آلاء العابد
يحاول السوريون الذين اضطروا إلى ترك أوطانهم ومغادرة منازلهم التي ولدوا فيها التمسك بالحياة في المخيمات تحت مسمى “لاجئين” أـو “نازحين” في ظروفٍ صعبة وأوضاعٍ مزرية وسيئة يحاولون التمسك بحياة فرضت عليهم .
يفتقر النازحون في مخيمات الشمال السوري إلى الكثير من مقومات الحياة يعيشون في كل عام ظروفاً استثنائية وواقعاً صعباً في ظل انعدام فرص العمل وعدم القدرة على توفير دخل ثابت لكل عائلة.
تجدر الإشارة إلى أن عدد المخيمات في شمال غرب سورية بلغ 1489 مخيمًا يسكنها نحو حوالي مليون ونصف المليون نازح من بينها 452 مخيماً عشوائياً وتتعرض هذه المخيمات في أغلب الأوقات للتقلبات المناخية.
ففي فصل الشتاء يعاني سكان هذه المخيمات من اشتداد البرودة وارتفاع معدل هطول الأمطار وتساقط الثلوج التي قد تتسبب في معظم الأوقات بتسريب المياه داخل المخيم واهتراء الخيم فيها.
أما في فصل الصيف فالمعاناة تستمر لكن بشكل آخر فارتفاع درجات الحرارة ونقص المياه الصالحة للاستخدام والشرب وسوء شبكات الصرف الصحي تؤدي إلى انتشار الأمراض الجلدية والمعدية.
فالمياه لا تصل إلى أغلب سكان المخيمات إلا مرة واحدة كل أربعة أو خمسة أيام وبكميات قليلة جداً لاتكفي إلا لأسرتين أو ثلاث، ويتم توزيع ألف ليتر للعائلات مايدفع السكان إلى شراء المياه غير النظيفة لعدم توافرها.
وبحسب تقرير اليونيسف المنشور في 16 مايو/أيار الماضي فإن النازحين في مخيمات الشمال السوري يتعرضون مراراً لأخطار وتهديدات على الصحة العامة حيث تترك شبكاتهم الصحية وأنظمة الموارد المائية وبناهم التحتية دون أي استجابة أو إصلاح عاجل.
تشير بيانات البنك الدولي إلى أن الخسائر في قطاع المياه هي الأعلى في سورية عموماً حيث بلغ 121 مليون دولار ويشير التقرير أيضاً إلى أن النزاع المسلح في سورية أدى إلى مقتل وهجرة غالبية العاملين في قطاع المياه والصرف الصحي فحوالي ثلثي السوريين يحصلون على المياه من مصادر تتراوح درجة خطورتها بين المتوسطة والعالية وانخفض معدل توفير المياه في سورية من 75 ليتر لكل شخص إلى 25 ليتر.
ويشكل نقص المياه في المخيمات خطراً على ساكنيها خاصةً خلال موجات الحر التي تزيد الطلب على المياه. وتواجه المخيمات في فصل الصيف مصاعب أخرى وأخطرها أيضاً انتشار الحرائق نتيجة عوامل كثيرة أبرزها ارتفاع درجات الحرارة فقد ذكر تقرير الدفاع المدني السوري بأن 87 مخيماً احترق منذ مطلع العام الجاري متوقعاً زيادة الحرائق خلال الفترة القادمة.
ومن أبرز الصعوبات أيضاً غياب التعليم عند أطفال هذه المخيمات حيث أن 970 مخيماً لا يحوي نقاطاً للتعليم أي مايعادل 64% من المخيمات، حيث يضطر الأطفال إلى قطع مسافات طويلة ضمن العوامل الجوية المختلفة للحصول على التعليم.
ومن الصعوبات التي تواجه سكان المخيمات أيضاً أزمة تأمين الغذاء نتيجة ضعف الاستجابة الانسانية ضمن هذه القطاعات حيث أن 92% من المخيمات تواجه أزمة الخبز وارتفاع أسعاره ومحدودية المشاريع من المنظمات لتأمين الخبز المدعوم أو المجاني للسكان.
صعوباتٌ كثيرة وكبيرة يواجهها سكان المخيمات سواء كانت في فصل الصيف أو في فصل الشتاء فلا يكاد يمر يوماً بدون مشاكل فيه يواجهها سكان المخيمات سكان هذه البقعة من الأرض حيث يحاولون فيها البقاء على قيد الحياة بالرغم من جميع الظروف الصعبة المحاطة بهم.
عشر سنوات مضت وأكثر ومئات بل آلالاف من المنظمات والكثير من المساعدات قدمت
لم تستطع إلى يومنا هذا إيجاد حلول حقيقة لسكان هذه المخيمات.
فهل معاناة سكان الخيم مرتبطة بقرار سياسي لتأمين احتياجاتهم أم أن حجم الأعداد الكبير أفشل وجود حلول جذرية وحقيقية لهم. وأخيراً: وأنت تخوض حروبك، فكر بغيرك. (لا تنسَ من يطلبون السلام). وأنت تعود إلى البيت، بيتك، فكر بغيرك. (لا تنسَ شعب الخيام).
المصدر: اشراق