تصدر الناشط الحقوقي السوري عمر الشغري وسائل التواصل الاجتماعي، بعد إلقائه كلمة في مجلس الأمن الدولي، وبّخ فيها دول العالم التي لم تساند الشعب السوري، ووجه “الشغري” مدير شؤون المعتقلين في فرقة عمل الطوارئ السورية، والمعتقل السابق في سجون النظام السوري، 14 رسالة إلى مجلس الأمن، في جلسته التي انعقدت الأربعاء الفائت.
وفي حوار مع برنامج ريبوست الذي يبث على تلفزيون سوريا في حلقة اليوم الأحد، قال “الشغري” إنه كان مدعواً بصفة تمثيل للمجتمع المدني، وليس بصفة سياسية، وغالبية المجتمع السوري لا يؤمن بأي تغيير على الأرض من الواقع السوري، لذلك كان خطابي أو تأنيبي للمجتمع الدولي ومجلس الأمن كان للوصول إلى الشعوب خلف هذه القيادات، مضيفاً أن الشعوب لها دور كبير ولديها فعالية بالتأثير على حكوماتها.
ولدى سؤاله عن الانتقادات التي تتوجه له، قال “الشغري” إنه من الجميل جداً وجود الانتقادات للتحسين من الأداء خاصة للشباب المنخرط في العمل السياسي والحقوقي والإنساني، وأضاف “أنه يحاول دائماً أن يكون مثالاً حسناً، للشعب السوري أجمع، ووصوله لمجلس الأمن الدولي هو نتيجة عمل وجهد لسنوات.
وأكد “الشغري” أنه توجهت له دعوة لحضور الجلسة من رئاسة مجلس الأمن للشهر الفائت، وكان لأول مرة يتم إلقاء خطاب على هذا المستوى الرفيع، ولا أحد يعلم ماذا سيقال داخله، ولم يعرض على مجلس الأمن قبل إلقائه.
وأشار الشغري إلى أن الشعب السوري بقي 11 عاماً يخاطب مجلس الأمن بأسلوب تشجيعي ليأخذ خطوات لوقف المجازر في سوريا، ولكنهم لم يتخذوا ولا خطوة حقيقية، وحان وقت التأنيب، واستخدام اللغة المناسبة.
وأضاف “الشغري” أن المجتمع الدولي سمح بقتل أكثر من 500 ألف سوري، وتعذيب أكثر من مليوني سوري، وتهجير أكثر من 12 مليون سوري، ويستحق لغة التأنيب.
وأشار الناشط الحقوقي إلى أن أهم قرار سيؤخذ بعد هذه الجلسة هو قرار المساعدات الإنسانية التي تدخل من معبر باب الهوى، وروسيا ترفض تمديد آلية إدخال المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين في الشمال السوري.
وسبق ان أوضح نائب مندوبة الولايات المتحدة الأميركية في الأمم المتحدة ريتشارد ميلز أن النظام السوري لم يفرج سوى عن بضع مئات من المعتقلين حتى الآن بعد مرسوم العفو الرئاسي الأخير، معتبراً أن العدد “قليل” مقارنة بأعداد المحتجزين داخل سجون النظام.
جاء ذلك في كلمة ألقاها ميلز أمام مجلس الأمن أمس الخميس، وجّه فيها الشكر للناشط السوري عمر الشغري الذي قدّم شهادة مهمة أمام المجلس. وقال: “إن الولايات المتحدة، وهي الدولة الفخورة باستقبالك بعد كل ما عانيت منه، تقف بحزم إلى جانب الشعب السوري”.
تجديد إدخال المساعدات عبر الحدود
وبشأن إدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود، بيّن ميلز أن الولايات المتحدة الأميركية “تتطلع إلى العمل بشكل تعاوني مع أعضاء مجلس الأمن الآخرين في الأيام المقبلة لإعادة تفويض آلية الأمم المتحدة للمساعدة الإنسانية عبر الحدود في سوريا وتوسيع نطاقها”.
ولفت إلى أن “توفر تلك الآلية تعدّ شريان حياة بالغ الأهمية للمساعدات، وسيكون قطع هذه المساعدات مدمراً لملايين السوريين”.
وختم نائب ممثلة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة بالقول: “في النهاية تجب الإشارة إلى أن الطريقة الوحيدة لإنهاء هذه الأزمة الإنسانية الأليمة هي من خلال عملية سياسية شاملة وذات مصداقية على النحو الموضح في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254”.
المصدر: موقع تلفزيون سوريا