أيمن أبو هاشم
على الأحرار والشرفاء في فتح وحماس والجهاد والشعبية والديمقراطية، أن يعلنوا براءتهم من قياداتهم ومواقفها المخزية، التي تتسابق على الارتماء في أحضان النظامين الأسدي والإيراني. لأن من يمتدح ويبارك قتلة الشعب السوري والعراقي واللبناني واليمني، ومن يرفع صورة مجرم الحرب قاسم سليماني في قطاع غزة، ومن يعين سفيرًا باسم فلسطين لدى عصابة أجرمت بحق الفلسطينيين والسوريين، وكان “السفير الجديد” معتقلاً في سجونها، حين رفضت حركة فتح في الثمانينات بيع القرار الوطني الفلسطيني للمقبور حافظ الأسد.
ولأن كل هذا العهر والفجور الفصائلي، تسبب بأضرار فادحة على المكانة الوطنية والأخلاقية للقضية الفلسطينية، وتبديد تضحيات شعبنا والمتاجرة بها، وهي خدمات جليلة للكيان الصهيوني، المستفيد الأكبر من فصل فلسطين عن عمقها الشعبي العربي، وإظهار فصائلها وتنظيماتها، كمسوخ مُرتهنة لقوى مُستبدّة غاشمة لا تقل عنه وحشيةً وتدميراً.
ما يجري فضيحة مدويّة بحق كل الشعب الفلسطيني، ومن يقبل بها أو يصمت عليها، ليس لديه ذرة شرف وكرامة، وهي تكفي لمواجهة وتعرية تلك القيادات الانتهازية بتبريراتها المكشوفة.
من نجحوا من أبناء فلسطين في إقناع الرأي العام العالمي بعدالة قضيتنا، من واجبهم أيضاً أن يستثيروا الوعي الجمعي الفلسطيني، على خطورة مواقف وأداء هذه القيادات الصغيرة، التي إن لم تُصفع على وجوهها ستقزم قضيتنا وتهين شعبنا حتى في عيون أكثر المدافعين عن حقوقه.
هذه الدعوة ليست بهدف إنهاء أو تفكيك الفصائل، وإنما إصلاحها وتقويم اعوجاجها، وتصويب سلوكها قبل أن تستنفد كل المعاني والقيم والأهداف التي قامت من أجلها، إن استمرت على ضلال وعماء قياداتها، مع أن التفكير بالبديل من حق طيف فلسطيني واسع يروم تغيير واقعه الوطني نحو الأفضل.
استثنيت من دعوتي الفصائل الأخرى التي أخجل من ذكرها لأنها مجرد أدوات استخدمتها المخابرات السورية للتشبيح وحصار مخيماتنا وتهجير أهلنا.