فراس كرم
قُتل وجرح 6 عناصر من «هيئة تحرير الشام»، ضمن منطقة «خفض التصعيد»، شمال غربي سوريا، بمسيّرة روسية محملة بمواد متفجرة، عقب إسقاطها ونقلها إلى أحد المقرات العسكرية في جنوب إدلب شمال غربي سوريا، في حين قُتل عنصر من قوات النظام، قنصاً، على يد فصائل المعارضة، واشتباكات متقطعة بين الطرفين على محاور ريف اللاذقية.
وقال أبو أمين، مسؤول وحدة الرصد العسكري في شمال غربي سوريا، إنه «قُتل 4 عناصر وجرح عنصران آخران، من (هيئة تحرير الشام)، مساء الأحد 3 أكتوبر (تشرين الأول)، بانفجار طائرة مسيّرة روسية محملة مواد متفجرة، ومجهزة بمظلة، داخل أحد المقرات العسكرية التابعة لـ(هيئة تحرير الشام) في منطقة الرويحة جنوب إدلب، وذلك عقب استهدافها بالمضادات الجوية والرشاشات، وإسقاطها ونقلها إلى المقر وفحصها».
وأضاف، أن «هذا النوع من الطائرات المسيّرة (الانتحارية) والمجهزة بمظلة، يجري استخدامها لأول مرة من قبل القوات الروسية وقوات النظام بريف إدلب الجنوبي، للإيقاع بأكبر عدد من القتلى في صفوف فصائل المعارضة أثناء سقوطها واجتماع عناصر الفصائل بالقرب منها وتفحصها، فضلاً عن التقاطها عدداً كبيراً من الصور الأرضية وأماكن انتشار المقرات العسكرية للفصائل ونقلها لاسلكياً بشكل مباشر إلى مقر قيادة العمليات الروسية في جبل الزاوية، قبيل إسقاطها، وتفجيرها عن بعد، من قبل عسكريين روس في غرفة العمليات».
ولفت، إلى أن القوات الروسية باتت تطلق مؤخراً مجسمات على شكل طائرات مسيرة معلقة بمظلات وكمية تقدر بنحو 200 غرام من المتفجرات ومزودة بأجهزة لاسلكية للتحكم بعملية التفجير عن بعد، ونماذج أخرى مجهزة بصواعق تؤدي إلى انفجار الطائرة، أثناء التقاطها من قبل عناصر الفصائل.
وأوضح محمد حمادي، مسؤول التوثيق في منظمة الدفاع المدني السوري، «الخوذ البيضاء»، أن القوات الروسية اعتمدت مؤخراً استخدام الطائرات المسيرة (الانتحارية)، لاستهداف أي شخص يقوم بالاقتراب منها أو تفحصها بعد سقوطها على الأرض، إضافة إلى طائرات انتحارية أخرى روسية المنشأ، استخدمتها القوات الروسية في استهداف المدنيين والمزارعين في الفترة الماضية، أثناء جني المحاصيل الزراعية، حيث يتم التحكم بهذا النوع من الطائرات، عبر طائرة استطلاع وغرفة العمليات العسكرية، وتوجيهها نحو الأهداف، وتفجيرها لحظة وصولها الهدف لاسلكياً. وأشار، إلى أنه جرى استخدام هذا النوع من الطيران الانتحاري الروسي منذ نحو العام، في قرى نحلة والبارة ودير سنبل، استهدفت حينها مزارعين يعملون في قطاف الزيتون؛ ما أدى إلى مقتل 5 مدنيين وجرح أكثر من 20 آخرين.
في سياق متصل، قُتل عنصر من قوات النظام قنصاً برصاص فصائل المعارضة، بريف اللاذقية، وفي الأثناء شهدت محاور وخطوط التماس بين قوات النظام والمعارضة تبادل بالقصف المدفعي.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، إنه قُتل عنصر من قوات النظام قنصاً من قبل فصائل المعارضة المسلحة في منطقة تلة أبو سعد بجبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي الشرقي، أعقبها اشتباكات متقطعة بين فصائل المعارضة وقوات النظام بالأسلحة المتوسطة والثقيلة، دون تسجيل إصابات وخسائر بشرية في صفوف الطرفين.
ويضيف، أن فصائل المعارضة قصفت بعدد كبير من قذائف المدفعية الثقيلة والهاون مواقع عسكرية تابعة لقوات النظام في منطقة أورم الكبرى بريف حلب، وبمناطق سراقب وتل مرديخ وكفرنبل وحزارين، رداً على قصف الأخيرة لمنطقة النيرب وكنصفرة والبارة بريف إدلب؛ ما أسفر عن إصابة 3 مدنيين بجروح خطيرة جرى نقلهم إلى المشافي الحدودية مع تركيا لتلقي العلاج.
وفي سياق منفصل، حذرت المنظمات الطبية والإنسانية العاملة شمال غربي سوريا، من اقتراب انهيار القطاع الصحي في المنطقة بسبب تفشي فيروس كورونا ووصول الجائحة إلى ذروتها، بمعدل 1000 إصابة يومياً، وتوقف إجراء عمليات المسح لغياب المواد المخبرية اللازمة لإجراء التحاليل.
وقال الدكتور سالم عبدان، مدير صحة إدلب، إنه أمام ارتفاع أعداد المصابين إلى نحو 1000 إصابة يومياً، والمشتبه بإصابتهم بفيروس كورونا، أعلنت الجهات الصحية (المسؤولة في شمال غربي سوريا عن إجراء مسحات فيروس كورونا المستجد)، عن توقف إجراء عمليات المسح في المنطقة حتى تاريخ 11 أكتوبر، بعد نفاد المواد المخبرية اللازمة لإجراء التحاليل؛ الأمر الذي يزيد من تفاقم أعداد المصابين أكثر من ذلك ويهدد المجتمع في المنطقة بأكملها وارتفاع أعداد الوفيات.
وأضاف، أنه تم تسجيل 694 إصابة جديدة خلال الساعات الماضية في محافظة إدلب، ليصبح إجمالي الإصابات 75766، في حين تم تسجيل 13 وفاة جديدة بينها طفل رضيع و4 نساء، متأثرة بإصابتها بفيروس كورونا، وذلك في وقت تشهد فيه معظم المشافي ومراكز العزل الصحي ازدحاماً بالمصابين، ونقصاً حاداً بالأوكسجين، مناشداً الجهات الدولية الإسراع إلى إمداد مناطق المعارضة في شمال غربي سوريا، بالإمكانات والإمدادات الطبية المتعلقة بمعالجة المصابين بفيروس كورونا.
المصدر: الشرق الأوسط