مصعب عيسى
وطن تحت حراب الاحتلال
وتحت وطأة الخراب والفساد
ويتقاسم عرابوه على ماتبقى من فتات الكعكة المتعفنة على طاولة الاستبداد منذ سنين
لنضع انفسنا بموضع المراقب ،ونعتلي منصة عالية على حياد الوطنية ونطلق لانفسنا عنان المشاهدة لهذه البلاد ماذا سنرى ؟
حدود تكبل التاريخ منذ عقود …تضع حواجز وطنية واقليمية ودولية على حركة التاريخ وتطلب منه وثيقة سفر او تذكرة إقامة شخصية..حاجز رملي واسلاك وخوذ متعددة الجنسيات تطلب من الجذور سند إقامة او ملكية عقارية
أيعقل ان يعتقل التاريخ تعسفا في جغرافية كانت شاهدة على ابناءه منذ كان للتاريخ تاريخا ..منذ أن نطق البشر بالحرف الأبجدية الأولى..
تراه هذا التاريخ اليوم يتلطى خلف قضبان التسويات والاجندات والصفقات الدولية بحثا عن شهود ياخذهم تحت جناحيه ويحميهم خوفا من ضياعه..وطلبا بالمرور نحو الزمن
ذاك الزمن المتوقف منذ صنعت السلطة اول سجنا واحتجزت اول معتقل للرأي..فغدت الدولة تراقب حركة التاريخ وابناءه وتضع مخبرين سريين على نشاطه خوفا من الفضيحة السياسية للسلطان
بعيدا عن التاريخ قريبا من هذه الجغرافية الممتدة من حدود السفربرلك وصولا الى موطئ المسيح واباه ابراهيم وجنوبا حتى وصلت الى الصحراء الممتدة نحو بحر الحجاز وأرض العقبة ..جغرافية لو اطلنا النظر إليها من برجنا العالي تراءت أمامنا سجون محكمة الاغلاق وعسكر يطوقون ليل المدن يراقبون حتى احلام البشر ..تقول الاسطورة ان اكثر ما يخيف الشرطة هي الأحلام لذلك تطوف في ليل المدن تحاول جاهدة ان لايخلد الإنسان لغفوة اناء الليل خوفا من وحي الثورة ونبوءة الحرية …فالحرية تاريخيا تنشط في ساعات الفجر الأولى تلك التي تكون اشدها ظلمة كونها تسبق بزوغ الشمس بساعات..
شعوب باكملها رهن الاعتقال تحاول السلطة جاهدة تدجينه في مصانع خصصت لانتاج قطيع مسبق الولاء..لذلك تنفجر غاضبة حين ترى احد افراد القطيع خرج عن القافلة..فيخرج بدوره من الحياة نحو الضباب خلف حدود الشمس او نحو المقصلة …
أوطان ترزخ تحت سياط المحتل
والاحتلال في معجم العرب ليس كل اجنبي استعمر الارض ..بل تعدى المفهوم الى ابعد من ذلك فأصبح يعني بالضرورة كل من رفع سلاحه بوجه التاريخ والشعب والحجر والبشر والأرض ليصبح الاحتلال مصطلحا شاملا للعسكر والطغيان بوجه متعدد الملامح والصفات له هدف واحد هو فرض القيد على هذه الارض الجيوتاريخية خدمة لنجمة سداسية التكوين يحدها نهرين بينهما تاريخ باكمله يبحث عن طريقة غير شرعية لإيجاد منفى جديد يقدم فيه لجوء قد يحفظ ماء وجهه..لكن دون جدوى فكل الطرق مسيرة بالعسكر الوطني والأجنبي والشرطة السرية فتراه يخلد سرا الى ليله فيبكي حضارة ومجدا و وطنا ضاع في غياهب اللعبة…
ومن خضم هذا المشهد تبرز وجوه الساسة الاشاوس المعتاشون من خبز الحاخام الاعظم ..ببزاتهم السوداء وربطات عنق تحاول أن تعكس الوجه الحضاري لوطن دفن تحت الركام .تراهم يتجولون ويطوفون في ازقة المدن بكاميرات اعلامهم العوراء يطرحون برامج جديدة لوطن ميت سريريا ومشاريع اصلاحية لبلاد ترزخ تحت الخراب الأخير تحتاج إلى صدمة تاريخية لاعادة الحياة الى مجاريها ..يرتبون أسماءهم الجديدة بتصاوير جديدة تحاول التحايل على من تبقى من سكان المدينة ببرنامج انتخابي سيعيد بزعمهم الوطن الى مجده العابر بشعارات عفنة وبالية اكل الزمن عليها وشرب
..اية انتخابات هذه والوطن باكمله منصوب على حبل المشنقة بتهمة الإساءة الى الرمز
اية انتخابات هذه والسيادة الوطنية مفتعلة بها والفاعل مبني للمعلوم وللمجهول جوازا تقديره مؤامرة..بلاد غدت سماؤها وارضها ساحة تصفيات محلية ووطنية واقليمية ودولية وفضائية، بلاد غدت مجرورة بنعل الحزب القائد وحذاء القائد وروث القائد الذي بلغ من العمر عتيا
انتخابات وطنية من غير وطن تدور خباياها في مقرات الامن الوطني
اما العاصمة مدينة حيادية لايمينية ولايسارية كانها من جغرافية ثانية تم وضعها بصفة العضو الوطني المراقب لسير الانتخابات
بين فلسطين وسوريا مساحة واحدة من الألم والامل وخراب كبير وجغرافية بشرية تعاني من التهاب حاد بالذاكرة وأمراض الفقر المزمن ومتلازمة ستكهولم..وانتخابات رئيسية.