في حلب عندما يكثر المرء من كرمه في الانفاق و فعل الخير يقولون عنه:
عم يصرف من كيس خرو بتشديد الراء..
فمن هو خرو
هذه الشخصية التي يضرب فيها المثل كثيرا في حلب عاصمة الثقافة و الادب:
كثيرا ما كنت أسـمع مقولة :
اشو عم تجخ وتصرف من كيس خرو ….
او :
اشو عم تجيب من مال خرو ….
بعضهم يسمونه قنصل خرو
حتى عرفت اليوم من أين أتت هذه المقولة :
. مــن هــو خــرو ……
خرّو …. ذلك هو الرجل المحسن الكريم …..
ولوعرفناه جيداً لتمنى كل واحد منا أن يكون مثل خرّو في عطائه و كرمه . …..
خرّو رجل كريم ابن عائلة كريمة من أعرق عائلات حلب (الاميري) ….. كان أكبر مــلّاك للأراضي في حلب وما حولها …… ناهيك عن تجارته مـع الناس و مـع الله ….
وكان يطلق عليه لقب ابو الخير من كثرة عطائه و شدة كرمه وسخائه …..
– بنىٰ جامع الخير في السويقة و بنى قربه خانين لوجه الله …
خان الاعوج وخان الكبير …..
فحسده التجار في السوق لسعة رزقه
وطيب سمعته واطلقوا عليه لـقـب ( خرّو ) بدلاً من ابو الخير
غيرةً و حسداً وضيقة عين. .. …..
وكان يبيع بالدين لأشخاص لايعرفهم. من الجزيرة والعراق ويعودون بعد سنوات بالاموال والأرباح …..
– إسمه الـحـقـيـقـي :
( مـوسـىٰ الامـيـري ) …..
ولم يكن يعبأ بأقوالهم ……
كان يقول لأصحابه .. …
إن المال يخرّٰ علي من السماء و جيوبي تخرّ علىٰ الفقراء …..
و يكرمني ربي من نعمه بسـخاء ….
ويستظرف هذا الاسم واللقب …
ويأخذها بروحٍ مرحة ..
– يروى أن أحد المستجدين ( الشحادين ) كان يشحد من ابو الخير ثم يغيب فيتنكر ثم يعود ثانية فيجزل له ( خرّو ) العطاء وكأنه لايعرفه …..
أراد أحد خدام خرّو ان يلفت إنتباهه للشحاد الماكر .. …
فقال له ابو الخير :
_انا أعرف أنه يتنكر ويعود أعطيه أجرة التنكر وليس صدقة …..
– وقبل أن يموت قسّم تركته على أبنائه وبناته بالتساوي …….
ثم وهب البساتين للفلاحين الذين يعملون فيها شريطة أن يرث الذكر بمقدار الانثى تماما واستصدر فتوى ومرسوما سلطانياً مازال سارياً في حلب وفي بعض المناطق حتى يومنا هذا عن الملكية ملك (شرعي) للذكر مثل حظ الانثيين ….
وملك (اميري ) ..نسبة لكنيته للذكر مثل الانثى
اللهم اجعلني غنياً كريماً محسـنناً مثل خرّو …….
ولا تجعلني حسوداً بخيلاً مثل بعض الناس ……(صرو)
اللهم إجـزِ كل محسن
و اجعلها في ميزان حسناته .
المصدر: صفحة د- مخلص الصيادي