أعلن وزير الأمن الإسرائيلي بيني غانتس أن إسرائيل مستعدة لشن هجوم على إيران، معتبراً أن استهداف ناقلة النفط “ميرسير ستريت” في خليج عُمان وإطلاق قذائف صاروخية من لبنان باتجاه شمال إسرائيل، كانا بتوجيه إيراني.
وقال غانتس خلال لقاء مع سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، إنه “لا شك في أن إيران تسعى إلى تحدٍ متعدد الجبهات أمام إسرائيل، ولذلك تبني ترسانة عسكرية في لبنان وغزة، وتنشر ميليشيات في سوريا والعراق، وتدعم الحوثيين في اليمن”.
وتابع غانتس أن “إيران قد خصبت اليورانيوم بنسبة 60 في المئة، وهم يجمعون قدرات وخبرات، وعلى العالم أن يدرك أن هذه ليست مشكلة إسرائيل فقط، وما حصل من استهداف للسفن التجارية خير دليل على الخطر الإيراني”.
وشدد غانتس على أنه باستطاعة إسرائيل فتح جبهات عديدة في الوقت نفسه، مؤكداً أن إسرائيل بحاجة إلى تطوير قدراتها من أجل التعامل مع جبهات متعددة “لأن هذا هو المستقبل”، مضيفاً أن “إسرائيل تواجه التهديد الإيراني بصورة نشطة، وتتعامل مع أذرع إيران في سوريا ولبنان وغزة في الوقت نفسه”.
وتابع: في نهاية الأمر عندما يطلق الجهاد الإسلامي النيران من غزة، فإنه يطلقها بدعم إيراني، ونحن نعرف هذا الأمر”.
وفي ما يتعلق بالرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، قال غانتس إنه يوجد تعبير بشأن الرئيس الجديد في إيران هو “الجلاد”، مضيفاً “هو رجل محافظ جداً، وبإمكانه أن يقود إيران إلى خطوط متطرفة جداً من ناحية الأداء الإقليمي والأمني. وأقول وأكرر للعالم وخاصة لنا كإسرائيليين، أننا ملزمون بالحفاظ على قدراتنا الأمنية وتعظيمها ولذلك أصريت على ذلك في ميزانية الأمن”.
وأضاف “علينا أن نوازن طوال الوقت بين نشاطنا السياسي-الإستراتيجي مقابل العالم، لأنه لا يجب تصوير إيران على أنها مشكلة بالنسبة لإسرائيل وتبرئة العالم من هذا الأمر”. وتابع: “على العالم أن يواجه إيران وعسكرياً أيضاً، وعلى المنطقة أن تواجه طهران وعلينا أن ننفذ حصتنا في هذه القصة”.
يأتي ذلك فيما قالت وزارة الخارجية الأميركية إن الوزير أنتوني بلينكن بحث مع نظيره البريطاني دومنيك راب الأربعاء، الجهود المستمرة للقيام برد منسق على الهجوم الذي استهدف السفينة الإسرائيلية.
وقال راب إن إيران ستدفع ثمناً في حال اختار رئيسها الجديد العدائية، مؤكداً أن طريقة تعامل المملكة المتحدة مع طهران أصبحت عند مفترق طرق.
كما تعهد بمحاسبة إيران لتهديدها الملاحة البحرية وزعزعة استقرار المنطقة، مشيراً إلى أن الهجوم على السفينة “ميرسر ستريت” لن يمر من دون محاسبة طهران. وكشف أن بريطانيا ستنفذ رداً منسقاً على استهداف إيران للسفينة الإسرائيلية في بحر عُمان.
ويعقد مجلس الأمن الدولي الجمعة، اجتماعاً لمناقشة الهجوم على السفينة الإسرائيلية. ونقلت وكالة “رويترز” عن مصادر دبلوماسية أن بريطانيا تعتزم مناقشة “الهجوم الإيراني” خلال الجلسة.
قرصنة إلكترونية للسفن التجارية
وعلى صعيد متصل، حذّر موقع “ناشونال انترست” من أن السفن التجارية التي تستهدفها إيران تواجه مجموعة واسعة من التهديدات أكانت عسكرية أو إلكترونية، إذ كشفت قناة “سكاي نيوز” عن ملفات إيرانية توضح كيفية خرق الحرس الثوري الإيراني للسفن إلكترونياً عبر أدوات التحكم عن بُعد.
وتكشف الملفات كيف يمكن إرسال الأوامر عن بُعد مما يتسبب في حدوث اضطراب وأضرار لا يمكن اصلاحها داخل السفينة المستهدفة.
وأشارت القناة إلى أن الأوامر تأتي مباشرةً من القيادة الإيرانية العليا، حيث شددت الكاتبة ديبورا هاينز على أن إيران تسعى لأن تصبح من بين أقوى الدول العالمية في مجال القرصنة الإلكترونية.
وبحسب “ناشونال انترست”، تستغل إيران ضعف السفن التجارية في مواجهة الهجمات السيبرانية. وقالت إن “الأمن السيبراني لدى السفن التجارية كان متأخراً بحوالي عشر سنوات عن الأنظمة الأخرى، وهو ما جعلها فريسة سهلة لتلك الهجمات”.
وشدد الموقع على ضرورة قيام مالكي السفن بتنفيذ إجراءات أمن إلكترونية لحماية طاقمها، ومواجهة الخطر السيبراني، موضحاً أنه كانت هناك حالات تم فيها الوصول إلى أنظمة اتصالات الملاحة خلسة والتحكم بالسفينة عن بعد.
المصدر: المدن