــرنــا
على عتـبـاتـــهِ صَيْداً و صِيْدا
_ _ _ _ _ _ _ _
تخطّيتُ الحواجزَ عبرَ جسـرٍ
من الصيحاتِ تقذفُني وعــــيدا
تراجعْ فالرماحُ تعبنَ حولــي
و حسبُكَ في الدُّنا منها الوعودا
أخافُ عليكَ من فتكِ العوادي
و من دهرٍ يخالُ الشبلَ عـُــودا
فأمسكتُ الزمامَ بعــزمِ لــيــثٍ
إلى الوطنِ السليبِ فلا مَحيـــدا
أذيعُ الرعبَ في أكـــبــادِ قومٍ
كنارٍ وهجُها أكــــلَ الجـــلــيــدا
و أمواجٍ هدرنَ مُخــضـــّباتٍ
فلسطينُ الهوى بعــثــتْ مــُعيدا
هُنا…وقفَ النهارُ يقولُ:مرحى
لشعبٍ ضاعَ،لم يضعِ الوجــودا
_ _ _ _ _ _ _ _ _
فلسطيـــنُ الذبيحةُ جئتُ أروي
مـــلاحـــمَ ثورةٍ كسرتْ قيودا
تحــررتِ الإرادةُ بـــعـــدَ لأيٍّ
و أعطـــيــنــا الوليدَ دماً عتيدا
ركــزنــا في ذُرا الراياتِ هاماً
تنادي ثأرنا أنــجــبْ حــفــيـدا
وإن غــدر الزمانُ الشعبَ يوماً
و أنكرتِ الضباعُ عليّ جــودا
“فــــإن غــــداً لــناظرهِ قريبٌ”
فبابُ القدسِ ما عَرفَ الحدودا
_ _ _ _ _ _ _ _ _
يحاصرُني الزمانُ بألفِ وعدٍ
فمن((أوسلو))التي ولدتْ جحودا
إلى ((كمبِّ))تسطرُ لاغتيالي
فــــيـصرعُ سطرُها الكفرَ الولودا
فـــهــذا يــقــتلُ الآمالَ حولي
وذاكَ يــفــوقُ فـــي اللؤمِ اليهودا
تحطّمتِ الحلـــولُ أمام فأسي
و طار صوابُهــــا فــهــوى بعيدا
يخاطبُني الإبـــاءُ فلا اعترافاً
بــســلــمٍ يــهــضــمُ الحقَّ الأكيدا
ستبقى الثورةُ الــشّماءُ نبضاً
لشـــعـــبٍ بـــأســُه صنعَ الخلودا
_ _ _ _ _ _ _ _ _
إلــيـــكِ إلــيـكِ من شام العوالــي
أيـــادي الثـــأرِ تـُـقــسمُ أنْ تعودا
و حولكِ من صمودِ العُربِ جندٌ
بهم و بعزمهم تُفني الــحـــديــــدا
توحّـــدتِ الإرادةُ حـــول زنـــــدٍ
ٍيـُــعــيــدُ لُأمــّتـــي مــجــداً تليدا
فأسألُ مَنْ يقودُ الركبَ نصراً ؟
أجابوا: فارسٌ يُعلي البنودا
رحم الله شاعرنا الكبير الأستاذ محمد علي الحايك