نعم ورمان ليس هناك خطأ في اللغة يعد ابو مروان اكبر ورم داخل مجتمعنا السوري حيث يملك كل منا ورم خبيث يتراوح حجمه بحسب وعي الشخص ولكن موجود داخل كل ذكر وانثى في مجتمعنا، فالتربية التي اصر نظام البعث ونظام حافظ الاسد ومن بعده ابنه على زرعها في المجتمع بعد تقسيمه مناطقيا على اسس الاثنيات والعشائرية والطائفية الكامنة حيث لم يكن هناك فسيفساء في سوريا بل الجميع كان يخاف من اثار افعاله من النظام فأي شخص او طائفة او عشيرة او شلة ستخرج عن العرف المفروض من النظام بالعيش المشترك والرضى الكامل سينتهي به المطاف كما حصل في حماه والقامشلي ….الخ، ولكن سيبقي النظام على متنفسات لهذه المجتمعات بذكاء العارف فأبقى او وظف التخلف الديني في الجامع والكنيسة و الذي كان فكره السائد بكل تجمع التركيز على التخلفات الاجتماعية والعادات الرجعية لترى كل المنابر على مدى تاريخ سوريا تصر على ترسيخ هذه العادات كجرائم الشرف والشللية وامشي الحيط الحيط والولاء المطلق للإله القائد وطل سلاحي من جراحي وفكرة الموت من اجل اي شيء بداعي الكرامة والشرف وحماية العقلية المتخلفة والقائد الشريف الذي يحرص على شرفنا ليكمل هذا النظام عمله بحماية هذه الافعال عن طريق قوانين تحمي مجرمي الشرف والمرتشين ورجال الدين …الخ لتصبح سوريا ارض خصبة لجرائم تجري كل يوم بحجة الشرف والخيانة وزعزعة الامن القومي ….الخ وكل هذا واكثر جعل الورم الذي داخل ابو مروان يكبر لدرجة جعلته يقتل زوجته ويصور بطولته لتصبح شاهدا على مسح عاره وتشريد اطفاله وانهاء حياته لفكرة واحدة (استعادة ماء وجهه المهدور هذا ابو مروان الحالة السائدة الذي تعرض هو وزوجته لاضطهاد منذ ولادته ولم يعش يوما في ما يسمى قانون واتت الحرب لتكمل المجزرة النفسية داخل ابو مروان الذي يهرب هو وعائلته فيفقد ما يفقد من اتزانه في رحلة لجوء عارمة فيصل الى جنة الارض في اوروبا حسب وصف جاره ابو ميشيل لتبدأ الصدمة الثقافية له ولزوجته بعد ما شعر بالأمان واغدقت عليه اوروبا بسكن بسيط (وسوفاج ، واوت كيري ، وتوم جيري على شاشة سمارت ، وباب الحارة المسلسل ومع الخربة وضيعة ضايعة ) لتجتمع غالبية الفسيفساء السورية العاطلة عن العمل وتواجه صعوبات كبيرة في صعيد الاندماج واللغة وفهم معنى حرية واحترام الاخر وكثير من القضايا التي جدت عليه ليخرج من بين كل هذه المحاور محور انثاه ملكيته جاريته المغيبة عن دوائر التفكير حيث انها على عهدها بالاعتناء بنفس المسؤوليات التي على عاتقها وغاب عن ابو مروان انها تعرضت لنفس ضغوطه سابقا وحاليا فتبدأ الانثى المتعبة بدراسة خياراتها وتبدا نفس ظروف تخلفاته تظهر لديها فهي ايضا لا تعي الا انها خرجت من المنظومة الاقتصادية والاجتماعية التي كانت تضطرها لتحمل كل هذه العبودية لتبدأ بالتعبير عن آرائها ومتطلباتها في ظل دعم الدول الأوروبية التي تدعي الديمقراطية وسيادة القانون لحالات الانفصال لإيمان كل الهيئات الاجتماعية والبلديات ان تربية الاولاد بعيدا عن هذا الاب وفكره هوالافضل لأوروبا ومايعنيها في المستقبل وهو أولاده الطبقة العاملة الجديدة في هذه الدول الصناعية لتاتي حالات الانفصال التي اصبحت عرف في اوروبا وطبعا مع ملاحظة ان هناك حالات من الطرفين استخدمت القوانين لتدمير مؤسساتها الاجتماعية كتعبير عن كثير من الكبوتات والعقد ويجب ان لا يغيب عن ذهننا كثير من النساء اللاتي ارتكبن نفس الجرم ولكن بأساليب ارقى بعيدا عن القتل ولكن لا يخلو من التعنيف وتدمير الرجل الذي ليس هو السيء دوما فيصبح ابو مروان هنا ورم كبير متحرك خسر كل شيء حتى اولاده ولم يبقى له حتى ابو ميشيل فالكل ينعته بقله الشرف ويصف انثاه وام اولاده بما يلذ ويطيب.
فيجمع ابو مروان معوله ومنجله ويقود ابنه ليعلمه ما يجب عليه ان يكون ويقتل زوجته
فيخف ورم ابو مروان خلف القضبان ويندم على الساعة الذي قدم فيها الى اوروبا ولا يريح باله في السجن الا بطولته التي وثقها بالصوت والصورة وهو يعلم ان كثير من زملائه سيواسونه في وحدته بعد ان يصوروا زوجاتهم وامهاتهم واخواتهم مقتولات في مشهد يتمم صورة الحرب في سوريا وفي النهاية لا يسعني ان اقول الا اقتلو ابو مروان او ام مروان داخلكم او سيضطرو عليه على الاقل كي لا نقتل كل نسائنا وكل ما بقي من كرامة ولنعلم ان هذه المشاكل هي جزء من مشاكل كل ثورات وانتفاضات وحروب العالم، ففسيفساء سوريا تدرك تماما كيف كانت جموع نساء اللاجئين من عراقيين وفلسطينيين وغيرهم تعامل في ذاك الوقت، في ذلك الوقت كان علينا ان ندرك ان ابو مروان خطر وورم في قلوبنا .