علاء الدين حسو
رعت الجالية السورية في غازي عينتاب ومركز الهجرة للخدمات ندوة حوارية مع أستاذ علم الاجتماع البرفوسور ياسين أقطاي مع نخبة سورية من رجال أعمال وكتاب وأدباء وفنانون تشكيليون وإعلاميون، أطباء ومهندسون ومحامون ومعلمون، كان اللقاء فرصة لانتشالنا من عالم الشبكة الافتراضية إلى عالم الواقع للنقاش الايجابي والتفكير الواقعي في قضايانا ومشاكلنا والتي تبدأ من خلال التعرف على تصوراتنا وهمومنا وأفكارنا.
يركز السيد ياسين أقطاي في مقالاته وكتبه – حسب اطلاعي- على ثلاثة قضايا رئيسة، وهي تمثل محور نشاطه العام، أكاديميًا وسياسيًا واجتماعيًا.
القضية الأولى هي دور الجامعات، وأهمية الدور الذي يجب أن تقوم به، كانت في القرون السابقة حاجة للتطوير والابداع بينما اليوم بات قسم كبير منها عبارة عن مراكز وسيطية وهذا ما يهدد التطور، كما يشير لدور حزب العدالة والتنمية في تحسين وزيادة الجامعات، ويؤكد على أن تكون فاعلًا حقيقيًا لتقليص الفجوة التي تتسع بين القواعد والنخب والسلطة وهذا يتطلب جهد حقيقي من الجميع ويقع العاتق الأكبر على الأكادميين ذاتهم.
القضية الثانية هي رفضه للسياسة القائمة على الوهم والتضخيم الذي لا مبرر له، ورفض السياسات التي تقوم حول أوهام لا سلطة لها بالواقع والتي تزيد من الأزمات أكثر، وهي لن تجلب سوى الدمار. وبالمقابل هو يطالب الحزم ودون تردد والوقوف بوجه القضايا المصطعنة ومنع أي محرك لها بدوافع تدعو لتفكيك المجتمع واضطرابه. كما أنه مؤمن بأن أي خيار سياسي مباح في ظل احترامه للحقوق والمجتمع والدولة.
القضية الثالثة هي تأكيده على عالمية الإسلام، فهو الدين الشامل الحاضن للجميع حتى الذين لا يؤمنون به، فالرسالة المحمدية هي رحمة للعاملين جميعُا. ولهذا فقد كان التنوع الانساني فرصة وليس نقمة.
لم يخرج السيد ياسين خلال اللقاء عن الإطار العام لاهتمامته وأكد على أن الهجرة هي العامل الايجابي والمحرك الأساسي لنهوض أي مجتمع، وما أميركا هي أميركا التي نراها إلا لأنها عنصر جذب للراغبين في تحسين أوضاعهم. ولقد كنا قبل ١٠٠ عام أمة واحدة. ثم فُرض علينا أن لا نكون مجتمعًا واحدًا، مع أن تاريخنا مشترك حتى في مقابرنا. لقد قاموا بزرع التفريق في مجمعاتنا. والأحزاب المعارضة تهاجم اللاجئين لغايات انتخابية. بالنسبة له كرجل علم اجتماع يرى بأن اللاجئين يلعبون دورًا إيجابيًا والأرقام تشير إلى ذلك. وأنه هو تعرض لاتهامات كونه كان وما يزال مدافعًا عن حقوق اللاجئيين والمهاجرين، ففكرة المواطنة للجميع وليست حكرًا على أحد دون غيره، ويرى هناك أزمة من خلال تراكم في المعلومات وتتجاهل في العلم الحقيقي. ويعمل حاليًا على تشكيل منظمة لحقوق اللاجئين في تركيا ومراقبة الانتهاكات.
نعيش اليوم تجرية غير مسبوقة، ونحن بحاجة ربما لعلم اجتماع جديد أو طريقة جديدة للتعامل معها. يقول البير كامو ” العالم اليوم يعاني من عدم امتلاك العالم امتلاكاً تاماً ” وربما من خلال التعاون، والتعاون يعني التعاطف لا المواساة، نصل للتعايش الأمثل لبناء مستقبل مشترك في هذا الزمن السائل، على حد قول عالم الاجتماع الكبير زيغموند باومان عالم يغير شكله حسب الشروط والضغوط.
المصدر: اشراق