مصير – عمار القدسي
يشهد مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب العاصمة دمشق حالة من التوتر والترقب الحذر بعد الأحداث الأخيرة التي تصاعدت وتيرتها من خلال المعارك الدائرة بين تنظيم داعش وقوات الأسد في حي المأذنية في منطقة القدم بعد تهجير فصائل المعارضة وأهالي الحي الى الشمال السوري. تعرض مخيم اليرموك الى موجة من القصف العنيف بالمدفعية وقذائف الهاون من العيار الثقيل تزامن ذلك مع تنفيذ الطيران الحربي لعدة غارات استهدفت مناطق سيطرة تنظيم داعش في المخيم والحجر الأسود معقل التنظيم وتساقط العديد من البراميل المتفجرة التي ألقاها الطيران المروحي مما تسبب باستشهاد الطفل مرعي سليمان ٦ سنوات واصابة والدته واستشهاد حمزة غياث المطلق ١٦ سنة متأثرا بجراحه وقد شهد المخيم موجة نزوح باتجاه بلدات الجوار (يلدا – ببيلا – بيت سحم) حيث قدرت مصادر أن عدد العائلات النازحة حوالي ٤٠٠- ٥٠٠ عائلة افترشوا الطرقات لعدم وجود مأوى مناسب وسط عجز المؤسسات العاملة في المنطقة. وتستمر معاناة مايقارب ١٥٠٠ عائلة فلسطينية وسورية داخل مخيم اليرموك بين مطرقة الحصار المطبق من قوات الأسد والفصائل الفلسطينية الموالية له وبين سندان ممارسات تنظيم داعش والتضييق بحق الأهالي. من جهة أخرى يعيش من تبقى داخل مخيم اليرموك تحت ظروف معيشية قاسية وصحية سيئة بعد توقف عمل المشافي والنقاط الطبية داخل المخيم وقد تفاقمت الاوضاع بعد فرض على أهالي البلدات المجاورة لمخيم اليرموك (يلدا- ببيلا- بيت سحم) إغلاق حاجز العروبة آخر منفذ لأبناء المخيم بعد تهديدهم بالقصف من قبل قوات الأسد حيث اغلقت الهيئة العمومية لبلدة يلدا حاجز العروبة بالسواتر الترابية وبشكل كامل يوم السبت الفائت السابع عشر من شهر آذار مما سيفاقم معاناة الأهالي بشكل كبير خصوصاً فيما يتعلق بتأمين العلاج للمرضى والمواد الغذائية.