مصير _ خاص
مع استمرار قوات النظام السوري وروسيا، بالقصف الوحشي على الغوطة، واستهداف المدنيين خلال الشهر الأخير بكافة الأسلحة المحرمة دولياً، ونتيجة المجازر اليومية في ظل حصار وتجويع سكان الغوطة، اضطرت آلاف العائلات خلال الأيام الأخيرة، للخروج من جحيم الموت، الذي أصبح يطال حتى الملاجئ التي يختبئ فيها المدنيون. وفيما تُسمّي قوات النظام تلك المعابر المخصصة لخروج الأهالي “بالآمنة” تفيد شهادات حية لمن مروا بتلك المعابر عن قيام القوات العسكرية والأمنية المسؤولة عنها، بارتكاب انتهاكات جسيمة بحق الشباب والنساء، من اعتقال وشتائم وإذلال متعمد، حتى بات الوصف المناسب لها ” معابر الموت “. يتم بعد ذلك نقل العوائل إلى مراكز إيواء في عدرا وحرجلة، هي في حقيقتها مراكز تجميع واعتقال للهاربين من الموت الجماعي في الغوطة، يمنعون فيها من المغادرة، ويعانون من ضروب مختلفة من المهانة والإذلال والتجويع. وهي لا تصلح أصلاً لشروط الإيواء، بل هي أقرب للمعتقلات النازية، حيث يتم فرز الشباب والرجال حتى سن (45) وإرسالهم لدورات تدريبية سريعة في الدريج، ثم ينقلون بعدها مباشرةً إلى الصفوف الأمامية في جبهات القتال.
وقد سرب أحد المتواجدين في مركز عدرا، معلومات عن الظروف المأساوية التي يعانون منها، وأكد أن النساء يخشين الذهاب إلى دورات المياه، بسبب تعرض بعضهن للتحرش من قبل العناصر الأمنية المسؤولة عن المركز، وأن قوات النظام تقوم باختيار شبان معينين كل يوم، وتقتادهم إلى الفروع الأمنية بدواعي التحقيق، وأن هناك شح في المياه وفي الطعام، ولا توجد أي مواد للتنظيف داخل المركز، والجميع في حالة يرثى لها، ولا يعرفون ماذا سيحل بهم، مؤكداً أن مجرد وجودهم في هذا المركز هو اعتقال جماعي لآلاف النازحين.
وهكذا يؤكد نظام الأسد أن وسائله الوحشية في التنكيل بشعبه، فاقت نازية هتلر وعنصرية الكيان الصهيوني، وأن العالم الصامت على جرائمه، شريك في أكبر جرائم العصر ضد شعب أراد الحرية والكرامة ، فواجه أبشع أشكال الموت والتعذيب والتنكيل.