بسام شلبي
مجزرة جديدة في كشفها قديمة في تنفيذها وكم المجازر التي مازالت مدفونة أيضًا في المقابر الجماعية.
قصيدة قديمة في نظمها حاضرة بمعانيها
يا بلادي يا أرض المجازرْ
يا بلادي يا مهبطَ التاريخ
ونقطة استعصاء الخرائط
اخترعتِ أبجديةَ الحرفِ
وأبجديةَ الحبِّ.. وأبجدية القتلِ
ونمت فوقَ جرحٍ غائرْ
فوقَ كل تجعيدةٍ من وجهِكِ الكريمِ
مرَّ سفّاحٌ.. وقُتِلَ ثائرْ
من الإسكندر الكبيرِ
إلى هرقلَ.. وهولاكو
وجنكيزَ.. وتيمورَ ذي الجرائرْ
والفرس والروم.. والفرنجة والمماليك
والترك.. والتتار والسلجوق
ولورنس.. وغورو.. وكل غائرْ
فوق كل تجعيدةٍ من وجهكِ الكريمِ
مرَّ سفاحٌ.. وقُتل ثائرْ
ويشهدُ رأسُ الحسين
ورأسُ غيلانَ الدمشقي
وقبر ابن عربي.. والمعري
وابن تيمية.. وابن عساكرْ
وقبرُ يوسفَ العظمة
وقبر سيدي خالد.. وأبي عبيدة بن عامرْ
يا بلادي.. يا بلاد المقابرْ
مقبرةُ الصحابةِ.. مقبرةُ الدحداحِ
مقبرةُ بابِ الصغير.. وباب الكبير
والشيخ رسلان.. وسيدي القسّام
وسيدي… وسادتي.. والأشراف
مقابرُ تحاصرها مقابرْ
وقبورٌ تفورُ كالبراكينِ
وتقذف جثثاً خارج زحامِ المقابر
صارت الأرصفةُ.. والحدائقُ
ودوّاراتُ الشوارعِ..
مقابرَ ليست كالمقابرْ
يفوحُ منها المسكُ والبارودُ
والتمرّدُ والحريةُ.. والكرامة
يا بلادي يا بلاد الحرائرْ
يا بلادَ الخُصوبةِ والخصيبِ
والبرقِ والرعدِ.. والغمامِ الماطرْ
يا بلاد الملاحمِ.. والمعجزاتِ
تلِدُ النساءُ فوق بلاطِكِ الشهداء
كي يكفّنوا الشهداء
اللذين كانوا يشيعون الشهداء
اللذين أنجبوا الشهداء
كي يلقِّحوا بنطفةِ الحريةِ الحرائرْ
يا بلادي يا مقبرةَ الغزاةِ
ومقبرة الأبطالِ والأحرارِ
مقبرة الطامعين.. والمغامرين
مقبرة الصحابة.. والمنافقين والكفارْ
المجاهدين الفاتحين.. والمغول والتتارْ
مقبرة العلماء والأساطينْ
والأقزام.. والمهابيلْ
القديسين.. والشياطينْ
يا بلادي..
يا مقصلة كل سفّاحٍ مكابرْ
يا بلادي.. ما كان بشار
ولا كان أبوه المقبورْ
من قبلِ ومن بعد
شيئاً مذكورْ
في الهوامشِ.. أو بين السطورْ
يا بلادي.. ما كان بشار…
لكنها بشائرْ
بشائرُ الحريةِ المضرّجةِ بالدماءِ
يا بلادَ الأحرارِ والحرائرْ
تنامين على التاريخ
وتصبحين على المستقبلِ
يا سيدةَ الحاضرْ
*****
تنامين على التاريخ
وتصبحين على المستقبلِ
يا سيدةَ الحاضرْ