قال رئيس الوزراء السوري المنشق عن النظام رياض حجاب إن قوى الثورة السورية هي “رقم صعب في المشهد الإقليمي والدولي”، مضيفاً أن “حلفاء نظام بشار الأسد فشلوا في تعويمه”، مشيراً إلى أن “تفكيك العقدة السورية يبدأ من مواجهة مشروع التوسع الإيراني في المنطقة”.
جاء ذلك في افتتاح فعاليات ندوة “سوريا إلى أين؟” التي انطلقت في العاصمة القطرية الدوحة صباح السبت وتستمر يومين، بمشاركة ممثلين عن مؤسسات قوى الثورة والمعارضة السورية، ومراكز بحثية ومنظمات المجتمع المدني، وممثلي الجاليات السورية، والإعلام السوري، وعدد من الشخصيات المستقلة.
وأشار حجاب إلى أن “الندوة تعقد بالتزامن مع ما تشهده الساحة السورية من عنف النظام وإجرامه، الذي حوّل الساحة السورية من احتجاجات شعبية ذات طابع سلمي إلى حالة مستعصية من الاستقطاب الدولي”.
وأضاف حجاب أن “الادعاء بأن نظام الأسد انتصر على الشعب السوري أبعد ما يكون عن الحقيقة”، متابعاً أن داعمي بشار الأسد “يخوضون معركة دبلوماسية يائسة لإعادة تعويم نظام فقد شرعيته”.
وأردف أنه “يتعين علينا التحلي بالمسؤولية لإعلاء المصلحة الوطنية ورص الصفوف وجمع الكلمة، وتدشين مرحلة جديدة ينتزع فيها السوريون كافة حقوقهم المشروعة من النظام الآيل للسقوط”.
وقال إنه يجب على المعارضة السورية “تجديد العهد للسوريين بأن نجعل قضيتهم بوصلتنا”، مشدداً على أن المعارضة “أشد إصراراً من أي وقت مضى على تحقيق المطالب المحقة والعادلة لشعبنا، وتعزيز هويتنا الوطنية الجامعة، والتوصل إلى عملية انتقالية لا مكان فيها لبشار الأسد ونظامه”.
وتهدف ندوة “سوريا إلى أين؟” إلى “تقييم الوضع الذي آلت إليه البلاد، والتداول حول آليات تخفيف معاناة الشعب السوري، والنهوض بأداء المعارضة، ومناقشة آليات إخراج عملية الانتقال السياسي من حالة الاحتباس التي تعاني منها”، حسب ما ذكر بيان للجنة التنظيمية.
وأضافت اللجنة في البيان: “تتضمن الندوة ثماني جلسات حوارية وتتناول تقييم المشهد السوري الحالي، واستشراف التحديات والسيناريوهات المتوقعة، واقتراح آليات التعامل معها”.
وستُقر الندوة جملة من التوصيات “التي تسهم في تقديم رؤية شاملة لعمل المعارضة بهدف الخروج من الأزمات السياسية والإنسانية والاقتصادية التي يعاني منها السوريون”.
وأشارت اللجنة التنظيمية إلى أن هذه الفعالية تأتي “بالتزامن مع الجهود الحثيثة التي يبذلها النظام وحلفاؤه لإعادة تعويم بشار الأسد، ما يدفع لتدارس سبل معالجة الوضع الذي آلت إليه البلاد، وكيفية إنفاذ القرارات الأممية ذات الصلة”.
وكان رئيس “هيئة التفاوض السورية” أنس العبدة قال خلال مؤتمر صحافي عقده نهاية كانون الثاني/يناير حول طبيعة هذه الندوة، أن الهدف الأساسي منها أن تكون ساحة للحوار والنقاش حول المستجدات الأخيرة في الهموم السورية.
وأضاف العبدة أن الندوة التي جاءت بدعوة من رياض حجاب، تفيد بوجود فجوة تتطلب إشراك المزيد من السوريين وتحديداً مراكز الأبحاث لأن طبيعة عملها تعتمد على المنهجية في قراءة الواقع والمستجدات الحالية والمستقبل، الأمر الذي يغني عمل صناع القرار.
ونفى العبدة أن يكون الهدف من الندوة هو إنتاج جسم سياسي جديد في المعارضة كبديل عن “الائتلاف السوري”.
وفي 17 كانون الثاني، قال رئيس “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” سالم المسلط خلال لقائه حجاب والرئيس الأسبق لـ”الائتلاف الوطني السوري” معاذ الخطيب في الدوحة، إنه “من الضروري توحيد الرؤى لمواجهة التحديات الراهنة وتخليص الشعب السوري من النظام المجرم”.
وفي ختام زيارته الى قطر، أكد المسلط أنه “لا يوجد أي نية لتأسيس جسم جديد للمعارضة”، إلا أن “هناك حرصاً كبيراً على تفعيل المؤسسات السياسية الثورية”، بالإضافة إلى “إقامة ندوات حوارية وتشاورية والحديث عن قواسم مشتركة ورؤية واحدة تبدأ في سوريا من دون نظام الأسد”.
المصدر: المدن