إبراهيم هايل
أشاد قائد سابق في الجيش الأمريكي، بقرار السلطات البولندية شراء 24 مسيرة قتالية من تركيا، من طراز بيرقدار TB2، مؤكدا أنه “جيد للغاية”.
وقال الجنرال المتقاعد، بن هودجز، الذي تولى الإشراف على القوات البرية الأمريكية في أوروبا خلال الفترة من عام 2014 – 2017، إن “شراء بولندا لطائرات مسيرة تركية من طراز بيرقدار تي 2، كان قرارا جيدا للغاية، وتركيا قدمت أنظمة عالية الجودة”.
وأضاف هودجز في مقابلة مع موقع Defense24 البولندي، أن “هذه الصفقة مرتبطة بقدرات بولندا واحتياجاتها الخاصة. سوف تدعم TB2 أنشطة الاستطلاع، بالإضافة إلى تعزيز القدرات الدفاعية والهجومية المضادة للدبابات ضد أهداف أخرى. علاوة على ذلك، توفر تركيا أنظمة عالية الجودة، وتمكنّا من مراقبتها في بيئة التشغيل. لذا فهو قرار جيد. يسعدني أن بولندا زادت من قدراتها”.
وحول مسألة كيفية عمل بيرقدار TB2 التركية في بيئة مختلفة عن تلك الموجودة في ليبيا وسوريا، وكيف ستعزز الجناح الشرقي لحلف الـ”ناتو”، لفت إلى أن “بيرقدار TB2 لن تعمل بشكل مستقل، ولكن يمكنها العمل مع الطائرات الحربية وأنظمة المدفعية، إذ إن قدرتها الوحيدة لن تكون إطلاق النار بل يمكنها أن تمنع العدو من الاختباء”.
وتابع هودجز “إن قدرات الاستطلاع للطائرات بدون طيار التركية مهمة جدًا بالإضافة إلى قدراتها الضاربة ويجب التأكيد على ذلك. إنها تساعد على مراقبة المناطق التي يختبئ بها العدو. في الولايات المتحدة نعتمد على الطائرات بدون طيار. نحن نشحن MQ-9 إلى كل من بولندا ورومانيا، وتحصل بولندا حاليًا على فرص متشابهة إلى حد ما في هذا الصدد”.
وتعليقا على آراء بعض الخبراء البولنديين الذين ذكروا أنه “لا يمكن استخدام هذا النوع من الطائرات بدون طيار لأن العدو (روسيا) لديه نظام دفاع جوي متعدد الطبقات”، أوضح هودجز أنه “يمكن إسقاط أي منصة جوية، بما في ذلك طائرة F-35”. ولفت أنه “يجب دمج الطائرات بدون طيار في خطة تكتيكية تشمل أنظمة مدفعية وإجراءات أخرى”.
وواصل أنه “قد تكون هناك مخاطر في كل عملية، إلا أنه نظرًا لعدم وجود طيارين في الطائرات بدون طيار، يمكن تحمل المزيد من المخاطر”.
كما سُئل هودجز عن صراع تركيا مع الولايات المتحدة حول S-400 وF-35، وتأثير الـ”ناتو” على هذا الصراع. معربا عن الحاجة إلى تحسين العلاقات وتطويرها بين البلدين.
وأشار إلى أن تركيا اتخذت “خطوات مزعجة” في هذا الإطار، وقال هودجز إنه “يمكن قول الشيء نفسه بالنسبة للدول الأعضاء الأخرى في الحلف، مثل فرنسا وألمانيا وحتى الولايات المتحدة”.
وتعد تصريحات المسؤول الأمريكي مهمة من حيث رؤية الجوانب الفنية والاستراتيجية لإنجازات المسيرات التركية من طراز بيرقدار TB2، ومؤشرا هاما على جودة المنتجات الدفاعية التركية، على الرغم من التعليقات المتحيزة في الغرب.
الجدير بالذكر أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وقّع في 25 أيار/مايو 2021، مع نظيره البولندي أندريه سيباستيان دودا، اتفاقية تصدير مسيّرات حربية تركية من طراز بيرقدار TB2 إلى بولندا العضو في الـ”ناتو” والاتحاد الأوروبي.
وعقد الزعيمان عقب ذلك مؤتمرا صحفيا مشتركا، أشار فيه أردوغان إلى أن تركيا وبولندا تمتلكان فرص تعاون كبيرة في العديد من المجالات، على رأسها الاقتصاد والتجارة والاستثمار.
وخلال المؤتمر الصحفي، أشار أردوغان إلى أنها المرة الأولى في تاريخ تركيا، يتم تصدير مسيّرات تركية لبلد عضو في الـ”ناتو” والاتحاد الأوروبي.
وقبل انعقاد المؤتمر، جرى التوقيع على الاتفاقية من قبل المدير العام لشركة “بايكار” التركية للصناعات الدفاعية خلوق بيرقدار، ووزير الدفاع البولندي ماريوس بلاشاك.
وأشاد أردوغان بهذه الخطوة، حيث قال “لم نكتف بسد الخلل الذي كان يكتنف الصناعات الدفاعية، بل نجحنا في نقل تركيا إلى نادي الكبار في هذا المجال عبر خطوات اتخذناها طيلة الـ 19 عام الماضية”.
وأكدت شركة “بايكار” التركية في بيان لها، أنه من خلال هذه الاتفاقية، تكون تركيا قد صدرت طائراتها المسيرة لدولة عضو في الناتو والاتحاد الأوروبي، للمرة الأولى في تاريخ تركيا.
وأوضحت الشركة أن الاتفاقية تنص على تسليم بولندا 24 مسيّرة من طراز بيرقدار TB2، فضلًا عن محطات تحكم أرضية، ومحطات بيانات أرضية.
كما سيتم تصدير ذخائر من طراز (MAM-L) و(MAM-C) التي أشرفت على تطويرهما شركة “روكيتسان” التركية لصناعة الصواريخ.
المصدر: وكالة أنباء تركيا