جلال بكور
أثارت “خريطة طريق” محافظة درعا التي أعلن عنها، أمس الأحد، جدلاً واسعاً بين سكان ونشطاء الجنوب السوري، كونها تضمنت بنوداً يصب معظمها في مصلحة نظام بشار الأسد وروسيا.
ووصف أبو علي المحاميد، أحد وجهاء محافظة درعا، الخريطة بأنها “تضم بنوداً مذلة”، وذلك في تسجيل صوتي نشر له عبر مواقع التواصل الاجتماعي، اليوم الإثنين.
واستعرض المحاميد في التسجيل أبرز بنود خريطة الطريق، أولها جمع كافة الأسلحة من المنطقة، وتهجير كل شخص رافض لها، بالإضافة إلى إجبار قادة الفصائل على تسليم السلاح الخفيف والمتوسط والثقيل.
وأضاف المحاميد أن خريطة الطريق لا تخص فقط أحياء درعا البلد، بل تشمل منطقة حوران ككل، محذراً من السكوت والقبول بها، بقوله: “إذا لم نتحرك سيكون مصير الجنوب إما القتل أو التهجير”.
وتأتي هذه التحذيرات في وقت يجرى فيه التشاور حول بنود خريطة الحل المقترحة من قبل الممثلين الروس على لجنة درعا البلد من أجل الوصول إلى حل نهائي لملف المنطقة التي تحاصرها قوات النظام منذ قرابة شهرين.
وكان المتحدث باسم لجنة المفاوضات عدنان المسالمة قد أوضح، أمس، في تصريحات صحافية، أن “ممثل روسيا طرح الخطوات التنفيذية لخريطة الطريق من خلال إعداد قائمة بالأسماء التي أجرت التسوية، ولائحة بأسماء غير الراغبين بإجراء التسوية، ولائحة بأسماء الذين سلموا أسلحتهم، ولائحة بأسماء المتخلفين (المنشقين) عن الخدمة العسكرية، ولائحة بأسماء المكلفين بالخدمة الإلزامية، ولائحة بأسماء الذين يخرجون من حاجز السرايا في درعا البلد”.
وأشار إلى أنه “تقرر اعتبار معبر السرايا ممراً إنسانياً للخارجين والداخلين إلى (درعا البلد – درعا المحطة) خلال الأيام المقبلة”.
وأكد المسالمة “الاتفاق على تجهيز لجنة التسوية ونقطة لاستلام السلاح في مدرسة زنوبيا”، لافتاً إلى أنه “اعتباراً من اليوم ستوجد حافلات عند حاجز السرايا للراغبين بالخروج من درعا البلد”، ما يعني خروج دفعة مهجرين جديدة من درعا باتجاه مناطق سيطرة المعارضة في الشمال السوري.
“خريطة حل” روسية لدرعا البلد: تحجيم النفوذ الإيراني
ولفت إلى أنه: “قدمنا نحن في اللجنة المركزية لائحة بأسماء جميع المعتقلين، وطالبنا بإطلاق سراحهم، ووقف كل الخروقات التي تقوم بها القوات المحاصرة لدرعا البلد والالتزام باتفاق وقف إطلاق النار”.
وبين أن “اجتماعات لجنة التسوية ستستمر طيلة الأيام الخمسة عشر المقبلة وحلّ كل القضايا العالقة”، كاشفاً أنه “في جلسة أمس زُوِّدنا بنسخة عن خريطة الطريق باللغتين العربية والروسية”.
في المقابل، قالت صحيفة “الوطن”، التابعة للنظام، “إن مضمون “خريطة الحل الشامل في درعا، والتي سلمتها اللجنة الأمنية لـ”اللجان المركزية” تتضمن جمع كل السلاح الموجود لدى المسلحين وترحيل الرافضين لها وتسوية أوضاع الراغبين في البقاء”.
وذكرت الصحيفة أن الخريطة تتضمن تسليم السلاح الخفيف والمتوسط والثقيل ودخول قوات النظام إلى كل المناطق التي ينتشر فيها مسلحون والتفتيش على السلاح والذخيرة وعودة مؤسسات الدولة إلى كل المناطق.
وأشارت الصحيفة إلى أن اجتماعات ستُجرى، اليوم الإثنين، بين الجهات المعنية لتنفيذ خريطة الحل، إذ سُمّي ضباط من اللجنة الأمنية ممثلين عن “الدولة السورية” في لجنة للحل، في حين سُمّي الناطق باسم “اللجنة المركزية” في حي درعا البلد عدنان المسالمة ممثلاً عن اللجان المركزية.
خرق وقف إطلاق النار
وجدّدت قوات النظام السوري، ليل أمس الأحد، خرق وقف إطلاق النار في درعا البلد(جنوباً)، فيما تكبدت خسائر بشرية بمحاولة تسلل على محور دير سنبل في منطقة جبل الزاوية بريف إدلب (شمال غربي)، كما تسببت بضحايا مدنيين جراء قصف مدفعي على المنطقة.
وقالت مصادر محلية، لـ”العربي الجديد”، إن قوات النظام السوري قصفت بالمدفعية والرشاشات الثقيلة، بعد منتصف ليلة أمس، مناطق متفرقة في أحياء درعا البلد بمدينة درعا، مضيفة أن قوات الفرقة الرابعة استهدفت أيضاً مناطق في محيط بلدتي طفس واليادودة بريف درعا.
بدوره، أفاد “تجمع أحرار حوران” الإعلامي، بأن اشتباكات عنيفة دارت بين مليشيات الفرقة الرابعة ومسلحين من أبناء درعا البلد على محور الكازية.
صد تسلل في إدلب
إلى ذلك، قالت مصادر محلية، لـ”العربي الجديد”، إن فصائل المعارضة السورية المسلحة تصدت لمحاولة تسلل من قوات النظام على محور قرية دير سنبل ومحور قرية فليفل في جبل الزاوية جنوبي إدلب، موقعة قتلى وجرحى في صفوفهم.
وذكرت المصادر أن قوات النظام ردت بقصف عشوائي على محاور جبل الزاوية موقعة قتيلا وجرحى من المدنيين على أطراف قرية مرعيان.
كما طاول القصف من قوات النظام محاور قرية الزيارة في سهل الغاب غرب حماة، موقعة أضراراً مادية في ممتلكات المدنيين.
من جهة أخرى، ذكرت مصادر، لـ”العربي الجديد”، أن قوة تابعة لـ”الجيش الوطني السوري” داهمت، أمس، موقعاً في ناحية شران بمنطقة عفرين شمال غربي حلب، واعتقلت 6 أشخاص بتهمة تنفيذ عمليات تصفية ضد عناصر الجيش في المنطقة.
قصف تركي
بدوره، قصف الجيش التركي مناطق تخضع لسيطرة مليشيات “قسد” في نواحي صوغان كي وشيروا بعفرين دون وقوع إصابات، وفق المصادر.
وذكرت مصادر من “الجيش الوطني”، لـ”العربي الجديد”، أن عنصراً من الجيش قتل جراء استهدافه بنيران قناصة تابعين لمليشيات “قسد” في محور الطريق الدولي “أم 4” شمال منطقة عين عيسى بريف الرقة الشمالي الغربي.
خسائر للنظام في البادية
إلى ذلك، أصيب ثلاثة أشخاص، أمس، بجروح خطرة جراء إطلاق نار من مسلحين في مدينة تلبيسة الخاضعة لاتفاق التسوية في ريف حمص الشمالي وسط سورية، فيما تكبدت قوات النظام خسائر بشرية بهجوم من خلايا تنظيم “داعش” في البادية بريف المحافظة الشرقي.
وقالت مصادر محلية، لـ”العربي الجديد”، إن مسلحين أطلقوا النار خلال حفل زفاف، أمس، في مدينة تلبيسة ما أدى إلى إصابة ثلاثة أشخاص.
وذكرت المصادر أن إطلاق النار جرى من أشخاص مسلحين محسوبين على النظام، وهم من عناصر المعارضة السورية المسلحة سابقاً الخاضعين لاتفاق التسوية.
وأوضحت المصادر أن هناك تخوفاً من افتعال حوادث من النظام بهدف تكرار سيناريو تهجير جديد، بهدف إكمال السيطرة على المدينة التي دخلت في اتفاق تسوية برعاية روسية قبل قرابة ثلاثة أعوام.
من جانب آخر، قالت مصادر محلية لـ”العربي الجديد”، إن رتلاً تابع للفيلق الخامس في قوات النظام السوري تعرّض، أمس، لهجوم مجهول في نقطة عسكرية بحقل الشاعر للنفط في ريف حمص الشرقي، ما أسفر عن مقتل وجرح عشرة عناصر على الأقل.
وذكرت المصادر أن الهجوم على الرتل أصاب سيارة ذخيرة، ومن المرجح أنه وقع بقذائف صاروخية من مكان قريب من الحقل حيث تنشط خلايا تابعة لتنظيم “داعش”، فيما ذكرت مصادر أخرى أن الانفجار الذي وقع ضمن الرتل داخل النقطة قد يكون ناجماً عن عبوة ناسفة أو خلل فني.
وبحسب المصادر، هناك خمسة قتلى على الأقل وصلوا إلى المستشفى العسكري في مدينة تدمر مع مجموعة من الجرحى معظمهم في حالة خطرة.
وكانت صحيفة الوطن التابعة للنظام قد أشارت، صباح اليوم، إلى أن البادية السورية شهدت أمس هدوءا شبه تام بعد جولة من القصف والتصعيد ضد خلايا التنظيم.
من جانب آخر، نقل موقع “الخابور” أن مليشيات “وحدات حماية الشعب” طلبت من سكان 12 منزلا في مدينة الرقة وريفها الغربي مغادرتها وتسليمها، بحجة أنها تعود لعناصر من “داعش” أو “الجيش الوطني السوري”.
المصدر: العربي الجديد